اهانات عند المسجد الحسيني
ماهر ابو طير
24-08-2012 06:15 AM
لا تعرف لماذا يتذاكى المسؤولون لدينا لتبرير كل خراب، و الذي يدخل المسجد الحسيني وسط البلد، يكتشف بكل بساطة ان المسجد بحاجة الى اجراءات كثيرة لانقاذه من واقعه المأساوي؟!.
ساحة المسجد الحسيني تحولت الى ساحة للباعة من باعة الساعات والخواتم والمشاوي، مروراً باللصوص الذين يعرضون بضاعاتهم، وصولا الى باعة الملابس المستعملة، وجماعات المتسولين، وارضية الساحة قذرة لا يحاول احد صيانتها او ادامة نظافتها.
المسجد من الداخل بحاجة الى توسعة، وعباقرة الاوقاف يقولون ان المسجد لا يمكن توسعته لان ارضيته رطبة،وتحتها ماء، ولا تحتمل بناء طابق جديد، فتسأل هؤلاء لماذا لا تتم توسعة المسجد عرضاً بدلا من طابق جديد فلا يرد عليك احد؟!.
فوق ذلك اصبح المسجد من الداخل في وضع صعب، وهو بحاجة ايضا الى صيانة كاملة وتوسعة مرافقه،وفرشه بسجاد جديد، بالاضافة الى طابقه العلوي ذي السقف المنخفض.
جدران المسجد بحاجة الى صيانة، و غسيل للحجر، كما ان المسجد من الداخل بحاجة لدهان، لان صورة المسجد والوانه باتت باهتة.
هذا بيت من بيوت الله، يتم تحويله تدريجياً الى مجمع تجاري و بشري لكل شيء، والذين يتجمعون امامه من اصناف الباعة والباحثين عن ارزاق والنشالين، وغيرهم من بشر، ينقلون كل هذه الاشياء الى داخل المسجد،فلا تدوم نظافته.
مع هذا فأن المرافق الصحية باتت غير كافية وبحاجة ايضا الى توسعة،والى اعادة صيانة وادامة لنظافتها من هذا الوضع الجاري.
ينفق بعضنا الملايين على مناسباته، وبعضنا ميسور وثري وقادر، ونريد ان نسمع عن واحد يقرر اعلان مبادرة من ماله لتوسعة المسجد واعماره وصيانته مهما بلغت هذه الكلف.
الذي يذهب الى المسجد ليلا،يجده محاطاً بعدد من المشردين والتائهين،ممن يفترشون الكرتون او الحصير،وينامون عند بوابات المسجد،او قرب جدرانه،والامر يمتد الى العاطلين عن العمل وغيرهم ممن ينامون في المسجد خلال النهار، باعتباره مضافة مفتوحة.
هذا بيت من بيوت الله،وكل هذه التصرفات تحمل اهانات متواصلة للموقع، بأشكال مختلفة،وسط سكوت الجهات الرسمية،التي لاتحرك ساكناً،وتتفرج على حرمات الله التي يتم انتهاكها بوسائل كثيرة،وهذا هتك مدفوع الثمن لاحقاً.
اضاءة المسجد من الخارج ضعيفة، وفي الداخل لاتليق بمكان عبادة، ولاتعرف لماذا يفترض البعض ان مكان العبادة يجب ان يكون مهملا، وهل هذا تعبير عن الزهد في الدنيا، ام قلة لياقة وعدم احترام؟!.
لعل بعض الضمائر تصحو من غيابها الاكبر، وتقرر وضع المسجد وساحته ضمن خطة تطوير عامة لكل المكان،عبر التوسعة العرضية، وبناء طابق جديد اذا امكن هندسياً، واعادة اعمار المكان وصيانته وتنظيفه،وتجميله بالقباب والنوافير.
نريد احياء المسجد فعلياً بجعله مكانا للعلم والتعليم الشرعي، بدلا من جعله محطة للعابرين والعاطلين عن العمل،والباعة، وان يكون ضمن مشروع التوسعة تكية كبيرة لاطعام المحتاجين، ودار لتحفيظ القرآن، وتطوير المكتبة الموجودة ايضاً.
هناك شبكة مصالح ايضا لمن يديرون المسجد ويعتبرون المسجد جزءا من نفوذهم الاجتماعي والديني وهذه الشبكة يجب تفكيكها، بأسرع وقت ممكن، واستبدالها بآخرين يأتون لمهمة رد الروح،قبل البحث عن مكانة.
لو كان المسجد بيت مسؤول لما قبل اتباعه الاوفياء هذا الوضع له، فكيف حين يكون هذا البيت لله!؟.
maher@addustour.com.jo
الدستور