في جبل اللويبدة بالعاصمة الاردنية عمان, اراد النادل ان يقدم لنا ضيافته, فعرض علينا ان نشرب الزهور وقال( هل اعمل لكم زهورات لتشربوا؟) فغضب المخرج الاردني الصديق فيصل الزعبي ورد على النادل بقوله: لو سمحت هل يمكن ان تحضر لنا بطاطا كي نشمّها؟ فضحك النادل وقال ان البطاطا للأكل وليس للشمّ, وهنا رد الزعبي بغضب كما ان الزهور تشمّ ولا تشرب, لا بد وان هناك خطأ في الموضوع.باختصار.. وبعد اتفاق مكة, وصلنا الى نقطة توزيع المهام ( تقسيم المناصب) وقد إستمعنا بعناية لتصريحات الرئيس ورئيس الوزراء, وكان من ثمرة اللقاء ان مهمة المفاوضات ستكون من مسؤولية م.ت.ف ورئاسة السلطة في حين ان الوزارات المدنية ستكون من مسؤولية حماس.

الحق يقال أننا سنشرب الزهور على ما يبدو, لأن م.ت.ف أثبتت انها غير قادرة على اقناع حكّام إسرائيل بحقوقنا, كما ان مؤسسات م.ت.ف وكبار مفاوضيها صالوا وجالوا اكثر من عشر سنوات في بئر المفاوضات الاسرائيلية دون جدوى.

وانا لا ارى ان حكام تل ابيب وقادة الأحزاب الصهيونية سوف يستقبلون ياسر عبد ربه وصائب عريقات بالموافقة والقبول والاعتذار, كما ان اولمرت لن يعتذر للرئيس ولأعضاء اللجنة التنفيذية عن ( سوء الفهم) الذي وقعت فيه إسرائيل.

ومن جهة ثانية, لا يبدو لي ان حماس بارعة الآن في ادارة الوزارات المدنية ودوائر السير والاشراف على مديريات العمل الجماهيري, فهي لا تزال حركة مقاومة.

والمفروض, بعد اتفاق مكة ان لا نكافيء المفاوض الاسرائيلي بإرسال مفاوضين ليبراليين, بل يجب ان نعاقب الاحتلال ونرسل له مفاوضي حماس من أمثال الزهار وسعيد صيام لنر كيف ستفاوض حماس اسرائيل ؟ بعد ان شاهدنا صلابتها في المفاوضات الداخلية .
وان يعطى لقادة م.ت.ف الذين انشغلوا بالمفاوضات مع اسرائيل عشر سنوات مهمة ادارة المؤسسات المدنية , والا فاننا سنكون قد رغبنا بمحض ارادتنا ان نشمّ البطاطا و نشرب الزهور؟؟؟!!.