تشير الإحصاءات إلى أن نسبة البطالة كبيرة في بلادنا، ومن ينظر إلى هذا التحدي بطريقة ايجابية يجد حلولاً عديدة وبدلا من البطالة يجب أن يكون لدينا طلب زائد على الموارد البشرية لأنها من أهم عوامل نجاح أي مشروع. والمقصود هنا الموارد البشرية ذات المهارات والمعارف الممتازة . دعونا نفكر خارج الصندوق ونغيّر طرق المعالجة لنتوصل إلى حلول جذرية لمشكلة البطالة.

بعض الأسئلة بحاجة إلى إجابات:
1. هل يتم حل المشكلة بتدريب أي عاطل عن العمل على مهنة معينة ؟
2. هل يقرر المسؤولون ما هي الأعمال التي يقوم بها العاطلون عن العمل؟
3. ما هو تأثير التهيئة النفسية للعاطلين عن العمل؟
4. هل دراسة البطالة وآثارها تساعدنا على حل المشكلة ؟
5. هل من المطلوب أن يحب الشخص عمله ؟

لدينا الكثير من الشباب العاطلين ومن الممكن أن تستفيد الدولة منهم وهذه مقولة للدكتور يوسف نصير تدل على أنه يجب التصدي لمشكلة البطالة وتحويلها من عبء الى نقطة قوة، إذ يقول: "يكفينا تصدير شجر ولقد حان وقت تصدير الثمر" .

الإنسان لدية نقاط ضعف ولدية مواطن قوه كبيرة، وأغلب العاطلين عن العمل ينظرون الى نقاط ضعفهم ولا يولون نقاط قوتهم أي اهتمام، ودائما يركزون على نقاط الضعف وهناك قانون علمي من قوانين الحياة ينص على أن ما تركز علية ستحصل علية وان العقل الباطن لا يفرق بين الصواب والخطأ. فعندما يقول الإنسان لنفسه انا لا اعرف كيف أقوم بكذا و كذا، يقول له العقل الباطن صحيح انت لا تعرف ذلك ومع التكرار يصبح هذا الملف جاهزا عند هذا الإنسان، وعندما يحاول ان يقوم بشيء ما، يقول له العقل الباطن انت لا تعرف، وبناءً عليه فإن من يركز على نقاط ضعفه سيبقى ضعيفا والذي يتعرف على مواطن القوة لدية ويركز عليها ويقوم بممارسة أعمال من شأنها من ممارسة نقاط قوته سيبدع في ذلك.

عندما تسأل الناجحين الذين يعملون لساعات طويلة خلال النهار يجيبون بأنه عندما تحب عملك فانك لا تعمل ابدا بل ستستمتع بكل دقيقة تقضيها. ومن المؤكد انه عندما يعمل الانسان عملا يحبه وينمي مواطن القوة الموجودة عنده أصلاً سيكون مبدعا في عمله.

وهذا هو ما يسمى "التمتين"، وهو منهج حديث التطبيق وللعلم فإن خبير الإدارة الأستاذ نسيم الصمادي هو صاحب النظرية الذي أدخل مفهوم التركيز على مواطن القوة وتحييد نقاط الضعف وإدارتها الموارد البشرية، حيث لكل إنسان الكثير من مواطن القوة والقليل من نقاط الضعف واسمها "تمتين الموراد الشرية". لقد قام الصمادي بتطوير ادواتها بعد أن ثبت علميا انه إذا عمل الانسان في عمل لا يحبه ولا يملك نقاط قوة في مهارات هذا العمل سيبقى متعبا، ولن يجيد هذا العمل ولن يستطيع الاستفادة من كل الطاقة التي يمتلكها وسيترك هذا العمل أو يفضل عدم البقاء فيه.

لذا يجب على كل شخص عاطل عن العمل التعرف على مواطن القوة التي يمتلكها وهو موقن بأنه إذا عمل ضمن هذه النقاط فإنه سيحب الأعمال التي يقوم بها ويقضي نهاره في العمل دون أن ينظر إلى الساعة، لا بل سيبدع في هذه الأعمال.

تم تشكل هيئة الموارد البشرية بناء على توجيهات ملكية وتم تكليفها بحل مشكلة البطالة عن طريق تجنيد حوالي 30 ألف مواطن أردني لتدريبهم على أعمال الإنشاءات وإنني لذا آمل ان تقوم هذه الهيئة بإجراء الاختبارات والمقابلات اللازمة للتأكد من مهارات هؤلاء الاشخاص والتعرف عن مواطن القوة لديهم والمحاولة قدر الإمكان من أن تكون المهنة اقرب ما تكون لرغبات نفس الشخص حتى يتعلمها وهو مرتاح ويتقنها.

لذلك أوصي القائمين على هيئة الموارد البشرية بالانتباه إلى أن لكل إنسان مواهبه الفطرية الفريدة والتي هي جزء من كيانه وانه عندما تنمى هذه القدرات والمواهب وتتعمق في شخصيته لا تزول أبدا وان أعظم فرص نمو الأفراد وتميزهم تكمن في تمتين مواطن قوتهم لا إصلاح نقاط ضعفهم. وهناك الكثير من الأدوات والمناهج والأساليب التي يمكن استخدامها لوضع الثلاثين ألف شاب في المكان الصحيح، مؤملين أن نستفيد من خبرائنا وخبراتنا في هذا السياق.

saleh@edara.com