عمون - احتوى العدد الجديد من مجلة " تنوير " الإلكترونية على دراسة بعنوان " حزب العدالة والتنمية وتداعيات الحراك المجتمعي بالمغرب".
الدراسة التي اعدها الدكتور إدريس لكريني- مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات؛ جامعة القاضي عياض في مراكشاعتبرت أن فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات التشريعية لسنة 2011 وقيادته للحكومة شكّل عاملا مهمّا أسهم في امتصاص حالة الغضب والاحتقان داخل المجتمع المغربي؛ كما أدى إلى تراجع احتجاجات حركة 20 فبراير، وفتح بابا من الأمل بصدد مواجهة بعض المعضلات الاجتماعية ومكافحة الفساد.. وبخاصة وأن نتائج أخرى كانت تراهن عليها بعض القوى الحزبية في هذه الانتخابات كان من شأنها تأزيم الأوضاع وتوسيع قاعدة الحركة واحتجاجاتها.
واكدت الدراسة أن مشاركة الحزب في الحكومة في الوقت المناسب بالنسبة للدولة؛ من حيث:تمكين الحزب من فرصة تدبير الشأن الحكومي وتلافي انضمام جزء كبر من مناضليه إلى المحتجين بالشارع في حال تزوير الانتخابات؛ والسعي إلى احتواء احتجاجات حركة 20 فبراير والحد من انتشارها؛ وبخاصة وأن الحزب يتقاسم معها عددا من المطالب كتلك المرتبطة بالمعضلة الاجتماعية ودعم استقلالية القضاء ومواجهة الفساد.. ومحاولة ترسيخ صورة إيجابية تعكس الإصلاح بصورة سلمية وحضارية؛ وتطويق الاحتجاجات المتصاعدة التي قادتها جماعة العدل والإحسان.
وتورد الدراسة نبذة عن الحزب وافكاره ورؤيته فتفول أنه يقدم نفسه كحزب سياسي مدني منفتح على محيطه؛ لا يدّعي الإطلاقية وامتلاك الحقائق؛ له برنامجه ووظائفه واستراتيجيته كأي حزب آخر تبعا لقواعد اللعبة المتاحة.كما انه لم يتأسس على أساس ديني ولا يعتبر نفسه وصيّا على الشريعة الإسلامية؛ فهو مفتوح أمام جميع المواطنين؛ الذين يقتنعون بمبادئه وتوجهاته وضوابطه
يذكر ان مجلة "تنوير " هي إصدار شهري الكتروني لمركز القدس للدراسات السياسية ،لمواكبة عملية الإصلاح والتغيير الديمقراطي في العالم العربي ، مولية اهتماما خاصابالمحاولات الرامية لتطوير خطاب أسلامي ديمقراطي مدني ، تأسيساً وتطويراً لمشروعين إقليميين كان المركز قد أطلقهما أواسط العقد الأول من الألفية الثالثة: المشروع الأول الذي دشنه المركز عام 2005، بالشراكة مع عشرات الناشطين والمفكرين العرب، وهو "شبكة الإصلاح والتغيير الديمقراطي في العالم العربي" والمشروع الثاني الذي دشنه المركز عام 2006 بعنوان "نحو ائتلاف دولي للإسلام المدني الديمقراطي"، وتهدف هذها لنشرة إلى التعريف بالاتجاهات الديمقراطية والمدنية في أوساط الحركات الإسلامية فيا لمنطقة العربية والإقليم، من خلال رصدها ومتابعتها وتناولها بالبحث والدرس والتحليل، والكشف عن تحولاتها على صعيد الخطاب والممارسة، والاطلاع على برامجهاوأهدافها وتبيان مقاربتها السياسية والاجتماعية والثقافية المتعلقة بالحكامةالرشيدة، ومنظورها المعرفي لجدل التقليد والحداثة، وموضوعة الدولة المدنيةومفاهيمها الراسخة بخصوص المواطنة والمساواة بالحقوق والواجبات.