الاردن والحادث العرضي "غير المقصود"
22-08-2012 04:00 AM
عمون - مـأمـون أبـونـوار* - اذا ما تفحصنا النزاعات العسكرية والتي قامت بها الدول الكبرى منذ الحرب العالمية الاولى كان كثيرا من هذه الدول في حروب مع دول اخرى وكان من النادر ان نجد عدد المرات التى اعلنت فيها الحرب رسميا وبدل من ذلك استخدمت مصطلحات كالاحتواء, الحصار ,الحظر, التهدئة , التدخل, الاسترداد الخ لان اعلان الحرب يعنى الغاء جميع الاتفاقيات السابقة منها العلاقات الدبلوماسية الرسمية.
اننى غير متأكد تحت اى مسمى من المصطلحات الانفة الذكر او غيرها نستطيع ان نعبر على ما يحدث يوميا على حدودنا الشمالية بالرغم من استخدام وزير اعلامنا بان هذا الحادث كان ( غير مقصود ) هل نعتبر هذا المصطلح نوع من الاحتواء, كما حذر رئيس لجنة شؤون العربية والدولية في مجلس النواب الأردني بأن بلاده قد تتخذ الاجراءات المناسبة في حال تكرار اطلاق هذه القذائف مره اخرى ووصف الحادث ب ( الحادث العرضي ) هل نعتبر هذا المصطلح نوع من التهدئة. فلماذا اذن يقوم وزير خارجيتنا باستدعاء السفير ويقدم اليه مذكرة احتجاج.
الجيش النظامي السوري يقوم بأطلاق النار على الجيش الحر وعلى اللاجئين الذين يحاولوا العبور نحو الاردن يوميا وباستمرار وتتأثر بذلك القرى الأردنية المحاذية للحدود السورية كالطرة. لقد اصبحت هذه القذائف والشظايا خطرة وتؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين الاردنيين وتثير الهلع والخوف لدى الاطفال مما اضطر بعض العائلات لا خلاء منازلهم واغلاقها والرحيل منها بحثا عن ملاذ آمن .
من الواضح ان هنالك عدم سيطرة من الجانب السوري على اطلاق هذه القذائف وهنالك حالة من الفوضى والانفلات من الجانب السوري نحو الحدود الأردنية ولذلك ليس هنالك من يضمن من تطور الامور بحيث يصبح هنالك تصعيد بالموقف تؤدى الى اشتباك مسلح بين الطرفين وتكون الشرارة للحرب لا قدر الله في المستقبل.
لم تكن عقيدة الجيش العربي في اي يوم من الايام مصممه ضد اى دولة عربيه وعليه نرجو ان لا تتكرر مثل هذه الحوادث وان تكون هنالك اوامر صارمة من القيادة السورية بعدم اطلاق النار نحو الحدود الاردنيه خاصة القرى المحاذية للقرى السورية . فلا يعقل ان تكون القرى الاردنيه ميدان رماية لشظايا القذائف السورية حتى وان كانت غير مقصودة أو ان الحادث عرضي .
الحدود الاردنيه غير مستباحة لاي كان فالجاهزية العسكرية الدفاعية الأردنية قادرة وكفيلة بالرد بالمثل لاى تهديد وردع وصد اى اختراق ومن اى مصدر أو جهة ولديه احتياط استراتيجي قادر على رد الفعل في الزمان والمكان المطلوبين . وفى هذا السياق لا يوجد للاردن اى دور فيما يحدث في سوريا ويقتصر الدور الاردنى على مساعدة اللاجئين التى هي اصلا فوق طاقته ويعمل الاردن جاهدا" لا يجاد الحلول السلمية للازمه والحفاظ على وحدة سوريا.
عدم حضور سعادة السفير السوري لاستلام مذكرة الاحتجاج الاردنيه وانتداب القائم بالأعمال لاستلامها كان نوع من الاستفزاز وعدم احترام أو الاكتراث بما حدث ويبين بكل وضوح انحراف تام ومعلن عن التقاليد الدبلوماسية الرسمية بين الدول. خاصة ان الحادثة شكلت خطرا" مباشر على حياة المواطنين الاردنيين كنا نتمنى على سعادة السفير ان يقوم بزياره هذه المواقع لكى يقف على الحقيقة بما يحدث ويعمل جاهدا" على ان لا تتكرر مثل هذه الخروقات والحوادث والاعتذار من الدولة الأردنية والمواطنين الذين تأثروا بهذه القذائف.
مـأمـون أبـو نـوار
الكاتب لواء طيار متقاعد