ربيع عربي لرفض " سايكس بيكو "و " إسرائيل " .. !!
عودة عودة
28-08-2012 05:20 PM
منذ العام 1916 .. و عندما إختلى الثعلبان " سايكس " البريطاني و " بيكو " الفرنسي في غرفة بأحد الفنادق الباريسية و قررا تقسيم وطننا العربي الى 22 " شطيرة " في المسافة الممتدة ما بين طنجة و البصرة ضمت 22 دولة "تبارك الله " كما يقول الأشقاء المغاربة بديلاً عن " دولة الوحدة " و وفق رغبة العرب جميعهم في السابق و الآن و في المستقبل .
ما قام به الثعلبان " سايكس و بيكو " من تقطيع لأوصال وطننا العربي و " إقعاده " تماماً سياسياً و إقتصادياً و عسكرياً و ثقافياً عن أي فعل حقيقي و على مدى نحو مئة عام و ستأتي عشرات الأعوام الأخرى و الأمة على هذه الحالة السيئة .. و المتخلفة إذا لم تقم بالتوجه نحو " دولة الوحدة " و كما فعل الرئيسان جمال عبد الناصر و شكري القوتلي العام 1958 عندما قاما بتوحيد دولتي سوريا و مصر في دولة واحدة " الجمهورية العربية المتحدة " و على طريق توحيد بلاد الشام و مصر " لإسترداد فلسطين " و كما فعل تماماً صلاح الدين تمهيداً لطرد الصليبيين من بلادنا و من مدينة القدس مدينة الإسراء و المعراج بشكل خاص .
شخصياً .. و كمواطن عربي جُلت في أكثر ديار العرب شرقاً و غرباً شمالاً و جنوباً و مكثت في بعضها سنوات و أشهراً و أياماً لم أجد نفسي و لو " للحظة " أنني غريب أو نكرة عن " الشعب .. و التراب " العربيين .. فالإستعمار البريطاني و الفرنسي و حتى الإستعمار الحديث الذي تقوده الولايات المتحدة يعرفون جيداً هذه الحقيقة و بالتحديد الإستعمار البريطاني و الإستعمار الفرنسي فقد قام البريطانيون بإنشاء الجامعة العربية كتخدير لأمل " الوحدة " كما أن البريطانيون و الفرنسيون لم يضعوا الحواجز و الحدود و الموانع بين الشعوب العربية و إن كانوا وضعوها على الورق عند تقسيمهم لوطننا العربي , و كما يبدو فقد كان شرط المستعمِر ( بكسر الميم ) على المستعمَر (بفتح الميم ) ان يكون هناك تقسيم " للشعب و التراب " العربيين إضافة الى عشرات الأعلام و الرايات المتعددة الألوان لهذه الدول المستقلة و مثلها من جوازات السفر و مع الزمن و كما يريد المستعمرون أصبحت الإدارات التقسيمية لمعظم هذه الدول من " المقدسات " ..!!
كعرب .. لسنا أقل شأناً من أي شعب في العالم .. فاليابانيون رفضوا في العام 1945 شروط المحتل الأمريكي لتقسيم " التراب و الشعب " اليابانيين رغم تدمير مدينتي ناغزاكي و هيروشيما اليابانيتين بقنبلتين ذرييتن و تجهيز قنبلة أمريكية أخرى لضرب مدينة ثالثة .. فقد أصر كبير المفاوضين اليابانيين على رفض أي طلب أمريكي بشأن : تغيير العلم الياباني أو عزل الأمبراطور أو أي تقسيم للتراب و الشعب الياباني أو أي مساس بثقافة و لغة و عادات اليابانيين و نتيجة لهذه الإتفاقية الشجاعة بين اليابان و الولايات المتحدة و رغم مرور 57 عاماً على الإحتلال الأمريكي لليابان و حتى الآن تقوم اليابان بإنتاج سيارة كل دقيقة .. و قد قال الرئيس الأمريكي ريغن ذات يوم : " إنهم في جدراننا ... " مشيراً الى الإنتاج الوافر و الممتاز لليابانيين من الهواتف و الأجهزة الكهربائية المختلفة ...
و لسنا كعرب أقل شأناً من الروس , حقاً لقد سقط الإتحاد السوفايتي لكن بقيت روسيا قوية و بقيت جبال الأورال و بقي الشعب و التراب الروسيين موحداً و عملاقاً كبيراً ... و لسنا كعرب أيضاً أقل شأناً من الأتراك عندما هُزمت دولتهم العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى و قد أصروا على بقاء التراب و الشعب التركي موحداً و بقي علمها و لغتها و عاداتها .. و لسنا أقل شأناً من ألمانيا التي قُسمت في نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945 لتعود الى الوحدة بعد 44 عاماً و بالتحديد في العام 1989 و بهدم الجدار الفاصل بين برلين الشرقية و برلين الغربية ... و لسنا أقل شأناً من الشعب الفيتنامي الذي قاتل الأمريكيين و الفرنسيين لعشرات السنين و خسر أكثر من عشرة ملايين قتيل و جريح ليعيد الوحدة بين شطري فيتنام العام 1975 ...
لم تدع أي حكومة عربية الى وحدة " حقيقية " و هم يبذرون الأموال العربية لشراء السلاح لقتال بعضهم بعضاً فالجزائر و على سبيل المثال تشتري أسلحة بأكثر من عشرة مليارات دولار سنوياً خوفاً من المغرب الذي يشتري سلاحاً و لنفس الغاية ... حتى الرئيس جمال عبد الناصر رئيس " الجمهورية العربية المتحدة " رفض قتال الإنفصاليين السوريين و اعتبره سفك دماء عربية و بعكس ما جرى في حروب الوحدة الإيطالية الذي قادها غاريبالدي و الوحدة الألمانية بقيادة بسمارك و الوحدة الأمريكية بقيادة لنكولن و الوحدة الفيتنامية بقيادة هوشيمنه و الوحدة اليوغسلافية التي قادها تيتو و غيرها..
لن تقوم للعرب قائمة إلا بربيع عربي جديد هدفه تحقيق الوحدة العربية بهدم حظائر " سايكس و بيكو " .. و بزوالها تزول إسرائيل تلقائياً و التي هي إحدى إختراعات سايكس و بيكو أيضاً .. و بقيام دولة الوحدة تزول هذه الفوضى الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية في وطننا العربي .. و في الإتحاد قوة..!!