عمون - قرر قاضي الصلح في محكمة "كوليراين" في ايرلندا الشمالية أمس، الافراج عن لاعبي رفع الأثقال الأردنيين الثلاثة، المتهمين في قضية "التحرش الجنسي"، بناء على طلب الكفالة الذي تقدم به محامي الدفاع.

وكانت المحكمة وجهت التهم للاعبين المشاركين ضمن الوفد الأردني لدورة الألعاب البارالمبية، على خلفية ادعاءات قيامهم بالتحرش الجنسي بحق طفلتين وامرأتين، خلال المعسكر التدريبي الذي أقامه الوفد في منتدى أنتريم الرياضي، والذي يشارك فيه عدد كبير من الوفود الرياضية العالمية قبل الدورة.

طلب الكفالة قدم في جلسة الاستماع التي عقدت في المحكمة بمقاطعة لندنديري، وتضمن إخلاء سبيل المتهمين الثلاثة، والتعهد بمثولهم أمام المحكمة بعد انتهاء دورة الألعاب البارالمبية، التي تنطلق الأسبوع المقبل، لإعطاء الدفاع الوقت لمتابعة التحقيقات، مقابل كفالة قدرها 500 باوند (550 دينارا أردنيا) لكل متهم، وضمانة من الحكومة الأردنية قيمتها 5000 باوند (5500 دينار) عن كل منهم أيضا.

الجلسة وجهت فيها المحكمة تهمة "إجبار طفلتين على القيام بنشاط جنسي" للمتهم الأول (35) عاما، وثلاث تهم بالاعتداء الجنسي واحدة منها "استراق النظر" للمتهم الثاني (31) عاما، بينما يواجه المتهم الثالث (45) عاما تهمة واحدة بالاعتداء الجنسي على امرأة، وقد حدد وقت التهم خلال الفترة من 16-20 آب (أغسطس) الحالي.
وكان اللاعبون الثلاثة خضعوا منذ صباح أمس، لتحقيقات من قبل المحكمة بحضور رئيس الوفد جاسر نويران وممثل عن السفارة الأردنية في لندن رولان سمارة ومحام عن المتهمين، في الوقت الذي أورد فيه مصدر تفاصيل اعتقال اللاعبين من قبل قوات الشرطة ليلة أول من أمس، حيث حضرت الشرطة الى مقر إقامة الوفد، وطلبوا مرافقة اللاعبين لهم، قبل أن يتم ايداعهم ومبيتهم في أحد المراكز الأمنية.

مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه، أشار إلى أن التهم الموجهة الى اللاعبين، قد تكون (كيدية)، حيث يحتل اثنان منهم المركزين الأول والثاني عالميا، وأن ظروف اعتقالهم من خلال ذكر أسمائهم الكاملة من قبل دورية الشرطة تثير الشبهة، وتؤكد نظرية محاولة إبعادهم عن الحصول على مراكز متقدمة في الدورة.

بدورهم غادر باقي أفراد البعثة الأردنية المشاركة في الدورة أمس مدينة بلفاست وعددهم 19 شخصا، متوجهين الى العاصمة البريطانية، حيث وصلوا مقر إقامتهم في القرية الأولمبية، وسط أجواء من التوتر والصدمة، في الوقت الذي لم تتمكن فيه "الغد" من معرفة وجهة اللاعبين الثلاثة بعد أن تم تكفيلهم.

وكان السفير الأردني في لندن مازن الحمود تابع القضية منذ لحظة اعتقال اللاعبين، حيث عقد اجتماعات مطولة مع عدد من المسؤولين في السفارة، لضمان الوقوف على حيثيات القضية أولا بأول وصولا الى إطلاق سراح اللاعبين، ما حال دون الحصول على تصريح رسمي من السفير حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس رغم الاتصالات المتكررة.

الصحافة البريطانية تنشر

صحيفة "انديبينديت" البريطانية ذكرت على موقعها الإلكتروني، أنه تم فتح التحقيق مع ثلاثة لاعبين من الفريق البارالمبي الأردني، متهمين بـ"التحرش الجنسي واستراق النظر"، خلال المعسكر التدريبي الذي أقيم في منتدى أنتريم، الذي يبعد 22 كيلو مترا عن العاصمة بلفاست، بحضور ممثلين عن الحكومة الأردنية.
وأضافت الصحيفة أن محامي الدفاع تقدم بطلب كفالة لإخلاء سبيل اللاعبين، مع التعهد بإعادتهم لحضور جلسات المحكمة المقبلة، وهو ما أورده أيضا عدد كبير من الصحف وفي مقدمتها "ذا صن"، فيما شنت صحف أخرى هجوما إعلاميا على المتهمين.

تقدير خطورة الاتهامات

اللجنة البارالمبية أصدرت أمس بيانا حول القضية تاليا نصه: "يعبر رئيس وأعضاء اللجنة البارالمبية الأردنية عن أسفهم واحساسهم العميقين تجاه الصدمة، التي وقعت ضد ثلاثة من أعضاء الفريق البارالمبي الأردني في بلفاست، ايرلندا الشمالية".
وأضاف البيان: "إن اللجنة البارالمبية الأردنية واثقة من أن المحكمة سوف تعمل بصورة سريعة وعادلة، في الفصل في هذه القضية، واللجنة البارالمبية تقدر تماما مدى خطورة هذه الاتهامات، وفي أي حال من الأحوال لا ترغب في التقليل من الموضوع شكلا أو موضوعا".
وتابع: "تدين اللجنة البارالمبية الأردنية بأشد العبارات الممكنة، جميع أنواع المضايقات وسوء المعاملة للغير، وتؤكد على أن هذا النوع من السلوك البغيض غير مقبول، وتدينه وترفضه في كافة الأوقات".
واختتم: "تعلن اللجنة البارالمبية أن التحقيق مع اللاعبين الثلاثة لم ينته حتى كتابة هذا البيان، وسوف تطلع جميع وسائل الاعلام والشعب الأردني على نتائج التحقيق".

بيان اللجنة الأولمبية

بدورها أصدرت اللجنة الأولمبية الأردنية بيانا قالت فيه: "تعلن اللجنة الأولمبية الأردنية، عن أسفها العميق تجاه التهم والادعاءات التي وجهت للوفد البارالمبي، حيث ستتعامل اللجنة بكل جدية مع مجريات الأمور، ولن تتسامح مطلقا في أي تجاوز أو سوء تصرف مهما كان، حيث أن اللجنة الأولمبية الأردنية لديها الثقة الكاملة في نظام العدالة البريطاني، وستبقى مطلعة على مجريات الأمور بالاتصال مع اللجنة البارالمبية الأردنية، والتي تعاونت بشكل كبير مع السلطات الإيرلندية في التحقيقات".

وتابع البيان: "تتابع اللجنة عن كثب آخر مجريات الأمور من خلال السفارة الأردنية في المملكة المتحدة، التي تقدم الدعم الدبلوماسي للوفد هناك".
(الغد)