سوق الكرتون حرفة اخترعها فقراء بات ينافسهم عليها رجال اعمال
03-08-2012 08:28 PM
عمون - (بترا) – من ماهر الشريدة وسيف الدين صوالحة - لم تعد ترى ذاك النشاط الاسبوعي الذي يبدأ قبل ساعة من صلاة الجمعة وينتهي بمرور اخرى في ساحة المسجد الحسيني وسط مدينة عمان، يقتصر على صغار السن بل بات ينافسهم في حراكهم المجاني الشباب وفئة من كبار السن بل جاوز ذلك الى المنافسة من كبار مديري الشركات.
انهم "جامعو الكرتون" الذين اخترعوا سوقا من لا شيء بات يدر على عامليه خلال ساعتين مردودا ماديا يسد حاجة لهم ولاسرهم.
تلك السوق التي تتميز كوسيلة بسهولة امتهانها التي تبدأ بحراك نشط مساء الخميس وصباح الجمعة لجمع كراتين القيت امام المحال التجارية (وما اكثرها بوسط البلد) ، لتهيء وفقا للعاملين "بكار" الكرتون استعدادا لتكويمها امام المسجد الحسيني او التنقل فيها بين مرتادي صلاة الجمعة على عربات خشبية صنعت بسهولة لتلك الغاية لتبدأ مرحلة تأجير الكراتين للمصلين.
الاسعار المعتمدة في السوق تبدأ وفقا لكرم المصلي مع بداية حركة السوق لتنتهي تنازليا بالمجان مع اقامة الصلاة ليكون تجار الكرتون قد التحقوا بركب المصلين أنذاك.
وبحسب بعض العاملين فقد بدأت تجارتهم كخدمة مجانية اطلقها مسن غاب عن الانظار حاليا ، اذ كان يحمل بيديه مجموعة كراتين يضعها امام المسجد ليوفر للمصلين وسيلة نظيفة يؤدون الفريضة عليها في الساحة الخارجية للمسجد، وسرعان ما تحولت الى مهنة لعدد فاق ال20 شخصا في بعض الاحوال ومقابل اجور تفي بتوفير قوت يومهم .
ولا تتوقف تجارة سوق الكرتون مع انتهاء صلاة الجمعة ، اذ سرعان ما يسابق العامل بتلك المهنة غيره من المصلين من الانتهاء من صلاته ليسبق اقرانه في التجارة والبدء بجمع الكرتون الذي تم تأجيره قبل وقت الصلاة من جديد بهدف بيعه لاناس تخصصوا جمعه وتوريده لشركات ومصانع مختصة باعادة تدويره او تصديره.
ويشير (محمد) البالغ من العمر 13 سنة الى انه يأتي كل يوم جمعة لمساعدة شقيقة الشاب العامل في سوق الخضار القريب من المسجد والذي اعتاد العمل بتجارة الكرتون وقت صلاة الجمعة، موضحا ان حصته من الارباح تعتمد على نشاطه في تأجير وجمع اكبر كمية ممكنة من الكرتون مقدرا متوسط دخله الشخصي من ذاك العمل بحدود الثلاثة دنانير في حين يتجاوز ما يجنيه شقيقه الذي بات معروفا بالكار اكثر من سبعة دنانير تختلف وفقا للظروف الجوية والتزاحم بين مرتادي المسجد.
ويؤكدا جامع اخر للكرتون فضل عدم الاشارة لاسمه الى انه يجمع ما استطاع من الكرتون حتى ساعات الغروب ليبيعها لسيارات تتبع مصانع وشركات امتهنت جمع الكرتون لصالح تجار باتوا يسيطرون على تجارة الكرتون اما لبيعها لمصانع اعادة التدوير او لتصديرها .
وكشف سائق يعمل في احدى مجموعات الاعمال الكبرى ان مديرة عام الشركة (وهي من اصحاب المجموعة) توزع سيارات مجموعتها مساء كل يوم للتجول على اسواق وحاويات عمان لجمع الكرتون لصالح مصانع اعادة تدوير مخصصة، ومن ثم اعادة استخدامها في اعمال شركاتها.
حراك سوق الكرتون لم يعد يقتصر على فئة محددة من الناس او بمنطقة محددة بل بات يتسابق عليه كثير من الراغبين بالكسب المشروع ، فبات المواطن يشهد حالة التسابق بين سيارات تجول بين الحاويات مساء كل يوم ، واشخاص يسيرون في الاسواق تكون مهمتهم جمع الكرتون الملقى امام المحال التجارية.
ووفقا لتقديرات تجارية يقدر عدد العاملين في قطاع تجميع الورق الهالك بنحوالي 5 آلاف شخص في مختلف مناطق المملكة يجمعون حوالي 7 الاف طن شهريا فيما تقدر حاجة المصانع المحلية بحوالي الفي طن ما يعني تصدير الباقي الى خارج المملكة.
وكان مجلس الوزراء قد قرر العام الماضي فرض رسوم تصدير على الورق الهالك بقيمة80
دينارا للطن المندرجة تحت البند الجمركي (470710) و40 دينارا للطن على الورق الهالك ضمن البنود الجمركية (470720 /470730/470790) ولمدة ستة أشهر ليتم بعد ذلك دراسة الآثار المترتبة على القرار.
وتجارة الورق والكرتون الهالك تعتبر تجارة رائجة ومشغلة لقطاعات كثيرة، كما أنها تعتبر صديقا حميما للبيئة ورافدا للاقتصاد الوطني كونها تجذب عملات أجنبية جراء عمليات التصدير. وتشكل مخلفات الورق والكرتون ما نسبته 25 بالمائة من كميات النفايات التي تدخل مكب نفايات أمانة عمان الكبرى.