ونحن نستعد لوداع شهر رمضان المبارك، ونتهيأ لاستقبال عيد الفطر السعيد, ونشكر الله الذي انعم علينا بالصحة والعافية والقدرة على الصيام والعبادة والعيش في اجواء بركات وافاضات الشهر الفضيل، يقتضي الواجب أن نذكر في اداب العيد الدينية والاجتماعية، ونحذر من السلوكيات السلبية التي تمارس في هذه المناسبة ويعتبرها البعض سلوكيات صحيحة غير مكترثين لنتائجها واعراضها , نصائح وارشادات وتوصيات نقدمها في هذه المناسبة لنكمل فرحة العيد ، وتتجلى هذه النصاح والارشادات من خلال الصور التالية:
1 – استقبال العيد بالفرح والسرور والبهجة المشروعة وغير المبالغ فيها ، وتهيئة اجواء الفرح على مستوى الأفراد والاسر والمجتمع بشكل عام، فلا يوجد في العيد حزن أو هم أو بكاء او نكد او شجار أو – عبوس - .
2 – الاغتسال - حمام العيد – والتطيب، وارتداء احسن الملابس بدون اسراف او تبذير او شراء ملابس جديدة اذا كانت الملابس الموجودة جيدة وتؤدي الغرض.
3 – تقوية الروابط الاجتماعية ، فالتزوار بين الاهل وصلة الارحام واجب ولا يجوز التكاسل عن القيام به ، وتعزيز التكافل الاجتماعي والرحمة والتعاون والمحبة ، وبعد زيارة الاهل وصلة الارحام زيارة الجيران والاصدقاء ورد الزيارت ، وزيارة المرضى الذين أقعدهم المرض وأبعدهم عن أعز الناس عليهم, والدعاء لهم بالشفاء والصحة والعافية، وزيارة الأيتام في أماكن تواجدهم, والتأكيد على توزيع فطرة رمضان للمحتاجين والمعوزين من أفراد المجتمع.
4- أدارة الوقت وتنظيمه بشكل جيد, وعدم إرهاق الجسد واختزال العيد في يوم واحد والقيام بزيارة الأهل والأقارب والأخوات والجيران والاصدقاء في أول يوم وكأن هذه الزيارات واجب مفروض يجب القيام به، والانتهاء منه، نؤكد على ضرورة تنظيم الزيارات والقيام بها طوال فترة العيد, وعدم إرباك الآخرين بالانتظار فلكل أسرة معارفها واقاربها وبرامجها في العيد، فلنفسح المجال للجميع القيام ببرامجهم براحة ويسر.
5 - اصطحاب الاهل أبنائهم في الزيارات حتى نضمن تنشئة اجتماعية للأبناء تحمل هذه الصور الجميلة في التكاتف الاجتماعي، ويعيشون مع الأهل والأقارب فرحة العيد، والبعد عن التذمر إمام الأبناء من بعد المسافات التي يقيم بها الأهل والأخوات عن أماكن سكنهم والتذمر من نفقات العيد ، وعلى الاهل الذين يصطحبون ابنائهم معهم في العيد عدم الانشغال في الاحاديث واللقاءات الاجتماعية مع الاقارب وعدم متابعة الابناء ، وتركهم يلعبون ويمرحون مع الاطفال الاخرين دون رقيب او حسيب، او ترك الابناء في المنازل لوحدهم وعدم اصطحابهم مع الاهل في الزيارات وبقائهم لوحدهم يعرضهم للخطر .
6 – إصلاح ذات البين بين افراد المجتمع ، وانهاء مظاهر واشكال التوتر والنزاع والخلاف بينهم ، وخاصة بين الازواج ، فالمبادرة لانهاء الخلاف والصلح واعادة اواصر المحبة قوة وجرأة ونبل اخلاق ، فالاطفال المحرومين الذين يعيشون في اسر مفككه بسبب الطلاق او الانفصال العاطفي او سوء التفاهم حق لهم ان يستمتعوا بفرحة العيد مع والديهم .
7- البعد عن مظاهر التكلفة والمبالغة في نفقات العيد، أو التقتير والبخل، وتعزيز التكاتف الاجتماعي والتعاون من قبل الجميع خاصة الفئات غير المقتدرة في المجتمع وخاصة ان (72%) من المجتمع الأردني دخلهم اقل من (400) دينار اي يعيشون تحت خط الفقر, و (15) ممسوحين دخلهم ادنى من 150 دينار ، ولا ننسى النفقات التي جرت في رمضان، وبعد العيد مقبلون على نفقات المدارس والجامعات وسداد ديون العيد ورمضان والتحضير لعيد الاضحى المبارك، واشير بصراحة الى ضرورة تعاون الأخوات مع إخوانهم خاصة في قضية "العيدية", فالاخت يجب ان تراعي ظروف ومشاعر أخيها والوقوف معه ومساندته وان تبادر إلى رفض العيدية من الأخ إذا كانت تعرف أن أخيها وضعه الاقتصادي صعب ولا يكفل دخله لتسير امور حياته، وهناك كثير من الزوجات يخشين التعرض للعتب والمعايرة من الزوج لان أخاها لم يكرمها ولم يكرم أبنائها في تقديم عيديه لهم. لذا لا بد من مراعاة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يرزح تحت وطأتها غالبية المواطنين " التمسوا لإخوانكم عذرا ", فيا أهلنا ويا أخواتنا تذكروا بان قدوم أبنائكم عليكم لزيارتكم في العيد أفضل مليون مره من تقديم عيدية عشرة او خمسة دنانير, لا تحولوا العيد إلى سلوكيات مادية زائلة, واشير أن ما يفرح القلب أن الفتاة الأردنية قد تعلمت وهي الآن تشارك في كافة قطاعات الإنتاج والعمل وتحصل على راتب ودخل يمكنها من الاعتماد على نفسها , فلماذا لا تبادر لمساعدة شقيقها إذا كان شقيقها غير مقتدر وظروفه الاقتصادية صعبة عن طريق المساهمة في شراء بعض الملابس لأبنائه أو شراء الحلوى لهم والمبادرة لرفض" العيدية " على اقل تقدير. إما إذا كان الأخ مقتدرا ماليا فعليه ان لا يتقاعس عن تقديم العيدية بل يجب ان – يبحبها- .
8 - إثناء تبادل الزيارات ولقاء الأقارب والأهل والأصدقاء يحرص الكثير على ممارسة التقبيل والعبط والحضن, والتقبيل عادة دخيلة على المجتمع ولا يوجد في التراث العربي والإسلامي ما يدعم ممارسة هذه الظاهرة، بل تؤكد الديانات السماوية كافة على سعادة البشر وإتباع كافة الطرق التي تجنبهم الإصابة بالإمراض أو نشر العدوى، فالتقبيل سلوك غير مرغوب فيه وخاطئ لأنه مصدر رئيسي لنقل ( 15) مرض للإنسان ، تصنف هذه الأمراض ما بين البسيطة والمتوسطة والخطيرة جدا ، وخاصة أمراض الانفلوانزا بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى بعض الأمراض الجلدية الناتجة عن التهابات فطرية ، والحصبة الرمادية والحصبة الألمانية ، والنزلات المعوية والفيروسات الكبدية والحمى الشوكية ، والأطفال وكبار السن والمرضى الذين يجلسون على سرير الشفاء في المستشفيات أكثر الفئات عرضة للعدوى, وأشير إلى تجنب شرب القهوة السادة من الفنجان نفسه وعدم التحرج في طلب تنظيف الفنجان أو الاعتذار عن شرب القهوة "السادة" بطريقة لا تحرج الناس مثال على ذلك قول " انا لا اشرب القهوة, لأنها تسبب لي الأرق" ويوجد في الأسواق فناجين " ديسبوزبل " يفضل استخدامها.
9- عدم الإفراط في تناول الاطعمة باشكالها المختلفة، وخاصة الحلوى وكعك العيد والعصائر والبوظة والشيكولاته والقسماط والقهوة السادة ، وتكتمل الخطورة في دعم - المعدة – بالاضافة الى هذه الاصناف من الحلويات في الوجبات الرئيسة - المناسف والمقلوبة والاوزي والمسخن والفريكة-، فالإقبال على تناول الطعام والشراب والحلويات بشراهة السبب الرئيس في الاصابة بأمراض التخمة وتلبك المعدة وعسر الهضم والتسمم, وأكثر الأمراض التي يصاب الناس في العيد تتعلق في أمراض الجهاز الهضمي بسبب عدم تنظيم الطعام والشراب او شراء الاغذية اوالمشروبات المكشوفه من الباعة المتجولين ، واقسام الاسعاف والطواريء في المستفيات تنشغل في العيد بمعالجة الامراض الناجمة عن الافراط في تناول الطعام والشراب.
10 – التقييد والالتزام بقواعد السير والمرور في العيد ، واخذ الحيطة والحذر والتقيد بالسلوكيات والأخلاق الاجتماعية النبيلة أثناء قيادة المركبات لتفادي ارتكاب الحوادث لنكمل فرحة العيد بدون الم وحسرة وهم ونكد وحزن وخسائر اجتماعية واقتصادية وبشرية، واذكر بانه في عيد الفطر السعيد الماضي ارتكب (801( حادث سير ، نجم عنها (8) وفيات ، و (166) اصابه منها (23) اصابة بليغة و( 50) حادث دعس اطفال ، و(111) حوادث مختلف.
11 - توجيه الاهل للأبناء في كيفية التصرف في النقود وخاصة - العيديات - التي تمنح لهم من الاقارب ، وتوعيه الابناء للاستفادة من هذه النقود في شراء مستلزمات مفيده لهم، والبعد عن شراء العاب تلحق الضرر بهم وبالمحيطين منهم ، وخاصة المفرقعات " الفتيش " ، أو العاب المسدسات (الخرز ) والتي تلحق الاذى بالابناء، وفي العيد الماضي تعرض( 504) طفلا لاصابات مختلفة في عيونهم جراء اللعب بمسدسات الخرز والعاب اخرى تحمل رؤوسا مدببه وحاده ، والمؤلم أن اطفالا رضع اصيبوا بامراض خطيره في عيونهم بسبب لعب اخوانهم في المسدسات داخل البيوت.
12- نرفع اسمى آيات التقدير والاعتزاز لكل رب أسرة سيغيب في العيد عن أفراد أسرته بسبب ظروف عمله من أجل توفير الراحة والخدمة للمواطنين, ومناسبة لنقدم الشكر والتقدير لكل من يسير في درب الخير ليزرع أملا في قلب ووجدان من فقد الحب والحنان والعطف، ولكل من يرسم الابتسامة البريئة على شفاه هؤلاء الأطفال احباب الله والمجتمع، فالعيد مناسبة لمساعدة الجيران والأخوان والأقارب ومد يد العون لهم لشراء الملابس والحلويات والهدايا التي يفرح لها الأطفال, فما أصعب أن يكون أبنك قد فرح في العيد وتوفرت له الملابس والهدايا والحلويات، واخرون أغلقوا الأبواب على أنفسهم, وحبس ذويهم دمعتهم لرؤيتهم لفلذات أكبادهم محرومين حتى من فرحة العيد، لنتذكر هؤلاء المحرومين ونقدم لهم الدعم والمساعدة فما أروع التكاتف والتعاون وما أبشع الأنانية وحب النفس والانطواء والجشع والطمع، فأياكم ان ينتهي التواصل والتسامح والتكاتف والتعاون بانتهاء هذا العيد.
مسك الكلام ،،، كل عام وانتم بخير .
ohok1960@yahoo.com