مشروع للحفاظ على التراث المادي واللامادي بالتعاون مع اليونيسكو
05-08-2012 06:35 PM
عمون - يرتبط التراث ارتباطا وثيقا بالهوية الوطنية، ولان الأردن بلد غني بالتراث والعناصر الحضارية لذلك فإن الحفاظ على التراث الحضاري كان مهمة وطنية تعود بفوائد عديدة من أهمها التماسك بين أفراد المجتمع وتعزيز الارتباط بالمكان.
يتنوع التراث الحضاري في الأردن بما يشمله من عناصر ملموسة وغير ملموسة، من ضمنها اللباس التقليدي، والأغاني الفلكلورية وكذلك الرقصات الشعبية، ومن ضمنها أيضاً العادات والتقاليد ، والتي تشكل عنصراً هاماً في جذب السياح، ودعم الاقتصاد الوطني .
في هذا الصدد، ينفذ حاليا مشروع وطني على صعيد الحفاظ على التراث المادي واللامادي في المملكة عبر مراكز وطنية ومنها مركز يعقوب ناصر الدين في جامعة الشرق الأوسط بالتنسيق مع اليونيسكو ، بهدف المحافظة على الموروث الحضاري بما يعود بالفائدة على الأجيال القادمة.
يقول مدير المركز في الجامعة الدكتور ابراهيم بظاظو، وهو أيضا عضو اللجنة الوطنية لليونيسكو التي تتولى الإشراف على المشروع، إن توثيق التراث مهم جدا بل إن إهماله يؤدي إلى ذوبان هوية الأمة أمام الحداثة والعصرنة".
ويضيف إن الفهم الواسع للتراث يسهم في تحقيق الربط الواضح بين البيئة والتراث والاستخدام المستنير لاستثمار عناصر التراث في خلق وعي بيئي، وفي استنفار المجتمع للالتفات للبيئة والاهتمام بها حاضراً ومستقبلاً الأمر الذي يعطي للتراث بعداً محلياً وعالمياً وإنسانياً في المجتمع المتغير،
وبين أنه مما لا شك فيه أن الدراسات التراثية تحتاج إلى هذا الربط بين الماضي والحاضر والقديم والجديد، والسعي الدؤوب لتوضيح حقيقة مهمة مفادها أن التراث قضية حياتية تتصل بالأمس واليوم والغد.
لكن يستدرك الدكتور بظاظو ان الحفاظ على الموروث، لا يتعارض في مضامينه مع احترام العصر والتناغم معه ما دمنا لا نتنكر لتراثنا.
ويضيف بظاظو، وهو رئيس قسم الإدارة السياحية في الجامعة، إن المشروع الذي شرع فيه منذ العام 2010 يزاوج في عملية التوثيق للمواقع الأثرية الأردنية بين العمل الميداني فضلا عن الجانب المتعلق بالوثائق.
وفي ذات السياق باشرت جامعة الشرق الأوسط مؤخرا بالتعاون مع اليونيسكو أيضا في تنفيذ أطلس تراثي بهدف عرض المنتوجات التراثية المادية والمعنوية للسياح العرب والأجانب، كما انها بصدد تنفيذ مشروع آخر يتمثل في توثيق المواقع التراثية والأثرية في اقليم الوسط عبر مركز يعقوب ناصر الدين في الجامعة،يساهم في تشغيل نحو 100 طالب وطالبة من ابناء المجتمع المحلي كأولوية، بحسب الدكتور بظاظو.
ويسعى المركز إلى تحقيق أهداف منها الاهتمام بالمواقع الأثرية والتراثية ونشر الوعي بأهميتها بوصفها ذاكرة الأمة ونِتاج إبداعاتها العلميّة والبحثية، توفير الوثائق والمخطوطات التي يحتاج إليها الطلبة والباحثون في الجامعة لأغراضهم البحثية العلمية، المحافظة على الوثائق والمخطوطات وفهرستها بشكل علمي حديث متطور والتعريف بها، توثيق المواقع التراثية والأثرية والتراث المعماري بالتعاون مع الجهات المختصة داخل الجامعة وخارجها.
ومنذ العام 2008 يقوم قسم الإدارة السياحية في جامعة الشرق الأوسط بمهام تصب في اتجاه زيادة الوعي السياحي لدى المجتمع المحلي ، ولعل أبرز هذه النشاطات إطلاق مبادرة " السياحة للجميع " عام 2011 بهدف تمكين ذوي الحاجات الخاصة وبالأخص فئة الصم الاستفادة من التواصل مع المواقع السسياحية الأردنية بلغة الإشارة .
يذكر أن هذا القسم تصدر قائمة أفضل الجامعات الأردنية حسب دراسة أجراها مركز إضاءة للدراسات السياحية والمدعومة من الإتحاد الأوروبي لعام 2011.
كما شارك في المشروع الدولي (إنجاز) لتهيئة الفرص الاقتصادية للشباب الأردني وإلقاء محاضرات على شكل تطوع في عدد من الدورات الخاصة بنشر الوعي السياحي ومهارات الاتصال ، وذلك ضمن مشروع إنجاز لتدريب طلبة الجامعات الأردنية.
كما ساهم عام 2010 في إعداد وتنظيم مذكرة تفاهم في مجال حماية التراث المادي والمعنوي بين عدد من الجامعات والمؤسسات ( الجامعة الهاشمية ، وجامعة الحسين بن طلال ،جامعة آل البيت، جامعة الشرق الأوسط ،اتحاد الكتاب الأردنيين ، جمعية التنمية المستدامة.
كما ينشط القسم بكوادره في كثير من اللجان على غرار الفريق الوطني لتأليف النتاجات العامة والخاصة لمنهاج المرحلة الثانوية العامة للفرع الفندقي والسياحي في وزارة التربية والتعليم الأردنية، ولجان اعتماد تخصصات السياحة والفنادق في وزارة التعليم العالي، ولجنة وضع معايير اعتماد خاص لبرنامج البكالوريوس تخصص إدارة السياحة والسفر.
والمساهمة في تأسيس الجمعية الأردنية للسياحة الإجتماعية، والمشاركة في العديدي من المؤتمرات ابرزها مؤتمر التراث العالمي 2011 ، والمؤتمر الوطني للتعليم السياحي والفندقي بمشاركة وزارة التعليم العالي والوكالة الأمريكية للتنمية ووزارة السياحة وجامعة الشرق الأوسط، ومؤتمر تطوير مدينة الرصيفة سياحياً، ومؤتمر الآثاريين العرب والذي عقد في ليبيا.
وتجري الاستعدادات حالياً لعقد المؤتمر الدولي في تطوير السياحة والفندقة في الوطن العربي في الفترة مابين 5-8/9/2012، والذي يضم كوكبة من العلماء والخبراء العرب في مجال السياحة علماً أن هذا المؤتمر يعد مشروعاً مشتركاً مع المملكة العربية السعودية لتطوير السياحة والفندقة في الوطن العربي.