النائب الخائب والبديل الغائب
عمر شاهين
08-11-2007 02:00 AM
في هذه الفترة يكثر انتقاد النواب السابقين ، ورمي جمل التقصير عليهم ،سيما من المرشحين ، وقد أكون احد اللذين تعرضت لبعض أخطائهم ولكني أود مناقشة الأمر موضوعياً.
فالمجلس النيابي في الأردن هو استغلال خاطئ للديمقراطية ودليل على عدم تفهمنا للمنهج والمسؤولية ،لأن الأصل أن يكون المجلس تجمع للنخب اللذين مضى لهم عشرات السنوات في الخدمة الحزبية والشعبية والذين يملكون القدرة على تمثيل وخدمة الشعب وعلى مناقشة الحكومة بأمور السياسة واتخاذ القرار وعدم سلق القوانين بل تمحيصها ودراستها بنداً بنداً، فأنا أتعجب من بعض النواب عندما يفتخر بتمرير العشرات من القوانين في فترة سريعة . الفهم لدينا-حسب معطيات الترشيح - للحياة النيابية مختلف تماما فهي مصدر للوجاهة ، لتمرير المصالح للمناكفة ، للربح السريع، المقايضات بين المرشح وناخبيه ومن ثم إتمام الصفقة بعد الفوز .
فما حدث في المجلس الماضي نال إجماعا كاملاً على عدم تميزه نيابيا، طبعا سياسيا ولكنه كان فعلا على مستوى الخدمات العامة في بعض المناطق ً، طبعا لن ننسى إنه منتخب، وهذا ليس ذنبه ، والغريب أن من ينتقده حاليا سيما من المرشحين الجدد لا يملكون أدنى قدرة على التغيير لأنهم بصراحة ذوي قدرة محدودة جدا، سواء بتتبع أخطاء سابقيهم ،و ادعاء بأنهم أفضل،ضمن إمكانيات ضحلة على جميع الأصعدة، مع بضع كلمات يتكلمون بها في كل جلسة ،تظهر بشكل واضح أنهم لن يملأوا المجلس بنواب قادرين على تمثيل التشريع الشعبي حقاً.
فمعظم النخب الثقافية والفكرية صاحبة التاريخ السياسي تكون بعيدة، عن فرص النجاح .
في الحقيقة أتمنى من كل قلبي أن يتفرغ علماء الاجتماع لمسح حقيقي للمرشحين إن كان للبلدية أو لمجلس النواب علّنا نستفيد عبر دراسة موسعة لأسباب الخلل ،فهل يعقل أن يأتينا بعض المرشحين باسم مرشح البسطات، أو من يقدم نفسه "كعرار " ضمن تاريخ بسيط جدا أو تاريخ لا يتعدى الأشهر في الحياة الثقافية والسياسية ويعرض نفسه كفرصة لن تعوض للتغير.
لو كل موظف عمل بأمانة وزفت شارع أو سور حديقة عامة، ،أو رجل ساعد البعض من زكاته أو أستاذ جامعي درس عدة سنوات أراد أن يصبح نائباً ،لاحتجنا لمجلس نواب يمثله عشرة ألاف عضو.
هناك مفهوم مغيب عن الشعب الذي حقا يريد نائب شمولي له في كل نقطة وجود نائب سياسي وليس خطابي يناور الحكومة من أجل الشعب وليس من أجل ذاته، نائب خدمات،يفرج عنه إهمال المسؤولين، وآخرون يريدون من كل هذه الحملة دفع قسط لأبنائهم الجامعيين، أو عدة فواتير كهرباء متراكمة، أو حتى التسلية فالحركة وزيارة البيوت لها نكهة مختلفة عن باقي الأيام الكلاسيكية.
وندرك أن النواب القادمين عاجزون عن التغيير ، في ظل غياب حقيقي لتنمية سياسية بل لإخافة الشعب ، وتسليمه لمرشحي الدفع ، الوجاهة ، والوعود ، وفي النهاية نتهم النواب على كل ما قدموه بأنه نائب خائب سيما إن لم يخدمنا شخصيا .
والسؤال الآن قبل أن ننتقد النائب ونتهمه بسعادة "النائب الخائب" هل نبحث عن تسمية المرشح القادم الخائب ، أو حتى الناخب الخائب ،لأطمئن من حولي و لمئة سنة قادمة لا تنتظروا التغيير فالحال من الحال .
وأنا لا أقصد أي شخص أو جماعة إنما أتحدث عن العموم فأرجو إدراك المضمون.
Omar_shaheen78@yahoo.com