facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




أيها الظالم، قف وفكر


سليمان الطعاني
08-08-2012 05:20 PM

الى متى نبقى نتجرع الاحساس بالظلم في مؤسساتنا واداراتنا، ونحن نرى الفساد يلف حياتنا ويفتك بمقدراتنا، ويهلك الحرث والنسل، كيف للآذان ان تصم عن سماع صرخة مظلوم والعيون أن تعمى عن قسوة ظالم، والنفاق يشرأب ليأخذ بأيدي الظلمة ليشذوا عن الطريق، ويعاندوا الفطرة الالهية التي فطر الناس عليها ويفسدوا في الأرض.

الظلم من أقبح الأمور، وأعظم المعاصي، وأكبر معاول الهدم والخراب لأنه يتعدى إلى حقوق الغير .والإحساس به ترجمه واقعية لحياه الكثير من الشرفاء والطيبين وأصحاب النوايا الحسنة في مجتمعنا، ومهما كان هذا الظلم فهو إحساس مخيب للآمال، قاتل للعزيمة والهمة، طعمه مر كالعلقم مهما كان مصدره ومن أي موقع في أي مكان وكل زمان ، الظلم آفة تفشت في اداراتنا وبا للأسف بجميع أنواعه، له صور كثيرة وعديدة وخطيرة في الوقت نفسه، الكذب ظلم ومن أشد أنواع الظلم، التسرع في إطلاق الحكم على الموظف بالاعتماد على السماع من طرف واحد ظلم ، والتسرع في نقل الإشاعات، والطعن في الأعراض بالنقل والمشافهة دون تثبت أو تحقق ظلم يحيق بنا جميعا، كتم الشهادة ظلم، والصمت على الظلم ظلم ، وعدم التحقق من صدق المعلومة ظلم، والطعن في الظهر ظلم وخسة ولؤم، وخداع الناس ظلم ومس كرامة الآخرين والسكوت عن قول الحق ظلم، والتعدي والاستطالة على الموظف من قبل ادارته والمماطلة في أداء حقوقه ظلم، واستهزاؤك بمن حولك وتحقيرك للفقير ظلم، وعدم مبالاتك بما يحتاج وعدم مراعاتك لموظفيك وظروفهم الخاصة ظلم، أعطاء الموظف عمل فوق طاقته وزيادة عن مقدار أجره ظلم، التمنن على الموظف واتهامه بما ليس به ظلم.
ولا يقل إحساس الموظف بالظلم أثراً من شعوره بأن العدل لا ينصفه ولا يساويه بغيره ممن هم في مستواه، وهذا ما تلاحظه عند البعض من الناس الذين يصيبهم القلق والإحباط وهم ينتظرون من ظلم أهل الظلم مغفرةً، ومن إساءة أهل السوء إحسانا.

صورة اخرى للظلم الوظيفي إسناد المسؤوليات على أسس ليس من بين أولوياتها الكفاءة المهنية للموظف، وإذا ما تجاوزنا ما تسببه هذه الحالة للموظفين الأكفياء من إحباط، فإن لها أيضا تداعيات سلبية على أداء الإدارة، فهي تؤدي إلى صعود غير الأكفياء درجات السلم الوظيفي وهؤلاء وبدافع من شعورهم الداخلي بأنهم غير مؤهلين للمناصب التي يشغلونها يعيشون على هاجس القلق من مرؤوسيهم ، وبالتالي فإنهم يناصبونهم العداء ويشنون عليهم حربا خفية مستخدمين ما تبيحه لهم المسؤولية لتزييف الحقائق من أجل حجب الضوء عنهم خوفاً من أن يحلوا محلهم على كراسي يدركون جيدا ـ هم قبل غيرهم ـ عدم أهليتهم لها.
وفي هذه البيئة الظالمة يشعر الموظف الكفء بمرارة الظلم الذي يلحق به لكنه مع ذلك يقبل بالأمر الواقع، من مبدأ أن الظلم لؤم وما زال المسيء هو الظلوم،
ولعل قصة ذلك الشاعر الذي غارت بنو شيبان على إبله فنهبتها، وهو يستنجد قومة فلم ينجدوه، لم يكونوا اصحاب نجدة، فقال ابياته المشهورة، لو كنت من مازن لم تستبح إبلي بنو اللقيطة من ذهل ابن شيبانا، ومازن هذه من أمنع قبائل العرب وأقواها والتي تأخذ حقها وافيا، ويصفهم بأنهم أصحاب نجدة وبأس، بقوله: قوم إذا الشر أبدى ناجذية لهم طاروا اليه زرافات ووحدانا..، لا يسألون أخاهم عما يندبهم في النائبات ولا على ما قال برهانا...
وبارك الله لنا في لغتنا العربية وهي تربط الظلم بالظلمة والظلمات والظلام ، والسواد، فالظالم يعيش في الظلام ويموت فيه، لا يحب النور ولا يراه ، يستر وجهه بالظلام ، الظَلَمَة وجوههم مسودة كالحة كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما، أشقياء، انهم السبب في تدمير وخراب المجتمعات ، كما أشار القرآن المجيد إلى ذلك في قوله تعالى " فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا" الباء هنا في الآية سببية .





  • 1 ايمن الروسان .الكويت 08-08-2012 | 08:36 PM

    ابدعت ايها الكاتب ارجو الاكثار من هذه المقالات التي تشرح الواقع باسلوب راقي كما ابدعت باظهار قوه اللغه العربيه متمنيا ان يحذوا حذوه جميع الكتاب الاردنيين

  • 2 ايمن الروسان .الكويت 08-08-2012 | 08:36 PM

    ابدعت ايها الكاتب ارجو الاكثار من هذه المقالات التي تشرح الواقع باسلوب راقي كما ابدعت باظهار قوه اللغه العربيه متمنيا ان يحذوا حذوه جميع الكتاب الاردنيين

  • 3 عامر الدروع 09-08-2012 | 03:41 PM

    أخ ابو محمد لقد سررت بطلتك البهية عبر هذا المقال الرائع لذا اقول بان قديما قيا ان الظلم مرتعه وخيم وكثرا من الظلمة يا أخ سليمان يحسبونه هنيا وهو عند الله عظيم فالظلم عندما يقع على الانسان واقصد المرؤوس مثلا لا يعلم الظالم كم هي الاضرار التي ستكون جراء ظلمه هذا وهو يظلم في لحظة ضعف منه تجته الاخرين ويكون ذلك بسبب الضعف الذي يعتمر ويسكن نفسه الخبيثة واللئيمة هو لا يعرف وقت قيامه للظلم سوى ان يدمر الجهة المقابلة له دون رحمة ولا رأفة وما هي الا فترة زمنية ويزول الظالم عن موقعه ويخرج فلا يجد الا تعذيب الضمير الدائم كلما شاهد ضحيته يعتصره الالم .

  • 4 ابو عياش 09-08-2012 | 05:36 PM

    يا للروعة الابداعية في توصيلك وتبسيطك للافكار النيرة في كتابتك لهذا المقال الذي نحن في امس الحاجة اليه في زمن الظلم والظالمين فهم كالخفافيش يتسترون خلف اجنحة الظلام من ظلمهم للناس ولكن لن يطول عليهم فلا بد ان ينجلي ويظهروا للعيان وكل ظالم وله يوم فما اجمل ان تنام مظلوما لاان تنام ظالما ... مع التحية والتقدير لكاتب المقال


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :