عمون - مما لا شك فيه أن أية كتابة في مجال نقد من يجلس على كرسي السلطة يعتبره البعض صيدا في الماء العكر أو تصيدا للمواقف خاصة إن كان الرأي يندرج في مجال النقد للسلبيات الأمر الذي جعلني أتردد كثيرا في الكتابه حتى وصل السيل حد الزبى ، فالإنقسامات في النقابات أصبحت كبيرة لابل ومقرونة بالكراهية بين الزملاء . وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن مجلس نقابة الأطباء الحالي يحيل زملاءه إلى مجلس التأديب بصورة غير مسبوقة في تاريخ النقابات المهنية قاطبة لمبررات إدارية بحتة بسبب أعمال تطوعية لم ينجم عنها خسائر مالية على الإطلاق ولا علاقة لها بممارسة المهنة بل أن نقيب نقابة الأطباء يتفاخر بقرار الاحالة هذا بالتصريح للصحف بذلك مخالفا أحكام القانون ، في الوقت الذي أصبحت فيه الإنجازات المرتبطة بمجلس نقابة الأطباء الحالي متواضعة للغاية فالمرض قد بدأ يتسلل بسرعة إلى صندوق التقاعد الذي أصابه الوهن ، حتى أن أحد أعضاء مجلس نقابة الأطباء يبحث عن إنجاز لإنقاذ واردات النقابة ليتحدث به ، فيخرج علينا في صفحة التواصل الإجتماعي للأطباء بالإفصاح عن نية مجلس نقابة الأطباء إصدار نظام لطوابع يتم تحصيلها عند كتابة الوصفات الطبية وكأن هذا العضو لا يعلم أن النظام نافذ منذ سنوات وأنه سيسأل أمام هيئته العامة عن مبررات عدم تطبيقه حتى الآن.

نعم إن الإنقسام عامودي والصلات بين المجموعات النقابية مقطوعة وزادها سوءا الإختلاف بين النقابيين على ما يجري من أحداث على الحدود الشمالية للمملكة ، بل وأصبحت مشاعر الإنتقام بين الفرق النقابية جياشه ....كل ذلك دفعني للكتابه لعل وعسى أن يخرج حكيم من وسط الركام ليصلح ذات البين .

نعم كل ذلك دفعني للبحث في بنود الدستور الطبي العريق الذي تشرفت بالمشاركة في كتابته والبحث عن القيم والمدونات المهنية النبيلة التي يجب أن يتحلى بها الأطباء ، فأين القسم الطبي في إحترام الأطباء لأساتذتهم ؟ يبدو أن الزمن غير الزمن فإني أرى أحيانا - دون تعميم -الطالب يلعن أستاذه بدون مسوغ مقبول ، وأين إحترام الزملاء لبعضهم البعض ؟ هل نحن بحاجة لمجلس إنقاذ نقابي أم أن الناخبين قد وصل بهم اليأس إلى درجة اللامبالاه . إنني أعتقد أن الحاجة ماسة لتشكيل مجلس من الكبار الحكماء لدراسة إعادة صياغة العمل النقابي حبذا لهؤلاء أن يجتمعوا دون الحاجة لصدور قرار من أحد بتشكيل لجنة منهم فيكفي أن يتداعوا بأنفسهم حيث أنهم يملكون بشخوصهم الشرعية بين الأطباء على سبيل المثال ( حسان بدران وجعفر الحنيطي وعدنان الجلجولي وباسم الدجاني ويوسف المعشر وآخرون مع حفظ الألقاب) فهؤلاء أسماء لامعة لها إحترام في صفوف الأطباء والنقابيين وأبدوا عدم رغبتهم بالترشح مستقبلا .

إن حرصنا على إستمرار المسيرة النقابية النقية ودور النقابات كبيوت خبرة في دعم وتقوية الجبهة الداخلية الوطنية هو أمر غاية في الأهمية فالمثل الوحيد الذي يتطلع إليه المهنيون الآن هو نقابة المهندسين في إنجازاتها وتنقيبها عن مصالح منتسبيها إنسجاما مع إسمها كنقابة .

وفي هذه العجاله لعلي اقترح على جميع النقابيين من مختلف الأطياف والنقابات ودون إستثناء لأحد ( وأبدأ بنفسي) إعادة الإعتبار للقيم النقابية النبيلة وتعاون الألوان وتقبل الأخر ، فنحن كمهنيين بحاجة لأن نضرب للشباب من النقابيين بل لكافة فئات المجتمع المثل والقدوة فكيف نطالب الحكومات بعدم الإقصاء ونمارسه في بيتنا وكيف ننشد العدل ممن يجلس على كرسي الوزارة ونمارس عكسه في البيت النقابي وكيف لمن يدافع عن الحريات أن يؤيد من يقمعها حتى ولو كان ذلك خارج حدود الوطن . إن الذاكرة الشعبية لا تنسى والناظر للعمل النقابي يتطلع إليه الآن بحزن ويتوق إلى توافق بين القول والعمل . إننا نحرص على مؤسساتنا الوطنية ولا نتربص بها فهل من مجيب .
الراي