خصخصني عالخدين .. شو هالجسارة ؟!
صالح عبدالكريم عربيات
27-08-2012 05:25 AM
في بعض الأحيان ورغما عن إرادتي ( بقعد ) و( بصفن ) عندما أطالع أخبار الحكومات المتعلقة بالخصخصة !
ومعنى ( بصفن ) :هي حالة "سرحان" يتبعها في بعض الأحيان " هذيان " تصيب المواطن الأردني عند سماعه احد الأخبار اللي : " بتغث البال " !
سبب ( صفنتي ) هذه المرة هو وجود نية حكومية سابقة لخصخصة المواقع الأثرية في الأردن والتوجه نحو منح القطاع الخاص إدارة المواقع الأثرية .
من المواقع الأثرية التي كانت مدرجة على قائمة الخصخصة قلعة ( عجلون ) التي بناها القائد عز الدين أسامة بأمر من صلاح الدين الأيوبي لحماية المنطقة والحفاظ على خطوط المواصلات وطرق الحج بين بلاد الشام والحجاز نظرا لموقعها المتميز المطل على وادي الأردن .
يا ترى بعد الخصخصة ما هو الدور الذي ستقوم به قلعة ( عجلون)؟ اعتقد أن المستثمر سيقوم باستغلال كل شبر في القلعة لتحقيق المردود المالي .. مثلا بوابة ( القلعة ) سيتم استغلالها كلوحة إعلانية للفنادق وشركات الاتصالات .. أما ( أبراج المراقبة ) فسيتم استغلال موقعها المتميز ليكون إحداها ( كوفي شوب ) يقدم المشروبات والأراجيل ويتم فيه عرض مباريات الدوري الإسباني .. والبرج الآخر ( مطعم لبناني ) يقدم المشاوي و " التبولة " .. أما ممرات القلعة فسيتم تضمينها لأصحاب البسطات على ( المتر ) .. أما ( الدهاليز ) فستصبح ( مدينة أشباح ) ليلهو بها الأطفال .. وبالنسبة ( لمنامات الجند ) فمن الممكن تحويلها لمقاهي إنترنت .. أما إسطبلات ( الخيول ) فستصبح مواقف سيارات بالأجرة .. وبالنسبة للقاعات الفسيحة الموجودة في القلعة فسيتم تهيئتها من جديد لتصبح صالات ( أفراح ) ..
العبقرية العسكرية الإسلامية أبدعت في تصميم قلعة ( عجلون ) .. والعبقرية الحكومية الأردنية هي الأخرى أبدعت في التفكير باستثمار القلعة !
المواقع الأثرية التي كانت مدرجة على قائمة الخصخصة كثيرة ، لذلك كان من الممكن أن يتضمن العرض الحكومي بعض الإغراءات للمستثمرين منها على سبيل المثال : استثمر جرش واحصل على قصر ( الحرانة ) مجانا ..
فارس عوض غنى : حبحبني عالخدين شو هالجسارة .. ريد اشتكي عالزين لقاضي العذارى ..
اليوم حاولت اكتشاف موهبتي الغنائية بغناء : خصخصني عالخدين شو هالجسارة .. لكني لم اشتكي على احد كون هيئة مكافحة الفساد فيها اللي مكفيها !
صدقوني لولا الربيع العربي وربنا لطف لكانت إيرادات استثمار قلعة عجلون مدرجة على موازنة هذا العام ! .
salehabuarab@yahoo.com
العرب اليوم