دروس في فن تقييم المواطنه: المسجل يعتبر"نص" منتمي, المنتخب يعتبر منتمي بامتياز, وغير هيك.. غير منتمي وغير ديموقراطي!
ماذا نقول لو أن "فاسد ما" سجّل وانتخب كونه "مقتنع" بالصوت الواحد, وفي المقابل هنالك "مواطن عادي" لم يسجل ولن ينتخب فقط كونه "غير مقتنع" بالصوت الواحد؟ من هو أحق هنا بالمواطنة والانتماء منهم؟ من قال أن "المنتمين" منّا اليوم هم فقط من شلة "ابو الصوت الواحد" "ولكن فريق "أبو الصوتين" أصبح خارج عن الملّه ومأجور وغير منتمي؟ ومن قال ان المواطنه مقرونه بالتصويت والاقتراع وكأن الذين لن يصوتوا لا يعرفوا معنى الانتماء والمواطنه! لن نسمع يوما ما أن الرئيس الاميركي او غيره من رؤساء الدول المتحضّره, قيمّوا انتماء ومواطنة شعوبهم باقتراعهم بالانتخابات؟ قد يشجع هذا الرئيس او ذاك جماهيره ومحبيه على المشاركة والانتخاب ولكن لم ولن يربطوا حريتهم في التسجيل او الاقتراع بالانتماء والوطنيه.
قانون "ابو صوت" بجيب "ديموقراطيه واستقرار" وقانون "ابو صوتين" بجيب دمار وفوضى!
لماذا "جيناتنا" الديموقراطية والاصلاحيه, بتجيب مصايب و"فلة حكم" وعدم استقرار", ولكن ذات الجينات, تبدع كل الابداع وتزهر وتثمر عند الغير ؟! ولماذا بذور الاصلاح عنا "ضاربه" ومسرطنة, ولكن ماشاء الله عليها شغّالة ومنتجة وفعّالة عند سوانا؟ ولماذا في حالتنا فقط, تتخاصم أسس الحريه مع نعمة الامن, وتتنافر مبادئ الديموقراطية مع فسحة الاستقرار, وتتعارض قيم الاصلاح مع مكافحة الفساد ؟ ألا يستحق المواطن العيش في ظل الديموقراطيه والأمن معا؟ لماذا الاخيرة دائما وابدا على حساب الأولى؟! لماذا ..."كثير علينا" نعمة الاثنتين في سقف واحد؟!
ولماذا في "الغرب" يتداولون منطق "المستقبل المشرق" و نتداول نحن منطق " بعبع المجهول المعتم" عند الحديث عن الديموقراطية؟ ولماذا الديموقراطيه والاصلاح تبنى على المؤسسات وعندنا تؤسس على الافراد وحسب المزاج والمصالح والاهواء؟ ومن هنا نتسائل؟ لماذا ملفي الفساد والاصلاح بأكملهما محصروين بسجن الذهبي, "الفاسد" الوحيد الاوحد, الذي لم يخلق مثله في البلاد؟! ولماذا خرج البعض وبقي هو وحده معّلق يتجرّع وزر الفساد كلّه؟ هل هناك "فساد" في "مكافحة" الفساد ايضا؟ أيعقل الحديث الليوم بأن الحراك مأجور؟ والمعارضة خائنة؟ والشعب جاهل؟ والمواطن غير ناضج؟ والحكومة فقط هي التي تعي وتعلم وبتفهم؟ وكل العباد على خطأ وجهل والحكومة وحدها فقط على حق ووعي وعلى دراية؟!
باختصار: "ابو الصوت" الواحد "معانا" ومنتمي ... و"ابو الصوتين" "معاهم" وغير منتمي !
الاردنيون اليوم في وضع لا يحسدون عليه, فهم بين نارين, محتارون بين الرضوخ لنار الاقصاء لنيل جنّة الأمن و "الاستقرار", أو مواجهة "نار" الديموقراطية والدخول في "الفوضى والمجهول" كما يروّج البعض. لماذا في حالتنا فقط , يصعب الجمع بين الأمن والديموقراطية, أوالحرّية مع الاستقرار؟! لايمكن لأشخاص معدودة ان يقحموا شعبا باكمله في عنق الزجاجة رغما عن أنفه ثم يطالبونه بالتحرك والمشاركة وهو مكبول الأيدي. ومن هنا نقول, كل ما تقوم به الحكومة من سياسات هو باطل كونه بني على باطل, ولكونه ليس من مخرجات الشعب وتطلعاته وعليه كل ما سيبنى عليه في المستقبل ايضا باطل. ومن هنا نعود ونتسائل, لماذا لا يتحقق الامن والرخاء الّا بقانون الصوت الواحد؟ ولكن بقانون "الصوتين او اكثر يؤدي الى فوضى وفلة حكم؟ نتمنى أن يكون تحقيق الأمن والاستقرارمن الاسفل كما هو من الاعلى, ومن الداخل كما هو من "الخارج", حتى يكون الامن والحريه على وفاق, والاستقرار والديموقرطيه على اخر انسجام. وبغض النظر ان زادت او انخفضت "الاصوات" طالما صمّام الأمن والديموقرطيه في البلاد ... بايدي العباد.
Dr_waleedd@yahoo.com