من مكارم الصدق و عنفوان الرجولة شدة الباس والحلم و الصبر عند المحن
اللتقاء الشعر العرب بوصف الرجولة العربية التي اذهلت بقيمها العالم اجمع وتوقف
عندها المستشرقون باستغراب ودهشة حضارية فاقت اندهاشهم من المعرفة العربية
في علوم الفلك والرياضيات والطب ، سيدنا ابو عبدالله الحسين بن طلال اجتمعت به
كل هذه الصفة السابقة الذكر ويضاف اليها أنه اعطى للحداثة المعاصرة وقيمها منعة عربيا
جديدا يسجل بالاضافة الى ما ورد .فالقائد العظيم كان مزروعا بعنفوان الصحراء العربية التي امتدت قيمها و نسجت في
عظيم مواقفه العربية القومية و بعد الرؤيا السياسية للواقع والمستقبل ، حيث تلاشت
امام بصيرته السياسية اخفقات الجغرافيا و السياسية وارتفعت قيمة المكان من الناقص
الاستعماري السلبي الى رايات تخفق فوق عواصم العالم ترفرف محملة بفائض من القيمة
الاستراتيجية بفعل رجل عربي هاشمي نبوي من اسرة تتشرف كل العرب بنسبها .

يبقى المغفور له ان شاء الله الملك الحسين ساكنا في ذاكرة الاردنين والعرب وكما تبقى الاردن جزاء من ذلك المتساع من العبقرية الحسينية الهاشمية التي قافت رؤيتها حدود المكان .

علمنا في وعينا ولا وعينا دروسا في القيم والاخلاق و زرع بنا روح الصحراء العربية التي يرفض ساكنها الانحاء الا لله سبحانه وتعالى ، حمنا في اعصب ايام العبوديات السياسية العربية ان ننساق وراء اشباه المشاريع الدكتاتورية المستبدة وابقى بنا عزة المكان الاردني الصحراوي الذي لا يضايه مكانا في العالم .

دروس ودروس لا تستطيع ذاكرة الواحد الفرد ان تقف امامها وخاصة عندما تطل عليك صورة المغفور له وهو يلبس الشماغ العربي الاحمر المهدب ووجوه مبتسم يمتلى امل وثقة بالاردنيين ، والله احببنك و احببنك ملئ قلوبنا حبا وكبرنا في الاردن بك وعظم شاننا عظمة بك .

اليوم وانت في جنات الله العليا ندعو اليك وكلنا على قرب مع موعد الحق ان يسكننا بجوارك في نعيمه الذي لا يوزل للابد .