الصحافة والإعلام ومسؤوليات المرحلة
13-08-2012 06:40 PM
قد لا يكون مفيداً الحديث في النظريات الإعلامية ومعايير فن الكتابة، ومتطلباتها هذه الأيام، فهذا زمن لم يعد مجدياً فيه الانصراف إلى الكتابة «التهويمية» أيضاً.
كنت أمس في حديث مع الزميل أحمد ذيبان، وهو صحفي وكاتب ومحلل، من أهل «الكار» والمهنة، ذو خبرة ومصداقية عالية، وقد وجدت من المناسب أن أشير هنا إلى أن الصحافة منبر عام، وأن صحيفتنا العزيزة «الرأي» منذ وجدت وهي صحيفة «الرأي والرأي الآخر». وهو ما عزّز مصداقيتها وحضورها ومَنحَها شعبيّتها الواسعة، بعيداً عن حسابات الربح والخسارة المادية. وقد ظلّت على الدوام صحيفة «الوطن التي تعبّر عن مصلحته العليا وصحيفة الأمة التي تعكس قضاياها كافة وتعرض همومها وتمثل ضميرها القومي وبعدها الإنساني.
أما موضوعية الإعلام التي ندعو إليها فهي التي لا تضعف مصداقيته ولا تفقده منطقه العلمي، ولا تجعله مجرد هتاف لفظي في الهواء الطلق.
وقد واظبت «الرأي» على رسالتها ومكنت لها على المستوى الإعلامي الوطني والقومي لتصبح راسخة الجذور لافتة الحضور.
وأحبّ أنْ أُذكٍّر هنا بأن الأردن اليوم في حاجة إلى كل ذي رأي وقلم وتجربة وفكر مستنير للمشاركة في صد ما يتعرض له وطننا من تحديات وأزمات. ولا يعني ذلك، بالضرورة، التصفيق لكل قول أو قرار أو رأي أو فكرة أو عمل يصدر عن المؤسسات الرسمية، دون التأمل في المضامين ومناقشتها، فالمديح وحده لا يخدم الأهداف العليا للوطن والأمة، بل إنه لم يَعُدّ – حتى من أغراض الشعر العربي المعاصر، ولا بد مع الدعاء من القطران، فالمشاركة تعني الجميع، والمسؤولية الوطنية تتطلب الاستماع إلى مختلف الآراء ووجهات النظر، وخاصة المُخالِفة منها.
هذه التحديات التي تواجه المسيرة الإصلاحية والجهود التصحيحية الكبيرة التي يقودها جلالة الملك تتطلب منّا الكثير من التكاتف والتشاور والتناصح حتى لا يسود ما كان يسمى في التراث «الرأي الفطير» بالفاء، الذي هو ابن لحظته، ولم يخضع للمراجعة والتمحيص، او ذلك الذي يأخذ في اعتباره بعدا واحدا فحسب.
إن الاعلام مناط به دور اساسي ومهم وهو في هذه الايام اكثر من كل وقت مضى، مُطالب بالنهوض بمسؤولياته دون «الارتكاس» في مصالح فردية او جهوية او تعالٍ على الواقع، او إنكار لمعطياته وتحولاته، آخذا في الاعتبار ما نحن في حاجة اليه من «التوافق الوطني» لكي لا تنفرد جهة سياسية او حزبية، او ادارية بالقرار الوطني، وحتى نتجنب الهزات التي تواجه بعض دول الجوار، ولكي يكون الاسناد الشعبي والاعلامي لمؤسسة العرش حقيقيا لا لفظيا.
ويبقى القول: إن بلدنا سيكون بخير دائما ما استمر رهاننا على حكمة القيادة وريادتها وديمقراطية القرار، والمشاركة الشعبية الواسعة فيه، دون تغوُّل سُلطة او جهة على اخرى او انتقاص من مسؤولياتها ودورها.
واخيرا، يتوجب في حديثنا عن الاصلاح التأكيد على اهمية الربط المقنع والوثيق، بين الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي، والتشريعي ومعاملة تلك العناصر بوصفها حزمة واحدة، متكاملة ولا بد من الانتباه الى اهمية عامل الزمن، وتفعيل دور الشباب والمرأة، فهما من ابرز قطاعات المجتمع تأثيرا في صياغة المستقبل الذي نريد.
Mna348@gmail.com
الراي.