كيف انشق حجاب؟ .. عدنان فرزات
14-08-2012 07:01 AM
توجد اليوم عدة أنماط من الانشقاقات في سوريا، الانشقاق الاول، هو الانشقاق العسكري، الذي بدأه المقدم حسين هرموش وتلاه العقيد رياض الاسعد، الى ان كرّت سبحة الجيش فأصبح الانشقاق يومياً بالعشرات، ومع ذلك ما زال النظام يسميهم فارين؟!.
هذا النوع من الانشقاق العسكري ايضا له انواع، فبعض هؤلاء المنشقين يلتحقون برفاق السلاح ممن سبقوهم، ويشكلون الكتائب، وبعضهم الآخر يلقي السلاح ويتوارى غير راغب في القتال، فهو إما يذهب خارج البلاد، وإما في داخلها، ولكن من دون قتال، مما دفع قيادة الجيش الحر مؤخرا الى إصدار نداء الى هؤلاء للعودة الى صفوف القتال معهم.
وهناك ايضا انشقاق المدنيين عن النظام، وهؤلاء ايضا ينقسمون الى درجات، في اثناء الثورة، بدأت الانشقاقات خجولة على مستوى موظفي سفارات في النظام وعاملين في اجهزة الدولة مثل قنصل او نائب عام، او عضو مجلس شعب، قبل ان يصل الانشقاق الى مستوى سفير ثم رفع العميد مناف طلاس سقف الانشقاقات، الى ان اتسع شرخها في ثوب النظام بما لا يدع مجالا للرتق، وذلك عن طريق رئيس الوزراء رياض حجاب.
النظام تعامل مع هذا الانشقاق بسذاجتين: إعلامية وسياسية، أما الاعلامية، فقد ظهر ذلك من خلال المحللين السياسيين التابعين للنظام بأن حاولوا التقليل من شأن هذا الرجل، والسؤال هنا: حسنا اذا كان الرجل قليل الاهمية، وعديم الفائدة، فكيف اخترتموه رئيسا لوزراء دولة فيها 23 مليون مواطن - طبعا ليس جميعهم الآن على قيد الحياة، وكثير منهم في المعتقلات او مفقودون- وهذا يعني انه اقرار من النظام بأنه يضحك على شعبه ويختار لهم اشخاصا اي كلام! بل وارخص حتى من بيادق الشطرنج، لأن البيدق في الشطرنج ان خسرته فلن تستطيع تعويضه، اما الانظمة الشمولية، فتحتفظ بالبدائل في جيوبها كحبات الفستق تتسلى بها وهي تشاهد فيلما سينمائياً (فيلم رعب طبعا).
واما الفشل السياسي في التعامل مع انشقاق رئيس الوزراء، فيتمثل في البيان «المستحي» الذي صدر من القيادة السياسية يقول إن رئيس الوزراء رياض حجاب تمت اقالته قبل ليلة من هروبه..! اي حسب هذا البيان، يكون حجاب اما انه تلقى اتصالا هاتفيا، او جاءه مراسل القيادة في الليل، ففتح له رئيس الوزراء الباب بالبيجامة، مستغربا، فأشاح المراسل بوجهه خجلا من ان يشاهد رئيسه بالبيجامة، ثم سلمه المغلف الذي يحتوي الإقالة، ومضى يحكي لأبنائه ولجيرانه بأنه أول مرة في حياته يشاهد مسؤولا بالبيجامة.. ونعود إلى رئيس الوزراء، الذي يكون في هذه الأثناء قد فتح المغلف بسكين المطبخ، لأنه من فرط فضوله لم ينتظر حتى الوصول إلى مكتبه، وحين قرأ كلمات الإقالة، اتصل فورا، نادى فورا على زوجته وأولاده، ثم اتصل بأشقائه في مختلف المحافظات، وقبل ان يرتد إليه طرفه، كان إخوته عنده، فارتدوا قبعات الاخفاء، وغادروا عبر الحدود.. ولا من شاف ولا من دري..! وفي الصباح سمعت القيادة خبر هروبه من قناتي الجزيرة والعربية.. ويجب ألا ننسى بأن كل هذا حدث في ظل نظام أمني سويسري.. عفوا سوري..!
كان من الممكن ببساطة أن يوفر النظام كل هذا التعب، ويقول للعالم، مبررا انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب بأن النظام علماني ولا يحتاج إلى.. «حجاب»..!
القبس.