في سباق الرئاسة الأميركية المحموم يتنافس المرشحان أوباما وميت روميني ويدخلان في مزايدة على بعضهما البعض لصالح اسرائيل وعلى حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه وقضيته..ففي الوقت الذي يعمل أوباما على ارضاء اسرائيل لكسب أصوات اليهود الأميركيين ويصعد ليحصل 68% منهم حسب استطلاع غالوب..يجهد المرشح الجمهوري ميت روميني لارضاء نفس الناخبين فيقوم بزيارة لاسرائيل اذا اصبح رئيساً للولايات المتحدة فإنه سيعمل على نقل عاصمة اسرائيل الى القدس..ولا يكتفي هذا الغبي الذي يفتقر لمعلومات أولية في الصراع العربي-الاسرائيلي والعدوان الصهيوني المستمر على فلسطين منذ عام 1948 وقبله وبعده واحتلال الأرض الفلسطينية والتحكم في مصير الشعب الفلسطيني وافقاده لحريته وقدراته الكاملة على المبادرة فيذهب للمقارنة بين الاسرائيليين المحتلين والفلسطينيين تحت الاحتلال ويرى أن الاسرائيليين متميزون وحضاريون ويبلغ متوسط دخل الفرد لديهم (21) ألف دولار بينما لا يتجاوز عند الفلسطينيين (10) آلاف دولار وهو يقارن وكأن الفلسطيني ليس تحت الاحتلال أو كأن حريته ليست مصادرة وأرضه محتلة واقتصاده مسيطر عليه ومرهق بالضرائب ومدنه وقراه مقطعة الاوصال وممنوع من القيام بأي مبادرات اقتصادية ..

هذا الأميركي المتصهين يرى في الاحتلال وجهاً حضارياً ويرى في الشعب الفلسطيني أنه سبب المشكلة وكل ما يهمه هو رضى الاسرائيليين والناخبين اليهود وهو يزايد حتى على قادة اسرائيل ويتحدث في المنطقة أثناء زيارته كأنه يتحدث لقطيع من الغنم الذين لا حول ولا طول لهم في المنطقة كلها فما يهمه هو اسرائيل فقط..ولذا فإنه لم يزر الاراضي المحتلة ولم يلتق رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية..

حرب التنافس في الرئاسة الأميركية يجري على حسابنا في المنطقة فنحن الجوائز الرخيصة التي يقدمها المرشحون لاسرائيل وليهود أميركا فالكرم الاميركي الحاتمي من هؤلاء يتم على حسابنا ونحن كعرب لا نحرك ساكناً لا اتجاه القدس التي يتم الان سرقتها بالكامل والاعتداء على المسجد الاقصى يومياً وحتى قبة الصخرة بدخول المزيد من المستوطنين العابثين الى ساحاته ومصادرة المزيد من المساحات داخل السور وخارجه والهيمنة على باب المغاربة ومواصلة الحفر من خلاله وتحت المسجد الاقصى تمهيداً لهدمه وهي محاولات تتزايد الان وتبلغ ذروتها في مصادرة ساحات اضافية في الجهة الشرقية والجنوبية وتحويلها الى حدائق وحتى داخل المسجد الاقصى بادخال اليهود اليه وتعطيل حركة الحياة والاقتصاد الفلسطينية داخل القدس الشرقية وداخل الاسوار..

أوباما يضع في الكفة الاسرائيلية من اجل استقطاب أصوات اليهود قرارات اميركية تزيد التعاون الامني والعسكري مع تل ابيب بسخاء يشجعها على مواصلة تفوقها وعدوانها ويزيد التحويل الاميركي المقدم لمشروع القبة الحديدية المضاد للصواريخ..في حين يزايد الغبي روميني فيجعل القدس الموحدة عاصمة اسرائيل ويعتبرها بلداً نموذجاً حضارياً متفوقاً بالمقارنة مع الفلسطينيين الذين يتحملون مسؤولية عدم الاستقرار..
هذا العنصري الجديد يضاف الى القائمة المتزايدة من القادة العنصريين الذين يقبضون ثمن عنصريتهم اصواتاً في صناديق الاقتراع في حين تقوم اسرائيل بسرقة القدس وتواصل ذلك تحت دخان الاضطرابات العربية وانصراف العرب الى الصراع الداخلي ومرحلة الربيع العربي «فالعتمة الان على قدر يد الحرامي»...والقدس تتسرب ولا أحد لها سوى التصريحات العربية الباهتة التي تثبت ضعف النظام العربي وهزاله واستسلامه وعدم قدرته على تمثيل شعوبه المنكوبة في خبزها وكرامتها والتي يكرم لاسرائيل أمثال هذا العنصري روميني على حسابها..

alhattabsultan@gmail.com
الرأي