تضارب التصريحات الحكومية والمعلومات الصحافية بشأن الإشتباكات الحدودية مع القوات السورية
03-08-2012 09:43 PM
عمون - من داوود الماني
(يو بي أي) تضاربت الأنباء بشأن الإشتباكات بين القوات الأردنية والقوات السورية على الحدود التي تمتد على أكثر من 375 كيلومترا بين البلدين، فيما تنفي الحكومة الأردنية بإستمرار على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال أكثر من مرة حدوث أية اشتباكات .
وأكدت العديد من وسائل الإعلام الأردنية ووكالات الأنباء الأجنبية عبر مراسليها في العاصمة الأردنية عمان حدوث 4 إشتباكات خلال أسبوع واحد ، كان آخرها فجر اليوم الجمعة .
وأكدت صحف "الرأي" و"الدستور" و"السبيل" استمرار حدوث المناوشات بين الجيشين الأردني والسوري على حدود البلدين في مدينة الرمثا (شمال) ، كان آخرها فجر اليوم الجمعة .
ونفى وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة بدوره مؤخرا حدوث أية اشتباكات على الجانب الأردني من الحدود مع سوريا.
وقال المعايطة في تصريح إن "ما سمع ليلا من إطلاق نار على الحدود الأردنية- السورية في مناطق حدودية متعددة ناتج عن إطلاق النار من جانب القوات السورية على المواطنين السوريين أثناء اقترابهم من الحدود بين البلدين ومحاولتهم اللجوء إلى الأراضي الأردنية " .
من جهتها أشارت صحيفة "الدستور" إلى إن "مناوشات متفرقة تندلع بين الجيش الأردني والجيش النظامي السوري بحسب سكان المناطق في "سهل حوران" حيث يضطر الجيش الأردني لتأمين وصول اللاجئين السوريين القادمين إلى الأراضي الأردنية عندما يتعرضون لإطلاق النار من الجيش السوري" .
وأكدت الصحيفة أنها كانت حاضرة ومتابعة لبعض المناوشات حيث تجول مراسلها على طول المنطقة ووصل إلى مناطق إطلاق النار وشاهد عملياً تبادل إطلاق النار بين الطرفين .
ونقلت الدستور أيضا عن شهود عيان في بلدة "الذنيبة" (شمال)، قولهم أنهم "سمعوا إطلاق نار من أسلحة رشاشة وقذائف لم يستطيعوا تحديد نوعها"، مشيرة إلى أن "الحدود الأردنية الشمالية تشهد حالة توتر منذ أيام وحالات إطلاق نار للقوات السورية على اللاجئين الفارين باتجاه الأردن" .
من جانبها ، نقلت صحيفة "السبيل" الناطقة بلسان حزب جبهة العمل الإسلامي الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين عن مصدر فضل عدم الإشارة إلى اسمه، قوله إن "الاشتباكات بين الجانبين السوري والأردني استمرت لساعات طويلة من الساعة العاشرة مساء أمس الخميس وحتى الساعة الثالثة والنصف فجر اليوم الجمعة على حدود البلدين شمال البلاد (الرمثا) غير أنها كانت متقطعة".
وأكد المصدر أن "الحدود شهدت تعزيزات عسكرية من الجانب الأردني أمس الخميس وتم نقل المجنزرات من "طرة" إلى "سد الوحدة" أي على طول الحدود الأردنية مع سوريا".
وقال رئيس تحرير صحيفة "الرأي" شبه الرسمية سمير الحياري ليونايتد برس إنترناشونال اليوم الجمعة "أعتقد أن من حق الحكومات أن تتبنى وجهة النظر التي ترى فيها مصلحتها بالتعامل مع المعلومات التي تملكها بشان أي تطور سياسي أو غيره على ساحتها ومن حق الإعلام الخاص أيضا أن يأخذ ما يريد وينشر وفقا لرؤيته الاعلامية البعيدة عن الرسمي".
وأضاف أن "الحكومة لها مصالحها العليا ولها سياديتها ومن حقها أن تفصح في الوقت الذي تريد عن أية معلومات تخدم سياستها ولا تؤثر على مكانتها أو سياستها الداخلية " .
ورأى أن "تصرف الحكومة الأردنية وفق معطيات محيطها القربى والجوار والحدود والمصلحة وظروف الاقليم.. أن تتناسى الجراح أحيانا بغض الطرف عن كل تجاوز في سبيل المصلحة " .
وأضاف الحياري "غير إنني أعتقد أن الوقت سيحن للإعلان عن تجاوزات الغير ومحاولاته جر الأردن لمناوشات او حروب لا علاقة له بها " .
في حين يقول وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال الأسبق نبيل الشريف "لا أعتقد ان هناك حالة واسعة من عدم القناعة أو التصديق للموقف الرسمي من عدم وجود تبادل لإطلاق النار بين الجيش العربي (الأردني) وجيش النظام السوري" .
وأضاف "ولكن السؤال الأهم هو لماذا ينبري البعض للتشكيك بالرواية الرسمية"؟.
وقال الشريف "أعتقد ان السبب هو وجود تاريخ طويل من عدم الثقة أو التصديق للمواقف الحكومية، والحكومة الحالية ليست وحدها مسؤولة عن ذلك، فهو إرث طويل ومعروف، ولكنها تستطيع المساهمة في معالجة الأمر عن طريق تعزيز المكاشفة والشفافية والتواصل مع المواطنين بإستمرار " .
وتابع "لا يوجد ما نخجل منه من الموقف الأردني الواضح إزاء التطورات في سوريا، والذي يستند إلى ضرورة مساندة الأشقاء السوريين في محنتهم وتقديم العون لهم وإستضافتهم في المخيمات الخاصة بل في بيوت وقلوب كل الأردنيين، ويرافق هذا الموقف الإنساني الواضح موقف مبدئي آخر يقوم على عدم الزج بالأردن في أتون الصراع الداخلي والإقليمي والدولي الطاحن في سوريا " .
غير أن الشريف أشار إلى أن هذا الموقف الأردني المتوازن والمسؤول "يجب أن يواكبه مزيد من الشرح والتوضيح للمواطنين في الداخل بل للعالم كله " .
وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والإتصال الأسبق طاهر العدوان صحة الرواية الرسمية حول عدم وجود اشتباك حقيقي بين القوات الأردنية ونظيرتها السورية على الحدود بين البلدين .
وقال العدوان "أعتقد أن الرواية الأردنية صحيحة، لأن كل ما يقع هو تبادل لإطلاق النار بين أفراد من الجيش السوري وأفراد من الجيش الأردني وقوات حرس الحدود" .
وأضاف أن "هذه الإشتباكات يبدأ بها الجانب السوري عندما يطلق النيران على اللاجئين السوريين الفارين إلى الأردن عبر الحدود ويواصل الجيش السوري بإطلاق النار عليهم (على اللاجئين) حتى بعد عبورهم إلى أراضي المملكة " .
ورأى العدوان أن هذه الإشتباكات "ليست اشتباكات بين جيشين وإنما حوادث تتعلق باللاجئين " .
وأضاف "ولكن بشكل عام أصبحت الحدود الأردنية ـ السورية مرشحة لإشتباكات أوسع.. من المتوقع أن تشهد الحدود بين البلدين معارك بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي للسيطرة على المعابر الحدودية وعلى الحدود كما حدث على الحدود مع تركيا والعراق " .
وقال العدوان "أتوقع عند الوصول إلى هذه المرحلة ربما سيقوم الجيش السوري النظامي بإستفزاز القوات الأردنية وإطلاق النار على الجانب الأردني لتغطية إدعاءاته بأن تسللا من المسلحين إلى سورية يحصل " .
وأكد رئيس تحرير صحيفة "في المرصاد" الإلكترونية موسى برهومة، عدم وجود اشتباكات حقيقية بين القوات الأردنية ونظيرتها السورية على الحدود بين البلدين.
وقال برهومة "لا أعتقد أن هناك اشتباكات بالمعنى العسكري المباشر" .
وأوضح "هناك ربما مناوشات بين الطرفين، خصوصا حينما يعبر لاجئون الحدود الأردنية، ويبقى إطلاق النار موجها صوبهم، ما يدفع الجيش الأردني للرد" .
وأضاف "لا أعتقد أن الحكومة تخفي حقائق من هذا القبيل، لا سيما وأن الأهالي في المنطقة الحدودية يكشفون الحقائق للإعلام أولا بأول" .
وتشهد المنطقة الحدودية للأردن مع سوريا والتي تمتد لأكثر من 375 كيلو مترا حالة استنفار عسكري وأمني من جانب السلطات الأردنية عقب تدهور الأوضاع في سوريا.