شهر تشرين الثاني ، هو شهر تغييرات عامة في الاردن ، اذ اننا سنجد انفسنا امام مجلس نواب جديد ، فيما الحديث يدور هذه الايام حول وضع مجلس الاعيان ورئاسته وتشكيلته.
في الايام القليلة الماضية سرت معلومات حول ان تشكيلة مجلس الاعيان ستبقى كما هي ، ولن يتم تشكيل مجلس جديد ، وستبقى ذات الاسماء الموجودة ، حاليا ، في حين ان رئاسة مجلس الاعيان ، قد تبقى وقد تتغير.
المؤكد هنا ، ان رئيس مجلس الاعيان زيد الرفاعي ، باق في موقعه ، ولن يتم تكليف أي شخصية جديدة برئاسة مجلس الاعيان ، فلا يوجد أي سبب لتكليف شخصية اخرى ، فالرئيس الحالي مخضرم ، وله احترامه ومكانته ، في طبقة الدولة العليا ، وله قبوله العام ، وسياسيا ، استطاع ان يحافظ على رزانة مجلس الاعيان ، باعتباره شقيق النواب الاكثر خبرة ، والذي يوقف مجلس النواب عن كثير من المنزلقات التي كانت تحدث في مناسبات سابقة ، وللرئيس الحالي ، ايضا تأثيره الواسع على النواب السابقين والقادمين ، ربما ، بالاضافة الى الاعيان ، والمجلس باعتباره مجلس الملك الخاص ، له خصوصيته ، التي لا يجوز معها افتراض ذات روحية القواعد التي تسري على النواب او ان تكون حتى مقبولة من النواب.
اما تركيبة مجلس الاعيان المقبل ، فهي ستكون عرضة للتغيير ، فهذا هو العرف والتقليد والقاعدة ، ولدى صاحب القرار دوما مبررات لدخول اسماء جديدة ، وخروج اسماء موجودة ، ولا يأتي خروج احد انتقاصا منه ، او مسا لكرامته السياسية او الاجتماعية ، ولكل مجلس اعيان ظروفه التي تحكم تشكيله ، فقد رأينا في احد مجالس الاعيان السابق ، كيف غزاه بعض من تم ترفيعهم تلقائيا ، بفعل تأثيرات معينة ليس هنا محل ذكرها ، والواضح ان تشكيل مجالس الاعيان ، عاد الى قواعده الاساسية ، بعد تلك التشكيلة الشهيرة ، وعدنا الى القاعدة التي تقول ان مجلس الاعيان يضم صفوة الصفوة. هل سيدخل جميع رؤساء الحكومات السابقين ، في مجلس الاعيان المقبل؟الارجح ان الجواب ..لا ، ففي جميع المجالس التي تم تشكيلها في عهد الملك ، لم يدخل جميع رؤساء الحكومات السابقين الى مجلس الاعيان ، فهناك قضايا عديدة تحكم عملية الاختيار ، ابسطها اداء رئيس الوزراء ، بعد خروجه من موقعه ، بالاضافة الى الاداء خلال وجوده في موقعه ، وتلك قصة طويلة ، فقد نجد البعض يمارس انضباطا هائلا في الاداء والكلام بعد الخروج ، ونجد البعض الاخر يتفلت الكلام غير المقبول من لسانه في غير مجلس ومكان ، وما يكون مقبولا من هواة السياسيين ، لا يكون مقبولا من المحترفين.
علينا اذن ان نطوي ملف الاعيان ، فله خصوصيته التي نعرفها كلنا ، واذا كان عشرات المسؤولين السابقين يمارسون ضغوطات عبر الاتصالات لضمان تقاعد كريم في مجلس الاعيان ، فان الدولة لها حساباتها ، التي قد لا تخطر ببال احد ، والمؤكد اننا سنشهد تشكيلة جديدة لمجلس الاعيان ، لكنها قد لا تخلو من مفاجآت محدودة على صعيد الاسماء التي تم اختيارها.