قبل الحوار بينها .. اين المواقف الشجاعة من علماء وقادة الأديان ؟
طاهر العدوان
26-08-2012 04:39 AM
خلال شهر رمضان صدرت دعوة وموقف من جهتين سنية وشيعية ، الدعوة جاءت من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإقامة مركز للحوار بين الأديان في الرياض ، وهي خطوة مهمة وضرورية لكن ثمارها يحتاج الى وقت طويل، واما الموقف فقد صدر عن المفكرين الشيعيين السيد هاني فحص والدكتور محمد حسن الأمين من لبنان بتأييد الثورة السورية . وهو الموقف الذي تطور الى بيان اخر وقع عليه ٨ من رجال الدين الشيعة .
يستحق هذا البيان الترحيب من جميع المؤمنين بدولة المواطنة الديموقراطية في العالم العربي . كما انه يمثل دعوة الى كل قادة الأديان وعلمائها لإعلان مثل هذا الموقف العقلاني والمستنير والشجاع لدعم حرية الشعب السوري وحرية الشعوب العربية ضد الاستبداد والظلم وإهانة الحرمات والكرامات الانسانية .
يقول بيان رجال الدين الشيعة في لبنان « لو افترضنا ان الجمهور الشيعي تمكن من التعبير عن رأيه بحرية سوف يجاهر بانه يريد دولة مواطنة في لبنان لا خائفة ولا مخيفة ، ودولة جامعة مستقلة ومنفتحة على الجميع في العراق ، ودولة ديموقراطية عصرية وأصيلة بديلة في سوريا بعد ما فقدت سلطتها الحاكمة بالاستبداد المزمن والمجازر المتعاقبة « .
ويضيف البيان « ان الحريصين على الصورة الحقيقية المتوارثة للشيعة باعتبارهم مكونا أصيلا وشريكا في أوطانهم مدعوون الى تصحيح المشهد لجهة تظهير الموقف الشجاع والصحيح المتعاطف مع انتفاضات الشعوب العربية وحقوقها من دون تفريق بين مستبد هنا ومستبد هناك ...... وان لا يخضعوا للابتزاز السياسي السائد بالقوة ، الحافل باحتمالات الخطر على سلامة الوجود الشيعي في البلاد العربية وان ينحازوا الانحياز الكامل والنهائي للديموقراطية والتغيير « .
ما يمر به العالم العربي من فتن طائفية يتطلب مثل هذه المواقف الشجاعة ، انها مطلوبة من علماء ورجال الدين السنة ومن العلويين والدروز ومن رجال الدين المسيحي بكل طوائفه ، ومن المستغرب ان يعلن البعض دعمهم للنظام بينما يصمت آخرون على المذابح في سوريا وعلى عمليات تسوية المدن بالأرض ، فقد يتخذ السياسي مثل هذا الموقف باسم ( المصالح) لكن اي عذر لرجل دين ان يصمت او يؤيد بالباطن مذابح وحمامات دم لا ترحم طفلا ولا امرأة ولا شيخا ! مثل هذا الصمت غير مبرر حتى لو كانت الضحايا من الأعداء او في مانيمار والكونغو فكيف بهم من هذا الذي يصيب من يشاركونهم المواطنة ووشائج العروبة !!.
وكما يقول السيدان هاني فحص ومحمد حسن الأمين انه زمن الانحياز الكامل والنهائي للديموقراطية والتغيير ، فاي دين او عقل يبرر السكوت على حاكم قتل من أبناء شعبه حتى الان ٢٥ ألفا ويشرد الملايين ويبيد الحواضر والمدن من اجل ان يستمر في الحكم وكان كرسيه قد ورثه من رب السماء !
لقد اعلن الاخوان في سوريا بيانا قبل أشهر عن السعي للدولة المدنية الديموقراطية لكن ما يجري على الارض في سوريا هو إمارات طالبانية تنبت هنا وهناك ، فالمعارضة السورية تترك الارض لإسلام سياسي بمشارب واتجاهات خلافية ومختلفة هي أبعد ما تكون عن مفاهيم المواطنة التي تحافظ على حقوق الأقليات ، ليس منة ، ولكن من الباب العريض للمواطنة التي تساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات . وليس فقط النظام السوري من يسعى لتصدير حربه الطائفية الى لبنان فالمجموعة التي تختطفٍ١١ لبنانيا في شمال سوريا تحت راية الاسلام السني أعطت العذر للنظام السوري لكي يحرك الفتنة في لبنان .
يجب ان تعمل المعارضة وفي مقدمتها المجلس الوطني والجيش الحر والإخوان المسلمون على اطلاق سراح المختطفين اللبنانيين ، وان يعلنوا بشجاعة وحزم بان الثورة هي للشهداء وأسرهم وللاجئين وملايين المشردين من بطش النظام ، هي لعشرات آلاف المعتقلين والجرحى وليس لأي فصيل من تلك التي تقسم الدين الى شعارات سياسية وتفصل أحكامه بمفاهيم الامارات والفرق الصالحة والضالة ، فالشعب السوري يقدم أغلى التضحيات من اجل حريته وكما قال وزير الثقافة التونسي د. مهدي مبروك ( أنا مع الفرد الحر قبل الفرد المؤمن التقي ) .