(راجب) : بلدة أردنية تتبع إلى لواء كفرنجة في محافظه عجلون , و(الاسم مأخوذ من راجابا القديمة) , وهي بلدة زراعية شفا غوريه تعلو( 360مترا )فوق سطح البحر وتشتهر بزراعة الزيتون ,وبسبب مرور ( واد ) دائم الجريان فيها , تتخلله بعض الشلالات الجميلة , تشتهر البلدة أيضا بزراعة الخضار و أنواع عديدة من الأشجار المروية مثل رمانها المشهور. والسبب المباشر الذي دفعني للكتابة عن هذه البلدة الجميلة الرائعة التي عشقتها أحببتها منذ النظرة الأولى , هي الدعوة التي كنت قد تلقيتها من ابن عمي, للمشاركة بالجاهة الكريمة التي يريد إرسالها إلى هذه البلدة), من اجل أن يخطب عروسا لابنه , , كان ابن عمي ذلك الرجل المحترم الخجول بطبعة يبدوا مرتبكا وهو يدعوني ويمهد لي بقوله (بأن المشوار شوي بعيد ) فأثار فضولي في معرفة تلك البلدة وقلت له ( يعني بالعقبة ؟؟؟, أنا رايح معك, ابنك ابنا ,إذا ما رحنا إحنا معك ...مين يروح ؟؟؟ )فقال لي لا إنها (اقرب شوي) ..... إنها بلدة (راجب ), وبدأ يصف لي الطريق إلى راجب...... ابتدأ من بلدتنا ماحص ... وقال سيكون تجمعنا الأول عند جامعة جرش , وبعدها ننطلق إلى بلدة ساكب ..... ليكون هناك مكان التجمع الثاني ثم ننحدر منها نزولا مسافة تزيد عن ثمانية عشر كيلو متر ...وصولا إلى (راجب ),ثم بدأ يحدثني عن البلدة وعن أهلها الطيبين .
كان السؤال الوحيد المشروع ...الذي سوف يسأله من كان في مكاني و أظن أن آخرين كثر كانوا قد سألوه قبلي .... كيف وصل ابنك إلى هناك ؟؟ وكيف تعرف على العروس؟؟؟.....فأجاب ببساطه شديدة.... إن التعارف قد تم بالطريقة التقليدية الأردنية المعروفة ,عن طريق أصدقاء مشتركين للعائلتين ..... إنها القسمة والنصيب...!!!! .
و أخيرا جاء اليوم الموعود وكنت بصدق انتظره بفرحة ولهفة وشوق لسببين أولهما أنها أول فرحة للعشيرة خلال هذا العام بعد أن حصد الموت (سته أعزاء علينا) لم يمض على وفاة أخرهم شهر , رحمهم الله جميعا , و أما السبب الثاني ,هو أنها فرصه سانحة للتغيير والفرح ,والمتعة بالسفر , وحب الاستطلاع لمعرفة منطقة أردنية جديدة لا نعرفها من قبل .
(ورغم النكد الذي سببه لي , محاولا إحراجي ؟؟, واستعراض showعضلاته !! ومكانته أمام الحاضرين؟؟ "مخولنا "مدير المدرسة التي انتقل إليها ابني حديثا, لوجود فرع المعلوماتية فيها, حيث بادرني بالكلام محاولا إثارة موضوع > شغب برئ< قام به ابني مع زملاء آخرين له بالمدرسة مر علية اكثر من شهر؟؟, أمام الجاهه ,عند جلوسنا انتظارا للانطلاق ,فلم اسمح له بذلك , لأن إثارة مثل هذا الموضوع الذي يعتبر> تربوي!!!!< ,ليس مكانه , جاهه عرس ,بل مكانه الوحيد المدرسة , أو بيني وبينه على انفراد ,إذا كان يستحق ذلك , حفاظا على سمعة الولد !!! , طبعا , تلاسنا .... وارتفع صوتـنا ...., وانتهى الموضوع بتدخل الحاضرين لفض النزاع ) .
المهم... انطلقنا من ..ماحص .. في تمام الساعة الثانية بعد ظهر الجمعة ... وسرنا حسب جدول المسير , بعد أن نبهنا البعض إلى وجود بعض التحويلات بالطريق , نتيجة أعمال إنشائية تقوم بها وزارة الأشغال مشكورة ,وكان التجمع الأول كما هو مقرر أمام جامعة جرش , وصلى العصر منا من صلى , ووالد العريس ,كالراعي النشيط , يتحدث مع الناس وبالتلفون , ويؤشر بيديه , كي يلم ويجمع السيارات التائه والشاردة من القطيع , وبقيت حالة كذلك طوال الرحلة الميمونة , ثم كان التجمع الثاني في بلدة ساكب , ومنها انحدرنا نزولا , إلى راجب كما كان مخططا ,وعندما انتهت مراسم الخطوبة , اخترنا العودة من طريق الغور , فنزلنا إلى غور أبى عبيده ومنه إلى مدينه دير علا , ثم صعدنا طلوع العارضة , متجهين إلى (السلط )ومنها كما هو مفروض عن طريق (السرو) ثم (الكمالية) إلي( ماحص) , ولكن في آخر الطلوع واجهتنا , تحويلات , وربما بسبب ظلمه الليل , و هطول المطر , وعدم وجود إشارات إرشادية أو أنها محجوبة عن الأنظار بسبب الصور واللافتات الانتخابية للمرشحين والتي تملا كل مكان مررنا به ( ضعت أنا شخصيا ) , حيث قادتني إحدى التحويلات إلى طريق جديد ما زال تحت الإنشاء ,أرى ومن معي أضواء المدينة , ولكن لم نستطيع الخروج من هذه الطريق إلا بصعوبة,وتعرضنا للانزلاق بسبب أمطار أول الغيث , ولكن الله سبحانه وتعالى ستر ووقى , ثم مررنا ببعض الحارات , ثم شاهدنا مقرات لمرشحي المحافظة , واخيرا , مقر لمرشح اعرف بلدته , إنها( يرقا )!!! فضحكنا أنا ومن معي كثيرا, وسألنا أحد المارة , فأكد ما عرفناه , فنزلنا إلي وادي شعيب , ومنه صعودنا , إلى ماحص .
آيها الاخوة القراء الأعزاء ,من خلال هذه الطريق التي سلكناها في ربوع هذا الوطن الغالي , يا الهي !!!كم هو جميل وساحر هذا الأردن الحبيب , ,وريفه الباهر , بأرضة وناسه الطيبين المنزرعين فيه ... هم فعلا ملح هذه الأرض المباركة , كم هم رائعون ... حين تشاهدهم وهم يمارسون أعمالهم الزراعية .... يقطفون ثمار الخير التي تجود بها أشجار الزيتون المباركة , بعضة قديم ,,كعراقة حضارة هذا البلد , ربما من عهد الرومان وربما قبل ذلك , ولكنه ما زال قادرا على العطاء , وكم هي خلابة تلك الطبيعة الرائعة البكر ...الذي اعجز عن وصف جمالها ... , الغابات تحيط بك من كل جانب , وسحر الجبال والوديان ... يأخذ لبك وخيالك ووجدانك ... تنسى نفسك ... حين تتنفس هوائها العليل ... تتمنى آن ترتمي في أحضانها , أن تمرغ وجهك على ترابها ..... كل هذه الانفعالات ... تتملك إحساسك ووجدانك , خصوصا عندما ,,, تنسكب ,,,,من ساكب ...وتتلوى بك الطريق نزولا...حتى ترتمي في أحضان راجب !!!.
راجب !!!! ؟؟؟ البلدة ألوا دعة الهادئة الرائعة , المستند ظهرها إلى الجبال , ووجهها يطل على الغور والغرب على مدى الأفق .
راجب !!!! ؟؟؟ السيل ,الشلالات و أقتنيه المياه والخضرة الدائمة , وناسها الطيبين الكرماء , إنها الجنة الحقيقية على الأرض الأردنية ....نعم الماء والخضراء ..... وبالتأكيد... الوجه الحسن !!! والخلق النبيل !!!.... الذي جذب ابننا لكي يخطب من هنا , ويختار من هنا, زوجه المستقبل .... فبالرفاهة والبنين ....مبروك