عمون - فر آلاف الأشخاص الذين ينتمون لولاية آسام الهندية بشمالي شرقي البلاد من مومباي وبنغالور ومدن أخرى في الغرب والجنوب الجمعة خوفا من حدوث أعمال عنف ضدهم انتقاما لهجمات استهدفت مسلمين نازحين من بنغلاديش إلى ولاية آسام خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وحاول رئيس الوزراء مانموهان سينغ طمأنة المهاجرين في شمالي شرقي البلاد بأنهم في أمان وقال أمام البرلمان "وحدة بلادنا على المحك. الوئام المجتمعي على المحك".
وأضاف "أؤكد لكم أننا سنعمل كل ما بوسعنا لضمان أن يشعر أصدقاؤنا وأطفالنا ومواطنونا من الشمال الشرقي بالأمان في أي مكان من بلادنا".
عشرون ألف نازح
وقال العضو في البرلمان الهندي من حزب المؤتمر الوطني نينوغ إيرينغ إن عدد المواطنين من شمالي شرقي الهند الذين تركوا المدن الجنوبية وسط شائعات بشأن احتمال تعرضهم لهجمات بلغ عشرين ألف شخص اليوم الجمعة، بينما ذكرت بعض التقارير الإعلامية أن العدد بلغ حوالي 15 ألفا.
وخصصت هيئة السكك الحديد هذا الأسبوع قطارات إضافية من بنغالور ومدن أخرى لرحلة تستمر يومين إلى ولاية آسام في شمالي شرقي البلاد.
ويعمل عدد كبير من مواطني ولاية آسام الفقراء في ولايات جنوبي وغربي الهند، حيث يتمركز الهنود المسلمون الذين يمثلون خمس سكان البلاد، وقد خشي هؤلاء من عمليات انتقامية ضدهم بسبب ما تردد عن تعرض المسلمين المهاجرين إلى ولايتهم لعمليات اضطهاد.
وانزعج المسلمون في أنحاء الهند من الاشتباكات التي وقعت خلال الأسابيع القليلة الماضية بين السكان الأصليين في ولاية آسام ومستوطنين مسلمين جاؤوا من بنغلاديش وقتل فيها نحو 75 شخصا ونزح أكثر من 400 ألف.
ولقي اثنان حتفهما وجرح عشرات الأسبوع الماضي حين شارك نحو عشرة آلاف في أعمال شغب في مدينة مومباي في أعقاب احتجاج للمسلمين ضد العنف في آسام.
وانتشرت شائعات عن هجمات ثأرية من جانب المسلمين تردد الكثير منها على وسائط التواصل الاجتماعي والرسائل النصية على الهواتف المحمولة.
وقال سينغ "من واجبنا جميعا بغض النظر عن الانتماءات الحزبية أن نعمل معا لخلق المناخ الذي يقضي على الترويج لهذه الشائعات".
المسلمون غاصبون
وأغضبت أعمال العنف في أسام مسلمي الهند وصعدت التوترات في دولة تعود فيها الانقسامات الطائفية والعرقية إلى عقود وتشتعل من حين إلى آخر خلال أعمال تراق فيها الدماء.
وغالبية سكان الهند البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة هندوس ويتهم محللون الأحزاب السياسية والمنظمات الدينية باستغلال التوترات العرقية لصالحها.
وألقى حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المعارض -الذي اتهم من قبل بإذكاء أعمال العنف بين الهندوس والمسلمين- مسؤولية الاضطرابات في آسام على عملية الهجرة غير المنظمة من بنجلاديش التي تعيش فيها غالبية مسلمة إلى الولاية الهندية.
ويقول إن حزب المؤتمر الذي يقود حكومة ائتلافية يسمح بعمليات الهجرة ليفوز بأصوات المهاجرين الجدد.
ويعيش مئات الآلاف من شمالي شرقي الهند الفقير في جنوبي البلاد وغربيها وتقول تقارير إعلامية إنه في بنغالور وحدها هناك نحو ربع مليون مهاجر من شمالي شرقي البلاد.
المصدر:وكالات