حتى وإن نفى وزير الخارجية عبر (تغريده) على التويتر أن يكون جلالة الملك قد تدخل في قضية اللاعبين الأردنيين المتهمين بقضايا التحرش في الباراولمبياد بلندن على خلفية اشارات صحفية بريطانية .. نكادُ نستشعر – صدمة الملك, الذي يراوح مكانه كأي مواطن أردني في المساحة الضيقة بين سقف التوقعات والحقائق على الأرض.
المشكله أننا على عكس ما تفترض مقتضيات الحياة الطبيعية , كلما نُمعن بالتفاؤل نتلقى مزيداً من الصدمات, لسان حالنا.. تفاؤلوا بالخير تعدموه, وأُس بلاءنا الإفراط بالأمل دون التسلح بالتحضير الجيد والتحصن بما يضمن لنا أقلهُ.. النجاح.
ثمة مشاعر متضاربة تتجاذبك حينما تتناول ما جرى ,فما حدث في بلفاست بناءً على اتهامات موثقة من قبل محكمة ايرلندية بحق ثلاثة من أعضاء بعثتنا الباراولمبية اثناء معسكر تدريب قبيل أُولمبياد لندن, اساء فيما اساء..للأردن وللعرب ولذوي الإحتياجات الخاصة ومنهم قصص نجاح تقاوم كل ظروف الإعاقة وصعوبات الحياة , واساء ايضاً للحركة الاولمبية العالمية التي تقوم اساساً على مبادىء التنافس الرياضي الشريف والتواصل الإنساني المحترم, كما انه اساء لمعنويات الفريق الأردني وهو على ابواب منافسات الاولمبياد.
في كل ما تناولته الصحافة الأردنية والعالمية حول أزمة اللاعبين الثلاثة لايمكن ان تستوقفك الا الرواية المحلية الفريدة التي وُضعت على عجل من قبل البعض للرد على الإتهامات وكأننا نستمع لذات الأسطوانه (المشروخة)التي لا ترى سوى "مؤامرات خارجية تستهدف استبعاد الإنجاز الأردني القادم بقوة.. وتعمل بالخفاء للتخلص من العملاق الأردني القادم للأستحواذ على الميداليات بكل الوانها".
مَن ذلكَ الذي يحلمُ بنا في عتمة لا يدرك كم هي عميقة وحالكة الا نحن..ومَن تلك الادمغة التي تُحيك المؤامرات استهدافاً لنجاحنا , وترتعد أمام انجازاتنا الباهرة..نحن فقط من يتأمر على نجاحٍ كان يمكنُ أن يرى النور لولانا..نحن!؟
ما حصل في أيرلندا, أنقصى ولم يتبقى من الأمر الا نفوس مكسورة حَفرت في الصخر لتطلق أحلامها ميداليةً وعلماً يرفرف ودموع ,وصورة تُغلقُ دوائر مفتوحة, بقي بعد الحدث أيضاً خجلٌ وصورٌ مشوهة وستبقى كذلك ..طويلاً وبقي أيضاً كثير من المكابرة وبعضاً من ردود جاهزة لأي طاريء.
منذ اعوام ونحن نتساءل لما نواصل أمعاننا في الحديث عن الإنجاز الرياضي المُفرط بالتفاؤل(من غير مناسبة) فنضع التقديرات ونتأمل بالميداليات ونُطلق الأوصاف والتصريحات, ونقلب الدنيا رأساً على عقب وتصبح قضيتنا الأولى, بماذا سنعود من ألقاب وميداليات , ثم نعود.. خاليين الوفاض والنفس ,نتلقى بضع صفعات تتعلق بالإخفاق ,ثم تتذكر أننا لم نُجهز أنفسنا جيداً قبل أن يبدأ الفيلم.
حافظنا على نظريتنا التاريخية, المشاركة من أجل المشاركة لا من أجل الفوز مثل عيوننا, ورحنا نطبقها في وجداننا حتى وأن حلمنا عكس ذلك..!!
لم ندرك أن تجهيز لاعب يمكن ان يحقق ميدالية ذهبية اولمبية يكلف حسب دراسات عالمية دقيقة, مليون دولار تجهيزاً وإعداداً, ولم ندرك أن ذلك يمكن أن تعوضه مسيرةٌ جادة من التدريب والإعداد المتكامل ومؤسسات الدولة الداعمة والقطاع الخاص المتعاون والشعب المتفاءل بواقعية والإعلام الذي يحاسب بشفافية.. والرياضي المدجج بالأخلاق وحب البلد.
عندما كنا نحصد ميداليات في بعض الرياضات . كانت تلك ,غير منضوية تحت الألعاب الاولمبية الرسمية , وعندما دخلت رسمياً, لم نعد نحصد أي ميداليات , أنتظرنا ميدالية رسمية منذ سنين..فجاء رياضيوا الوفد البارالمبي من ايرلندا بميدالية من نوع آخر.نفسنا انفلت.
عن الغد.