عباس ليس رجل سلام .. القضية أبعد من ذلك!
اسعد العزوني
27-08-2012 02:19 PM
رب ضارة نافعة، وقد اكتشفنا أن وزير خارجية "اسرائيل"، اليهودي الروسي ليبرمان - الذي تنحدر أصوله بطبيعة الحال من اقليم بحر الخزر الذي تهود سكانه بضغط من ملكهم آنذاك، "الحاقان بولان" الذي اعتنق اليهودية، هربا من التبعية للامبراطوريتين المسيحية والاسلامية ابام حكم الرشيد، وحتى لا يدفع الضرائب لهما-، اكتشفنا ان لهذا الرجل وظائف أخرى.
تبين أن ليبرمان قادر ليس على "الدبش"مع أنه يفترض أن يكون على الأقل ملما بالدبلوماسية كونه يشغل منصب وزير خارجية "اسرائيل".
وتبين أيضا، أن لديه قدرة على "التنكيت"واضحاك الناس، وآخر نكتة له أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ليس رجل سلام وأنه يشن ارهابا دبلوماسيا ضد اسرائيل، وعليه طالب أعضاء الرباعية الدولية التي يقودها المحامي البريطاني الذي كان مغمورا قبل أن يصبح رئيسا لوزراء بريطانيا طوني بلير، باستبداله بقيادي فلسطيني آخر يرغب بالسلام مع اسرائيل.
لا أريد الغوص في "نكتة " المستوطن ليبرمان،ل أني اعلم أنه لا "ينكّت "، بل هو يستعرض عقلية يهود، أمام الجميع ويمارس العهر السياسي، في رسالة واضحة للعرب والمسلمين المتهافتين على " لسلام" مع اسرائيل، وللمجتمع الدولي بأسره الذي يتباكى على أمن اسرائيل، خشية أن يضطر يهود بحر الخزر الذين يشكلون ما نسبته 92% من يهود اليوم، للعودة الى أوروبا مجددا وممارسة الفساد والافساد كما كانوا في السابق، قبل أن ينقذهم مارتن لوثر كينغ، ويقول إنهم أحفاد السيد المسيح عليه السلام.
ما أود استذكاره هنا، هو أن الرئيس محمود عباس هو "رائد" الاتصال مع الاسرائيليين منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي، وقد كان يشار اليه في مكاتب الثورة في الشام "أن هذا الأفندي هو الذي سيفاوض اسرائيل"، علما أن تلك المرحلة كان يطلق عليها مرحلة العز الذهبي، حيث الكفاح المسلح على أوجه وروح الاستشهاد تتأجج في نفوس الشبان الفلسطينيين.
وأجزم أن المستوطن الخزري ليبرمان الذي اشترى منصب وزير الخارجية من نتنياهو بالمال القذر، وبدعم المستوطنين الروس الذين قدموا الى "اسرائيل" من اقليم بحر الخزر، وتحديدا بعد المؤامرة اليهودية على الاتحاد السوفييتي التي أدت الى انهياره ومن ثم تفكيكه.
أجزم أن هذا "الليبرمان" لو كان فاهما لدرسه، كان عليه أن يقرأ ملف الرئيس عباس، الذي أقنع الرئيس الراحل عرفات بالتفاوض العلني مع اسرائيل بعد مؤامرة الرئيس التونسي المخلوع الهارب بزي منقبة بن علي، بعدم تجديد العقد المبرم مع م.ت .ف عام 1992، ورفض الزعماء العرب استقبال قوات المنظمة،ولم يرد على عرفات آنذاك سوى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، الذي رد على عرفات خطيا برسالة تقول: إن القاهرة على استعداد لاستقبالك أنت وأعضاء مكتبك فقط؟!
ليبرمان الذي يعرف بالدبلوماسية قدر معرفتي باللغة الايطالية لم يخطئ، بل كان واضحا وفاهما لدرسه السري في هذا المجال وهو القول علانية إن "اسرائيل" لا تريد سلاما مع أحد حتى مع ولية نعمتها الحالية أمريكا، وقد فعلت ذات الشيء مع الرحم الذي خرجت منه وهو بريطانيا.
ماذا يعني أن مصر وابان المخلوع مبارك لا تريد سلاما مع "اسرائيل" رغم توقيع السادات معاهدة كامب ديفيد والتزام خلفه مبارك بها. وكذلك القول إن الأردن الذي وقع معاهدة وادي عربة مع اسرائيل والتزم بها وحافظ على حدود وأمن اسرائيل، بأنه لا يريد السلام معها، وأن الرئيس الراحل ياسر عرفات لا يريد السلام مع اسرائيل رغم توقيع اتفاقيات أوسلو وملحقاتها؟
وبحسب الخزري ليبرمان، أن كل هؤلاء الذين وقعوا مواثيق صلح "باطلة " مع اسرائيل علانية، علاوة على الأنظمة العربية التي ترتبط بعلاقات سرية مع اسرائيل، لا يريدون السلام معها، اذا ما الذي يبقي على "اسرائيل" سرطانا قاتلا في المنطقة؟
هذه هي عقلية يهود التي تمتاز بنكران الجميل، والخوف الدائم والهلع من الآخر، والتموضع في القلاع والحصن وخلف الجدر، وابتزاز الآخر مهما كانت علاقته مع "اسرائيل"، وها هي "تلعب" على امريكا،وتحرم أوروبا من القيام بدور ايجابي في العملية السياسية المتعثرة في الاقليم.
القصة ليست محمود عباس وان كان يرغب بالسلام أم لا، بل الأمور تؤكد أن اليهود لن يتغيروا ولن يكونوا عامل سلام في العالم، فهل من فاهم للرسالة ومتعظ؟