ما ان اعتلى سده الرئاسه الفرنسيه حتى بادر الرئيس ساركوزي وعلى عجله من الامر ان طلب لقاء الرئيس الامريكي في واشنطن وبعد ان افصح بالفم الملأن عن اعجابه وتعجبه بسياسات ومواقف الرئيس الامريكي وعن نيته في بناء افضل العلاقات مع الاداره الامريكيه برئاسه بوش في اشاره واضحه وجليه اشبه بالاعتذار عما بدر من فرنسا شيراك من مواقف تجاه الحرب والغزو الامريكي للعراق ؟ولقد استقبله الرئيس الامريكي استقبالا غير مسبوق وفي احتضانه عده مرات وذلك لانه وبعد ان فقد اشد المتحمسين لسياساته طوني بلير فهاهو من ياتي ليحاول اخذ مكانه ويمد يد الطاعه للسياسه الامريكيه وبالاخص انها تاتي في وقت تعاني فيه الاداره الامريكيه وسياساتها الهوجاء في المنطقه وفي العديد من بقاع العالم اعلى درجات التعثر والخيبه والكراهيه فهو في اشد الحاجه الى ساركوزي ليسانده في جمله سياساته ويبين للراي العام الامريكي بانه لايزال له حلفاء ومساندين لتلك السياسات التي قادت الى جمله من الكوارث ولازالت
فساركوزي الذي وفي اكثر من مناسبه قال امام الرئيس بوش ان عليه نسيان الماضي وفتح صفحه جديده من العلاقات والتعاون ؟؟؟ وهنا يتبادر للذهن مجموعه من الاسئله والتي منها على سبيل المثال , هل يعني ان ساركوزي كان مستعد لو كان على راس سده الحكم في فرنسا عندما قررت واشنطن غزو العراق وبدون قرار من مجلس الامن كان سيجند الجيوش الفرنسيه بمختلف قطاعاتها تحت رايه بوش من اجل شن الحرب والغزو بشكل مشترك من اجل محو العراق عن خارطه الشرق الاوسط بالكامل ولا يكتفي بما اقدمت عليه القوات الامريكيه ومن ساندها فيما فعلته من كوارث للعراق واهله
وهل كان له ان يدوس على صلاحيات مجلس الامن وميثاق الامم المتحده ويذهب بفرنسا الى هذا الحد من العدوانيه وارتكاب المجازر والعوده بها الى عصر الاستعمار واستغلال ثروات الشعوب ؟؟
وهل كان سياخذ فرنسا الى ان تدير سجونا كسجن ابو غريب ويفعل بسجنائه كما فعلت القوات الامريكيه ام اكثر؟؟ وهل كان سيرضى ان تشارك فرنسا في ابشع مخالفه قانونيه وانسانيه شهدها العالم فيما سمي بسجن غوانتناموا وهل كان له ان يرضى بفتح سجون سريه اضافيه لما اقامته اجهزه المخابرات الامريكيه بغير مبرر قانوني ولا اخلاقي ؟؟؟؟؟ اسئله كثيره يمكن ان تثار على ماطرحه ساركوزي في خطاباته التودديه لبوش وسياساته ؟؟؟ وبالرغم من كل ذلك فلا نزال ويزال كثيرون من شعوب الارض تذكر وبتقدير عال مواقف فرنسا حينذاك الرافضه لغزو العراق ومواقفها المبدئيه تجاه ذلك .
ان ما افصح به ساركوزي للان يدلل بكل وضوح وجلاء بانه يقود فرنسا الى المزيد من التطرف واليمينيه واكثر وضوحا في انصياعه وانسجامه مع السياسات الامريكيه والصهيونيه وذلك من خلال دعمه لتلك السياسات وخير مثال على ذلك موقفه من الاحتلال الصهيوني لفلسطين وكذلك الاحتلال الامريكي للعراق .
وكذلك ما صرح به وزير خارجيته حينما بادر الى دق طبول حرب ومغامره جديده في المنطقه في حين ان القاصي والداني وكل شعوب المنطقه لاترغب بالمزيد من الكوارث والويلات في المنطقه لما لها من اثار كارثيه على المنطقه وشعوبها وربما على العالم اجمع وبكل تاكيد ان الانحياز لتلك السياسات الهوجاء هو ليس في صالح فرنسا اولا ولا في صالح التعاون الخلاق مابين الدول على قاعده الاحترام المتبادل ولا في اقامه عالم خال من النزاعات والصراعات وسياسات الهيمنه والتخلص من المحتلين وشرورهم
ان فرنسا والتي تتطلع اليها الشعوب هي فرنسا التي تقف مع الحق والعدل في احترامها للمواثيق الدوليه وفيما نصت عليه من عدم جواز التدخل السافر في شئون الدول وكذلك يتوقع من فرنسا ان تساند الشعوب للتخلص من الاحتلال , وكذلك دعمها لحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وفي ان تعمل بجد لتطبيق قرارات الامم المتحده على الدوله الصهيونيه وفي ارغامها للعوده عن احتلالها واعاده الحق لاصحابه
ان الاداره الامريكيه بقياده بوش بحاجه الى من ينصحها ويحثها للتخلص من جمله السياسات الخاطئه التي ارتكبتها ولازالت في العراق وفي فلسطين وتجاه العديد من القضايا والملفات العالميه لا الى من يحرضها ويساندها لارتكاب المزيد من الكوارث وزياده عنجهيتها وسطوتها على العالم بغير حق .
salabsi@yahoo.com