43 عاما على جريمة احراق الأقصى .. وما زال الجرح ينزف.
20-08-2012 03:24 PM
عمون - تأتي الذكرى الثالثة والاربعون لجريمة احراق المسجد الاقصى المبارك وما زال المسجد اسيرا والجرح نازفا، وفي ظل ممارسات واستفزازات وتهديدات اسرائيلية يومية تستهدف طمس هوية المدينة المقدسة والتضييق على سكانها .
يتحدث رئيس مجلس الاوقاف في مدينة القدس الشيخ عبد العظيم سلهب لوكالة الانباء الاردنية (بترا) عن تلك الجريمة النكراء بحق البشرية والتاريخ والحضارة قائلا : أتت النيران على كنوز لا يمكن تعويضها، واهمها منبر صلاح الدين الايوبي الشهيد المسلم البطل الرمز الخالد في التاريخ الاسلامي الذي حرر بيت المقدس .
ويقول ان الاعمار الهاشمي الذي بدأ مباشرة بعد الحريق خفف من تلك الواقعة الاليمة على قلوب المسلمين جميعا ، وبقي مستمرا في رعاية وصيانة وتأثيث المسجد المبارك الى ان توّج باعادة منبر صلاح الدين الى مكانه في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ليكون تحفة خالدة تليق بالرحاب الطاهرة.
ويضيف ان المقدسيين المرابطين والمدافعين عن المسجد الاقصى والمدينة المقدسة يمرون في ظروف تزداد صعوبة يوما بعد يوم جراء الاستفزازات والتهديدات اليومية التي يتعرضون لها من قبل متطرفين يهود مدعومين من الشرطة الاسرائيلية ومن حكومة يمينية متطرفة .
ويزيد سماحة الشيخ سلهب: جميع بيوت الله سبحانه وتعالى شريفة ومباركة الا ان للاقصى مكانة غاية في الرفعة في قلوب المسلمين جميعا فهو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومنه عرج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى السماء العلا حيث فرضت علينا الصلوات الخمس وبهذا اراد الله سبحانه وتعالى ان يبقى المسلمون جميعا على علاقة دائمة بهذا المسجد المبارك وبهذه الارض المباركة .
الأمين العام للجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان تحدث في هذه الذكرى الاليمة قائلا: ان ذكرى حريق الأقصى يدعونا لنؤكد بأن الخطر الصهيوني لم يعد يستهدف القدس وفلسطين فحسب، فمن يطلع على أهداف الحركة الصهيونية يلمس دون أدنى شك أن أطماع الحركة الصهيونية ومخططاتها وعيونها تتجه للسيطرة على الثروات العربية جميعها.
ويضيف ولأن الأردن يشكل خط الدفاع الأول ولكي يبقى قوياً منيعاً في وجه الأطماع الصهيونية فانه بحاجة الى الدعم لتعزيز دوره تجاه القدس وفلسطين ومواجهة الاطماع الصهيونية ، ودعم صمود الأهل هناك للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تفريغ القدس وفلسطين من سكانها العرب والحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية على الإطلاق بينما تعمل جادة على إقامة دولة إسرائيل الكبرى على كامل التراب الفلسطيني.
ويقول علينا جميعا وعلى المجتمع الدولي ان يدفع وبقوة باتجاه إجبار إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على الامتثال لإرادة المجتمع الدولي ولقرارات الأمم المتحدة التي تطلب من إسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي العربية المحتلة وعدم الإتيان بأي عمل من شأنه أن يغير في الطبيعة الديموغرافية والحضارية والدينية والثقافية للأراضي العربية المحتلة بما في ذلك القدس، واعتبار جميع إجراءاتها التهويدية التشريعية منها والتطبيقية لاغية وبخاصة فيما يتعلق بما تسميه إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بـ: قانون أساسي القدس الذي اعتبرت القدس بموجبه عاصمتها الموحدة والأبدية.
ويضيف أن سياسة إدارة الظهر الإسرائيلية لقرارات الأمم المتحدة وعدم المبالاة تجاه إرادة المجتمع الدولي يعود بالأساس إلى أن أصحاب الحق وهم الفلسطينيون والعرب والمسلمون لم يعملوا على توظيف إمكاناتهم وقدراتهم المادية والعسكرية والجيوستراتيجية بما يمكنهم من التسلح في صراعهم السياسي مع إسرائيل بقرارات الأمم المتحدة وبخاصة المفصلية منها .
ويقول كنعان ان الحكومة الإسرائيلية ومسؤوليها يرتكبون خطأ فادحا إن ظنوا أو توهموا بان الوضع الحالي القائم في المنطقة العربية يتيح لهم فرصة تاريخية لاستكمال مخططاتهم الاستيطانية الاستعمارية الاحلالية بما يضع العرب والمسلمين والعالم أجمع أمام معطيات يتوهمون بأنها غير قابلة للتجاوز وتفرض على الشعب العربي الفلسطيني ومعه العرب والمسلمين والعالم رؤيا إسرائيل للسلام والأمن الإقليميين.
ويؤكد كنعان انه على حكومة نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين، عسكريين كانوا أم سياسيين أن يعوا بأن الشعب العربي على امتداد الأقطار العربية ومعه الشعوب الإسلامية لم يعد ذلك الشعب الذي يترك مصيره ومصير أوطانه إلى قرارات تفرض عليه من الخارج، فالمسؤولون العرب باتوا اليوم يدركون أن القضية الفلسطينية تحتل رأس قائمة أولوياتهم السياسية.
ويقول: لا يجوز لإسرائيل أن تركن إلى سياسة العجز العربي التي ألفتها من قبل ولتنظر إلى ما حولها من متغيرات جوهرية في العديد من الأقطار العربية وبخاصة في المفصلية منها قبل أن تصر على ركوب رأسها وتتمسك بالمضي قدماً في سياستها العدوانية التوسعية والاستيطانية الاستعمارية الاحلالية.
كما يؤكد كنعان على الاهمية البالغة لدعوة جلالة الملك عبد الله الثاني المتعلقة بوضع إستراتيجية يتم بموجبها إجبار إسرائيل للإذعان والخضوع للشرعية الدولية والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس من أجل قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى ساسة إسرائيل وحكامها الذين يحلمون بأن القدس ستكون يهودية وستبقى عاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل عليهم قراءة التاريخ وان يعلموا أن القدس ستعود عربية كما كانت على الدوام مهما بلغت التضحيات وطال الزمن أم قصر.
ويقول المختص بالشؤون الاسرائيلية غازي السعدي : يزعم اليهود بان فلسطين ملك لليهود وعلى هذا الاساس يخططون ليس فقط لتهويد القدس بل للسيطرة على جميع الاراضي الفلسطينية.
ويضيف: لذلك فانهم يطلقون على المسجد الاقصى اسم جبل الهيكل وانه بني على انقاض الهيكل الثاني، وعلى الرغم من ان علمائهم الاثريين يقرّون انه لا وجود اصلا للهيكل تحت المسجد الاقصى الا انهم يصرون على هذه المزاعم ويحاولون السيطرة على المسجد الاقصى تدريجيا، وتقسيم الصلوات في المسجد اوقاتا للمسلمين واوقاتا لليهود على نفس نمط ما نجحوا به في المسجد الابراهيمي في الخليل .
ويضيف : هناك تحذيرات من الفلسطينيين بان تطبيق هذا المخطط على الاقصى سيؤدي الى انتفاضة فلسطينية كبيرة اقوى من انتفاضة الاقصى عام 2000 ، وبذلك فان الامن والفوضى سيشكلان الوضع القادم .
ويتابع السعدي: يوجد في البرنامج السياسي لحزب الليكود بندا يتحدث عن ارض اسرائيل الكاملة بانها ملك بلا منازع للشعب اليهودي وحكومة نتنياهو الليكودية تحاول تطبيق هذه المزاعم ليس في القدس فقط بل في المستوطنات حتى لا يبقى ما يمكن اقامة دولة فلسطينية عليه في الاراضي المحتلة .
وفي ذكرى هذا الحريق المشؤوم اصدرت الهيئة الاسلامية العليا ومجلس الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية في القدس بيانا ارسلته لوكالة الانباء الاردنية (بترا) وعنونته ب (الاقصى المبارك مستهدف والحرائق متلاحقة) .
وجاء في البيان: لا زال المسلمون في العالم كله يتذكرون حريق الاقصى الذي وقع بتاريخ 1969/8/21 ، تلك الذكرى الحاقدة المشؤومة ولا تزال الحرائق متلاحقة بهذا الاقصى المبارك وبصور متعددة: من اقتحامات عنصرية غوغائية من الجماعات والاحزاب اليهودية المتطرفة، ومن الجيش الاسرائيلي بملابسه العسكرية، ومن الحفريات التي تهدد اساسات المسجد القبلي الامامي من الاقصى المبارك، بالاضافة الى التصريحات المحمومة في هذه الايام من مسؤولين اسرائيليين في الحكومة اليمينية المتطرفة ومن اعضاء الكنيست المتهورين ، تلك التصريحات التي تمس حرمة الاقصى المبارك والتي تكشف عن اطماع اليهود بالاقصى .
وجاء في البيان ازاء ذلك فان الهيئة الاسلامية العليا ومجلس الاوقاف والمقدسات الاسلامية بالقدس توضح موقفها الايماني المبدئي بما يلي : ان مساحة المسجد الاقصى المبارك كما هو معلوم مئة واربعة واربعون دونما وتشمل المسجد القبلي الامامي ومسجد قبة الصخرة المشرفة والمساطب واللواوين والاورقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالاقصى من الاسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق .
وجاء ايضا : ان هذا المسجد المبارك هو للمسلمين وحدهم بقرار الهي من الله عز وجل وهو يمثل جزءا من ايمان مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم لا علاقة لغير المسلمين بهذا المسجد لا سابقا ولا لاحقا كما لا نقر ولا نعترف باي حق لليهود فيه نستنكر ونرفض الاعتداءات التي يقوم بها اليهود من اقتحامات متوالية لساحات الاقصى التي هي جزء من الاقصى وان هذه الاقتحامات لن تعطيهم اي حق فيه .
ودعا البيان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لان تقوم بدورها في وقف الحفريات التي تدمر التراث الاسلامي والانساني في مدينة القدس ، وتهدد المسجد الاقصى المبارك وان تتخلى عن دورها الخجل ، فمدينة القدس موضوعة على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في ظل الاحتلال منذ عام 1981 بطلب من الاردن .
واكد البيان ان صوت الاذان سيبقى مرفوعا فوق مآذن الاقصى والمساجد الاخرى هذا الاذان الذي اول من رفعه في جنبات الاقصى الصحابي الجليل بلال بن رباح- رضي الله عنه – مؤذن الرسول –صلى الله عليه وسلم وان الاقصى اسمى من ان يخضع لقرارات المحاكم وهو غير قابل للتفاوض ولا المقايضة ولا التنازلات .