سيناء .. أرض عربية - مصرية!
د. سحر المجالي
25-08-2012 05:50 AM
حينما عارض في البداية عمر بن الخطاب رضي الله عنه إتفاقية صلح الحديبية بين المسلمين وقريش، بقولة « ..كيف نعطي الدنية في ديننا يا رسول الله» كان على حق لأنه لم يع في لحظة الغضب تلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم ما هو إلا وحي يوحى. و بالتالي فإن الذين يجعلون من صلح الحديبية « باروميتر» لقياس التعامل مع الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين وباقي الأراضي العربية، هو قياس في غير محله. فلا» كامب ديفيد» ولا « أوسلو» ولا حتى وادي عربه يمكن أن ترقى إلى مستوى المقاربة مع صلح الحديبية، او حتى الإتفاقيات التي أبرمها الرسول صلى الله عليه وسلم مع كل من بني قريظة وبني النضير وبني قينقاع. فالمسلمون آنذاك كانوا أصحاب اليد الطولى، والطرف الآخر في موقع المدافع عن وجوده. وهذه الحالة تختلف جذرياً عن أمس واليوم والغد في الصراع العربي- الصهيوني.
وحينما خسر العرب باقي فلسطين وسيناء والجولان على أثر مغامرة حرب حزيران 1967 ، لم يكن دخولهم تلك الحرب، غير المحسوبة النتائج، إلا من أجل تحرير فلسطين، كل فلسطين. إلا أن النتائج جاءت بهزيمة الأمة وتردي حالها، الأمر الذي قادها لتقع في براثن كثير من الإتفاقيات غير المتكافئة، ومنها إتفاقية « كامب ديفيد» 1979. هذه الإتفاقية التي مضى على توقيعها أكثر من ثلاثة وثلاثين عاماً عجافاً. ما زالت الأمة العربية بقلبها النابض-مصر، تتلمس طريقها من أجل الخروج بأقل الخسائر من الظلم والتعدي على السيادة الوطنية والقومية التي أفرزتها تلك الإتفاقية التي تم توقيعها بليل حالك السواد من تأريخ أمتنا العربية.
وهنا أنا لست مع إعطاء أي فرصة «لإسرائيل» لتنفيذ أجنداتها العدوانية تجاه الأمة العربية، من خلال إستغلال الواقع العربي المتردي، إلا أنني كغيري من أبناء الأمة، مع بسط السيادة العربية – المصرية على كل الأرض المصرية وعلى رأسها سيناء. وإذا كان الجيش العربي المصري لا يملك الحق في دخول سيناء بناءً على بنود تمس السيادة العربية المصرية حسب ما جاء في معاهدة « كامب ديفيد» ، من إشارات سرية، فإن الشعب والجيش، العربي –المصري، في قارب واحد من أجل سيادة وأمن مصر القومي. وبالتالي فإن على «إسرائيل» أن تعي جيداً بأن مصر 2012 هي غير مصر 1978، وعالم 2012 غير عالم 1967، وأمنها ووجودها مرتبط بقبول الطرف الآخر لها، العرب، وما يمنحها الشرعية ليس غطرسة القوة وقانونها، بقدر ما هو قوة قانون العدل والمساواة ووقف العدوان والتعدي على الآخرين وسيادتهم. كما أن عليها أن تدرك بأن حل الصراع العربي- الصهيوني، حلاً عادلاً تقبل به الأجيال العربية، كل لا يتجزأ، فمن المستحيل أن يكون هنالك سلام دائم وشامل دون أن نرى الشعب العربي الفلسطيني وقد تمكن من حقوقه السيادية بدولته الفلسطينية على الأرض الفلسطينية والقابلة للحياة.
لقد أثارت إسرائيل ، كعادتها، الكثير من « اللغط» والمماحكة الإعلامية حول دخول الجيش العربي المصري لأرض عربية مصرية، وكأن المصريين بحاجة لإستئذان أحد لدخول أرضهم. من حق الجيش المصري الدخول إلى أي أرض مصرية، وعلى رأسها سيناء، بل من حق الجيش العربي المصري وأي جيش عربي، إذا ما طلب منه ذلك، الدخول إلى أي أرض عربية حسب إتفاقية الدفاع العربي المشترك 1950.
الجيش العربي المصري دخل سيناء لحماية أمن مصر القومي، وليس لتحرير القدس، فهذا الأمر متروك للأجيال القادمة، بل إن بسط السيادة المصرية على سيناء سينعكس إيجابياً على آمن وإستقرار المنطقة بما فيها « إسرائيل « نفسها. وقبل هذا وذاك، سيناء أرض عربية – مصرية بإمتياز.
Almajali74@yahoo.com
الرأي