عمون - كتب: المحرر الاقتصادي - أثرنا مسألة اللاجئين وطرحنا تصور بكل هدوء وروية وكأن ما طرحناه في ذلك الوقت (14.7) سابقاً لأوانه ولكنه كان استقراء للمستقبل فكل المؤشرات والوقائع كانت تقوم وتستدرج وتضع الاردن على مسار التورط في الأزمة السورية وبالتالي دخوله طرفاً رئيساً في النزاع مع انسحاب ورفع ما يسمى بـ"اصدقائنا وحلفائنا" ايديهم عنه دون دعمه بعد توريطه والنتيجة بالتالي كانت ستكون كارثية على الاردن من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية .

صحيح اننا استقبلنا حتى الان ما يقارب 400 الف لاجئ دون اي دعم ملموس من حلفائنا بل فتات الدعم وتكلفة هؤلاء إذا قارناها بالحساب التركي 100 مليون دولار شهرياً كلفة اللاجئين السوريين لديهم والبالغ عددهم لغاية الآن 80 الف لاجئ. تبلغ تلك التكلفة علينا حوالي 500 مليون دولار شهرياً.

اما كيفية الحساب فهي.. كلفة الانتشار العسكري على طول الجبهة الشمالية والشرقية, كلفة الانتشار الامني في المناطق الشمالية وكافة مناطق تواجد اللاجئين على حساب بقية المناطق, كلفة السلع والخدمات والاقامة, كلفة دعم تلك السلع والخدمات, كلفة الخدمات الصحية حيث ان هناك اكثر من 10 الاف جريح, كلفة التعليم واستحداث مدارس جديدة, كلفة استعمال البنية التحتية غير الكافية والاهتلاك المتسارع لها, الكلف غير المباشرة مثل زيادة نسبة البطالة وارتفاع نسبة التضخم الناتجة عن زيادة اسعار سلع وخدمات مرتبطة مباشرة بمسالة اللاجئين مثل ارتفاع اسعار الايجارات, كلفة زيادة المديونية وما يرافق ذلك من زيادة الفوائد المدفوعة وزيادة كلفة الاقتراض والخضوع لشروط الدائنين, كلفة قطع المساعدات والمنح ومحاصرة الاردن بناء على مواقفه وكلفة رفع أسعار المشتقات النفطية والكهرباء والمياه القادمة وإلى آخره من الكلف التي لو جمعت لفاقت الـ 500 مليون دولار شهرياً.

ومع اننا نتحفظ على ما قاله وزير المالية لإكثر من طرف حول الوضع الاقتصادي. إلى حين التأكد الدقيق مما قاله.

وفي النهاية ما دمنا محاصرين من قبل الصديق قبل غير الصديق فان الحل الوحيد والاوحد هو نقل اللاجئين الى السعودية وقطر وبقية دول الخليج وعلى الفضائيات مباشرة والى امريكا والدول الاوروبية لنرى كيف سيطردوهم، فكفى طمر الراس بالتراب وادخالنا الى كارثة اقتصادية واجتماعية وحتى امنية بدانا نلمس تباشيرها في الايام القليلة الماضية.

فقد حان الوقت لحسم الامور وعدم تحمل منية دول الخليج والدول الاوروبية من خلال تقديمها لوعود فارغة وقطيرات في المساعدات العينية والمالية ومستشفى لا يكفي لجزء من احتياجات اللاجئين مع ما رافق ذلك من ضخ اعلامي فضائي يمننا بما اعطونا اياه .(علما بان كل دول الخليج لا تسمح للسوري العامل والمقيم عندها باذن اقامة لجلب عائلته واهله التي ترزح تحت النار في سوريا).