اليوم الذكرى الثانية والسبعون لميلاد المغفور له الحسين
14-11-2007 02:00 AM
عمون - يحيي الأردنيون اليوم الأربعاء الرابع عشر من تشرين الثاني بكل اعتزاز وإكبار الذكرى الثانية والسبعين لميلاد المغفور له بإذن الله جلالة الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
وتمثل هذه الذكرى التي أرادها جلالة الملك عبد الله الثاني وشعبه الوفي أن تبقى خالدة في الوجدان رمزا للعطاء والبذل والتضحية، حيث يستذكر الأردنيون فيها عطاء جلالة المغفور له الذي قاد المسيرة على مدى سبعة وأربعين عاما بحكمة ورؤية ثاقبة رغم كل التحديات التي واجهها باقتدار وبثقة شعبه الوفي .وبهذه الذكرى يجدد الأردنيون العهد والولاء لوارث العرش الهاشمي جلالة الملك عبد الله الثاني وهم عاقدون العزم والتصميم على مواصلة مسيرة الخير والبناء بكل ثقة وهمة عالية للحفاظ على الانجازات والمكتسبات والسير نحو الغد لتحقيق وعد المستقبل.
ويستذكر الأردنيون وهم يحيون ذكرى ميلاد جلالته طيب الله ثراه، دور جلالته في تشييد نهضة الأردن رغم محدودية الموارد والإمكانيات حتى غدا الأردن في عهده منارة للتقدم والبناء ومركزا للقاءات الخير والوفاق والتنسيق المثمر لصالح كل القضايا العربية.
ولد جلالة المغفور له جلالة الملك الحسين في الرابع عشر من تشرين الثاني عام 1935 في عمان في بيت هاشمي في منطقة جبل عمان، وتربى في كنف والديه المغفور لهما جلالة الملك طلال وجلالة الملكة زين الشرف وجده المغفور له جلالة الملك عبد الله بن الحسين مؤسس المملكة الذي استقى منه أنبل القيم الرفيعة والمبادئ العظيمة .
ويمتد نسب الحسين طيب الله ثراه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب ابن السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .. والحسين هو الحفيد المباشر الثاني والأربعون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .. فهو سليل أسرة عربية هاشمية امتدت تضحياتها عبر القرون ونشرت رسالة الحق ودين الهدى واستمدت من الإسلام الحنيف المثل العليا والمبادئ السامية وتعاليمه السمحة لما فيه خير البشرية.
أكمل الملك الحسين تعليمه الابتدائي في الكلية العلمية الإسلامية في عمان، والتحق رحمه الله بكلية فكتوريا في الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، وفي عام 1951 التحق بكلية هارو في انجلترا ثم تلقى تعليمه العسكري بعد ذلك في الأكاديمية الملكية العسكرية في ساند هيرست في انجلترا وتخرج منها عام 1953.
ونودي في الحادي عشر من آب عام 1952 بالحسين ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية، وتسلم سلطاته الدستورية في الثاني من أيار عام 1953 حيث خاطب جلالته أبناء شعبه الوفي في أولى كلماته بالقول // ألا وان العرش الذي انتهى إلينا يستمد قوته بعد الله من محبة الشعب وثقته واني سأنمي هذه المحبة وهذه الثقة بخدمة الأمة ورعاية مصالحها ورفعها فوق كل حساب واعتبار // .
ولجلالة المغفور له الملك الحسين خمسة أبناء هم جلالة الملك عبد الله الثاني وأصحاب السمو الملكي فيصل ، علي ، حمزة وهاشم وست بنات هن صاحبات السمو الملكي عالية ، زين ، عائشة ، هيا ، إيمان وراية ، والذين نشأوا في كنف الحسين، فاستقوا منه محبة الناس والتواضع وحسن المعاملة .. وكان جلالته يرحمه الله حريصا على أن يكون لكل أبنائه شأن في شؤون الحياة اليومية العادية للمواطن الأردني يشاركونه دوما أفراحه وآلامه فقدم كل منهم وما يزال ما وسعه من العطاء وعملوا مع أسرتهم الأردنية الكبيرة بكل المحبة والود الكريم .
عاش الحسين طيب الله ثراه لأسرته الكبيرة يرعاها ، ويعمل من أجل الأمة العربية والإسلامية والدفاع عن مصالحها وقضاياها العادلة، وهو الذي لم يترك منبرا في العالم إلا ودافع من خلاله عن الحقوق العربية وعن الإسلام وحقوق الإنسان داعيا للبحث عن الحلول السليمة التي تؤدي إلى السلام والأمن والاستقرار.
وأولى جلالته يرحمه الله الشأن الداخلي الاهتمام الكبير فكانت القوات المسلحة محط اهتمامه ورعايته ومنذ تسلم جلالته لسلطاته الدستورية عمل جلالته على بناء الدولة الأردنية في ظروف لم تكن سهلة بسبب الأوضاع في المنطقة، إضافة لقيود المعاهدة الأردنية البريطانية ووجود القيادة الأجنبية في أجهزة الدولة ،فبدأ بخطوات جريئة وشجاعة استهلها بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني في الأول من آذار عام 1956 وتسليم قيادته للضباط الأردنيين الاكفياء ومن ثم إلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية في آذار عام 1957 وحرص جلالته على ايلاء القوات المسلحة الاهتمام الخاص بالتطور والتحديث لتكون سياج الوطن المنيع .
قال جلالته رحمه الله .."إن امن الوطن واستقراره وحماية استقلاله ومنجزاته وحرية المواطن وكرامته الإنسانية وأمنه الشخصي والعام والسلام الوطني شأن واحد لا يتجزأ تحميه وتذود عنه الطليعة من أبناء الوطن .. منتسبو الجيش العربي القوات المسلحة الأردنية البرية والبحرية والجوية وأجهزة الأمن العام والمخابرات العامة والدفاع المدني التي تمثل بوعيها الوطني وعملها المتكامل درع الوطن وحصنه المنيع وموئل اعتزازه وفخاره" .
وامن جلالته بان خدمة الجندية شرف وواجب وانضباط وتمثل إيمانه ذلك بحرصه على تشجيع ابنه الأكبر "جلالة الملك عبد الله الثاني" على الانخراط في الحياة العسكرية فنشأ جنديا عربيا، انتسب إلى القوات المسلحة الأردنية منذ كان عمر جلالته ثمانية عشر عاما حيث تدرج في الخدمة في القوات المسلحة، وشغل مناصب عديدة منها قائد القوات الخاصة الملكية الاردنية وقائد العمليات الخاصة. وكذلك حرص جلالته على أن ينهل جميع اصحاب السمو الأمراء والأميرات من التربية العسكرية.
وفي عهد جلالته اكتسبت القوات المسلحة الأردنية احتراما دوليا واختيرت لتكون ضمن قوات حفظ السلام العالمية ولتصبح في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ثاني اكبر دولة في تعداد الجنود المشاركين فيها.
كما حرص جلالته على بناء الأردن الحديث وترسيخ دعائم نهضته الشاملة في جميع المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والعمرانية. وعمل جلالته رحمه الله كذلك على تحديث التشريعات وتكريس مبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الإنسان، فكان إنشاء الأحزاب السياسية وصدور قانونها عام 1955 .
وشهدت المملكة في عهد جلالته حياة برلمانية مستمرة لم تتوقف إلا لأسباب دستورية طارئة خلال السنوات التي أعقبت حرب حزيران عام 1967، التي استمرت خلالها ممارسة الديمقراطية عن طريق إنشاء المجلس الوطني الاستشاري لمزاولة دور مجلس النواب في غيابه .
وهيأ قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية، الذي اتخذه الحسين طيب الله ثراه، استجابة لرغبة الأشقاء العرب ورغبة منظمة التحرير الفلسطينية، في الحادي والثلاثين من شهر تموز عام 1988 ، الظروف لاستئناف المسيرة الديمقراطية في الأردن، حيث تم في الثامن من تشرين الثاني عام 1989 إجراء أول انتخابات برلمانية على أساس التعددية بعد حرب 1967، أسفرت عن تشكيل مجلس النواب الحادي عشر، بمشاركة شعبية واسعة من مختلف القطاعات وألوان الطيف السياسي .. كما أن المرأة شاركت في هذه الانتخابات لأول مرة كمرشحة وناخبة.
وباستئناف الحياة البرلمانية كانت العودة إلى الحياة الحزبية وزيادة تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني كالنقابات المهنية والعمالية التي تسهم بشكل فاعل في تطوير المجتمع وتنشيط فعالياته .
وفي مجال حقوق الإنسان عمل جلالته رحمه الله على صيانة هذه الحقوق في المملكة حتى غدا الأردن نموذجا يحتذى به على هذا الصعيد، وحرص جلالته يرحمه الله على إنشاء مركز دراسات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان للمزاوجة بين النظرية والتطبيق في مجال رعاية حقوق الإنسان.
لقد أدرك الحسين طيب الله ثراه أن السباق بين الأمم والشعوب هو سباق المعرفة، فكان التعليم في عهده إلزاميا ومجانيا في الصفوف العشرة الأولى، فانتشرت المدارس في جميع مدن المملكة وقراها وأريافها وأصبح الأردن في طليعة الدول العربية على صعيد ارتفاع نسبة المتعلمين وانخفاض نسبة الأمية ..وازدادت نسبة التعليم العالي حيث أنشئت الجامعات وكليات المجتمع الرسمية والخاصة حتى أضحى الأردن مقصد طلبة العلم من أبناء الأمة العربية .
وتطورت في عهده الرعاية الصحية فتم إنشاء الصروح الطبية والمستشفيات والمراكز الصحية في شتى مناطق المملكة لتوفير العلاج مع توسيع مظلة التأمين الصحي الشامل، في الوقت الذي تم فيه إنشاء عشرات المستشفيات في العاصمة والمحافظات الأخرى للإسهام في النهضة التي حققها الأردن في المجال الطبي الذي أصبح متميزا ومقصدا للسياحة العلاجية من قبل أبناء العديد من الدول العربية .
وشهدت المجالات العمرانية والصناعية والتجارية والزراعية والسياحية والخدمات العامة ومرافق البنية التحتية، تطورا كبيرا حيث تمكن الأردن من توفير مستوى معيشي مقبول لأبنائه عبر توفير الوظائف وفرص العمل والخدمات العامة رغم ضآلة موارده وشح إمكاناته قياسا بدول المنطقة .
وفي عهد جلالته رحمه الله تمكن الأردن كذلك من تهيئة مناخ مناسب للاستثمار الاقتصادي وتنشيط التنمية الزراعية والعمل على زيادة الإنتاج ودعم المخزون الغذائي ودعم الأجهزة المعنية بمعالجة مشكلات البيئة والحفاظ على الأرض وتوسيع الرعاية الاجتماعية لإيجاد الأمن الاجتماعي المرتبط بالأمن الوطني إلى جانب زيادة الاهتمام بالنواحي الثقافية والرعاية الشبابية وانتشرت النوادي والمدن الرياضية .
وكان جلالة المغفور له الملك الحسين، يؤمن دوما بأهمية تنمية الإنسان، تنمية شمولية تحقيقا لرفعته وتقدمه.. فكان جلالته على اتصال دائم بأبناء شعبه يزورهم في بيوتهم، ويستمع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، فيساعد المحتاج ويأمر بعلاج المريض ويغيث كل صاحب ذي حاجة، وتكاد لا تجد بيتا في الأردن إلا وكان احد أفراده التقى بجلالته وجها لوجه أو خاطبه مرة بشكل مباشر، ولجلالته في كل بيت أردني حكاية تروى للأجيال، وهي ذات السنة الهاشمية الحميدة التي ينتهجها جلالة الملك عبد الله الثاني في التواصل مع الناس .
وعربيا كان الحسين طيب الله ثراه على تواصل مع كل الأشقاء يتجه نحو العلاقات السليمة ويصفح عن كل أمر في سبيل المصالح العربية العليا، وقد عمل جلالته طيب الله ثراه انطلاقا من رسالة الثورة العربية الكبرى وثوابت الأردن القومية كل ما في وسعه لتنقية الأجواء العربية ..كما عمل على حل الخلافات بين بعض الدول العربية وبذل جهودا كبيرة في هذا المجال بغية تحقيق التضامن وتنقية الأجواء بينها ووضع إمكانات الأردن بتصرف الأشقاء العرب وتلبية نداءاتهم على مدى عقود عديدة .
وكان جلالته على صعيد القمة العربية أول قائد يلبي نداء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعقد أول قمة عربية عام 1964، إذ كان الحسين رحمه الله صاحب فكرة مأسسة القمة العربية ويواظب على حضور جميع مؤتمراتها ويلتزم بكل مقرراتها ووفيا لالتزاماتها حتى تبقى على مقدرة في الاستمرار بأداء واجباتها .
وفي عهده طيب الله ثراه استضاف الأردن قمتين عربيتين عام 1980 وعام ،1987 وكان لجلالته إسهام كبير في شرح المواقف العربية في المحافل الدولية وبخاصة القضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى كالحرب العراقية الإيرانية وأزمة الخليج .
واستحوذت قضية فلسطين على اهتمامه رحمه الله باعتبارها قضية العرب الأولى ..ففلسطين والقدس واعمارها المتواصل تشهد على التضحيات التي قدمها بنو هاشم وعلى رأسهم الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى . ويستذكر الأردنيون والعرب رعاية جلالته للاعمار الهاشمي الثاني في عام 1964، وكذلك الثالث عام 1994، والذي قدم جلالته تبرعا له هو ثمانية ملايين دولار، هي ثمن بيته في لندن والذي باعه لصالح المسجد الأقصى والمقدسات.
وكان لجلالته بعد حرب عام 1967 دور أساسي في صياغة قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي دعا إسرائيل إلى الانسحاب من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها عام 1967 مقابل السلام والأمن والاعتراف حيث ظل هذا القرار منطلق جميع مفاوضات السلام التي تلته .
وخاض الجيش العربي الأردني بقيادة الحسين طيب الله ثراه في الحادي والعشرين من آذار 1968 معركة الكرامة وحقق فيها الجيش العربي الأردني نصرا أعاد الثقة للأمة العربية وكانت هذه المعركة بنتائجها محوا فعليا لآثار حرب حزيران .
وفي عام 1974 وخلال مؤتمر القمة العربي الذي عقد في الرباط في المغرب وافق جلالته طيب الله ثراه تجاوبا مع رغبة العرب والأشقاء الفلسطينيين على الإعلان الصادر عن القمة بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ونتيجة لذلك نقلت مسؤولية التفاوض على استعادة الأراضي الفلسطينية من الأردن إلى المنظمة مع استمرار الأردن بأداء دوره القومي إزاء فلسطين وكل القضايا العربية .
وقام جلالة الحسين بدور رئيس في عقد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 وذلك بتوفير مظلة للفلسطينيين للتفاوض حول مستقبلهم من خلال وفد أردني فلسطيني مشترك وبعد حوالي عامين وفي 13 أيلول عام 1993 وقعت منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل إعلان مبادئ / أوسلو 1 / حددتا فيه اطر التعاون معا ومهد ذلك الطريق أمام الأردن للسير في مسار التفاوض الخاص به مع إسرائيل حيث تم توقيع إعلان واشنطن في 25 تموز 1994 الذي أنهى رسميا حالة الحرب بين الأردن وإسرائيل التي استمرت نحو 46 عاما،، وبعد مفاوضات شاقة وطويلة في واشنطن والمنطقة تم التوقيع على معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية في 26 تشرين الأول 1994 التي بموجبها استعاد الأردن جميع أراضيه المحتلة سابقا، إضافة لحقوقه الكاملة في المياه .. واقر مجلس الأمة هذه المعاهدة، لتتحول إلى قانون ينظم العلاقة ويرسي أسس السلام العادل بين البلدين.
وعلى مدى سنوات الحكم السبعة والأربعين، تمكن جلالته وبدبلوماسيته وحنكته من أن يضع الأردن في المكانة العالمية المرموقة بفضل مصداقيته واعتداله وقبوله للآخر وتوجهه نحو السلام ونبذ العنف والتطرف.
وفي عهد الملك الحسين رحمه الله استطاع الأردن على الصعيد العالمي إقامة شبكة من العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة، حيث تبوأ الأردن مكانة متقدمة بين دول العالم، وعزز ذلك الإسهام العالمي في مسيرة التنمية الأردنية، التي تتواصل في عهد الملك عبدالله الثاني حفظه الله بعالمية المؤتمرات والمنتديات، واتساع دائرة المشاركة وتدفق المشاريع في كل القطاعات، بسبب ما يتمتع به الأردن من مناخ وافر بالأمن والاستقرار وتشريعات وقوانين عصرية، وكذلك توفر كل الوسائل المتاحة لإنجاح خطط الاستثمار.
هذا هو الأردن العربي الهاشمي ، يتقدم نحو الغد وهو يتفيأ ظلال رايات الهواشم التي تسمو من العلى إلى الأعلى وتنتقل من الأغلى إلى الأغلى ... ويوم أن اصدر الراحل العظيم إرادته الملكية السامية بتعيين جلالة الملك عبد الله الثاني وليا للعهد في السادس والعشرين من كانون الثاني 1999خاطبه قائلا " لقد عهدت إليك بتسلم منصب ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية وأنا مرتاح الضمير والنفس وكلي ثقة واطمئنان بأنك أهل لتحمل هذه المسؤولية الجليلة وقد عرفت فيك وأنت ابني الذي نشأ وترعرع بين يدي على حب الوطن والانتماء إليه والتفاني في العمل الجاد المخلص ونكران الذات والعزيمة وقوة الإرادة وتوخي الموضوعية والاتزان والاسترشاد بالخلق الهاشمي السمح الكريم المستند إلى تقوى الله أولا ومحبة الناس والتواضع لهم والحرص على خدمتهم والعدل والمساواة بينهم وتوقير كبيرهم والرحمة بصغيرهم والصفح عن مسيئهم حيثما كان مجال للصفح وكرم النفس والخلق والحزم عندما يستقر الرأي على قرار ووضع مصلحة الوطن والأمة فوق كل المصالح والاعتبارات ".
وكان الأردن في السابع من شباط عام 1999 في وداع الراحل الكبير الملك الحسين وسط حشد من قادة العالم ..فوصفت جنازته بجنازة العصر وكان ذاك الحضور دليلا على مكانة جلالته بين دول العالم وقادتها ومكانة الأردن واحترام الشعوب والقادة له ولقائده الحسين طيب الله ثراه .
ويستلهم الأردنيون من مبادئ الحسين وأفكاره رؤى العصر، مؤكدين العزم على المضي قدما مع جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يحمل الراية بقوة وإصرار ويواصل مسيرة الأب القائد رحمه الله ..فيقود جلالة الملك عبد الله الثاني الأردن نحو غد مشرق وهو يريده وطنا للعلم والمعرفة والانجاز بهمة أبنائه الأوفياء .
وفي اليوم الذي يستذكر فيه الأردنيون ميلاد الحسين طيب الله ثراه وما قدم من انجازات تلو الانجازات للوطن رغم كل التحديات فإنهم أكثر إيمانا بالله جلت قدرته وثقة بجلالة الملك عبد الله الثاني خير خلف لخير سلف الذي نهض على مدى الثماني سنوات الماضية، بأمانة المسؤولية، مكرسا جهوده على حضور الأردن، في مختلف المحافل الدولية، والاهتمام بالعلاقات العربية، ومصالح الأمة العربية والإسلامية، والسير بخطوات مدروسة، لتطوير الاقتصاد الوطني والاهتمام بالإنسان الأردني، وتعظيم دوره في المشاركة والتقدم بكل ثقة نحو المستقبل الواعد، فكان قرار جلالته بإجراء الانتخابات النيابية لمجلس الأمة الخامس عشر في موعدها، مؤكدا على عوامل النزاهة والحيادية، وداعيا إلى ثقافة برلمانية، ودور هام للجميع في المشاركة السياسية. (بترا).