وفسروا الماء بعد جهد بالماء ...

عمون - كتب: المحرر الاقتصادي - أن يخرج وزيران في الحكومة ويطالبان دول العالم بفتح جيوبها أمام الأردن لدعم اللاجئين السوريين لهو أمر مضحك فمن من دول العالم ستقوم بالدعم وبالمبالغ المطلوبة لتعويض الأردن عن ما لحقه وسيلحقه من خسائر، فالإستنجاد والإستغاثة لا تفيد حيث أنه ولو تمت الإستجابة ستكون على شكل وعود لا تتحقق كمثل وعود بمساعدة هاييتي بعد الزلزال المدمر قبل عدة سنوات والتي وحتى لآن لم تصل رغم وفاة مئات الآلاف وليس هجرة مئات الآلاف .

ما يهمنا في حديث وزير التخطيط هو أن تكلفة اللاجئين إلى نحو 160 مليون دولار حتى الآن ولا ندري كيف تم حساب تلك الكلفة حيث أن أعداد اللاجئين وصلت لرقم 400 الف لاجئ وحسب الحساب التركي للاجئين الذي وصل عندهم الى 80 الف لاجئ تكلفتهم الشهرية 100 مليون دولار أي أن التكلفة الشهرية عندنا يجب أن تكون 500 مليون دولار حسب الحساب التركي ولا ندري مدى كفاءة ذلك الوزير المتربع على كرسي الوزارة منذ عدة سنوات وبنتائج لا تسر البال كما تشير المؤشرات الاقتصادية وخاصة المديونية ونسبتها والصرف خارج الموازنة وعدم وصول أي من المنح والمساعدات الموعودة فهل حسب ذلك الوزير كلف الانتشار العسكري والامني وكلف السلع والخدمات وكلف الإستدانة... وإلى اخره من الكلف المباشرة وغير المباشرة واخرها رفع أسعار المحروقات التي لو جمعت لفاقت الـ 500 مليون دولار شهرياً.

أما المطالبة والإستغاثة بدول العالم بفتح جيوبها أمام الاردن فهو كحلم ابليس في الجنة فلن يساعدنا احد وقد مر على الأزمة السورية حتى الآن 17 شهراً وما زالت الحكومات الاردنية المتعاقبة ووزيرها العابر لتلك الحكومات بانتظار ان يفتح العالم جيوبه مما يدل على قصر النظر وقلة الحيلة .

الحل الوحيد والأوحد في هذه الحالة (نعيده ونكرره) هو ارسال اللاجئين الى كل الدول التي تدعم الثورة لتتحمل حصتها من اللاجئين فعلا لا قولا وخاصة السعودية وقطر وامريكا لنرى كيف ستستقبلهم اذا استقبلوهم اصلا...وعندها فقط سنرى المساعدات والمنح تتدفق علينا.