حجابي من حرير وساعدي من فولاذ
07-11-2007 02:00 AM
ليس من المعروف متى ستبتسم؟ بل ليس مؤكدا أنها ستجهد نفسها بإرخاء شفتيها المعقودتين وتفعلها!!
لا يلومني أحد... فساعة أحاورها بما ملكت من قوى الإقناع... وساعة أجابهها بصلابة وإصرار مجندة روحي ندا لها...ولكن بلا جدوى...كفى كفى فلقد أضنيت نفسي في سبيل من بخلت علي بابتسامة صغيرة لا أكثر!!
سيداتي...سادتي
تلك هي الدنيا في عيوننا...وذاك هو لسان حالنا نحن جمعيا...نحن المحجبات الفئة الأقل حظا في مجتمعاتنا الناقصة والمنقوصة...
نحن الفئة التي استثناها الكثيرون من قوائم المتميزين وأقحمها في قوائم المحرومين..وكما الحجاب يحجب جزءا من زينة من ترتديه جاء هؤلاء ليحجبوا عنها الكثير من المغانم والمكارم...
فمن العبث حقا التأكيد على أن الشهادات العلمية والكفاءة والفاعلية هي المحددات التي يستند إليها في استقطاب الموارد البشرية من القطاع النسائي في عدد من القطاعات! ولو لم يكن فلماذا تعطي اللجان المختصة في تقييم عدد من المتقدمات لوظيفة معينة درجة إضافية على المظهر الخارجي للمرأة، ولا يخفى على أحد أن المظهر الخارجي في المجتمعات العربية يعني حسن المنظر والمظهر وبالتالي فالعلاقة عكسية مابين حسن المظهر والحجاب حسب ما ترى عيونهم!
كم من شابة يافعة وعلى قدر من العلم والكفاءة رفضت كموظفة في بنك أو شركة أو مؤسسة كبرى والسبب كما يجيبها القائمون على تلك المنظمات (أنت محجبة) هم لا يشعرون بأدنى استحياء في إجابتهم تلك لأن رفض الحجاب عرف سائد لديهم ولأن بعضا من القطاعات الحكومية تناقلت لها ذات العدوى فأولى بهم أن يبادروا بالإجابة وبصوت جهوري عال...
في مجتمعاتنا العربية الناقصة والمنقوصة تتناقل وكالات الأنباء خبرا عن امرأة فصلت من وظيفتها في إحدى دول أوروبا أو أمريكا بسبب حجابها فتهم الشعوب العربية خارجة بمظاهرات، منددة بجور الحكومات الغربية، ومسخرة أقلامها للحديث عن الحريات المفقودة هناك... ويا أسفي عليها كل الأسف فالأولى أن تصان حقوق المحجبة في بلاد العرب أولا ولو كانت كذلك لما تجرأ هؤلاء على فصل أي منا من وظيفتها...
بالأردني الفصيح سأذكر على عجالة قصة لأحدهم وهو من بلاد الفرنجة جاء الى ديارنا مستثمرا ذا خبرة وثروات وقام بإجراء عدد من المقابلات الوظيفية ووقع اختياره على خمسة من المتقدمات لعدد من الوظائف ولحسن الحظ فجميعهن محجبات ولم يأبه الخواجا لذلك بل انه لم ينتبه أصلا للفرق ما بين محجبة او غير محجبة لأن الـ (C.V) هي فقط الأساس الذي أستند عليه في التقييم متبعا القواعد العالمية في تقييم الموارد البشرية ، وقدم هذا التقييم إلى شركة محلية أردنية تعاقد معها من اجل الاستشارات فما كان من تلك الشركة بعد رؤيتها للمتقدمات الخمس إلا أن تهمس في أذنه بأن اختياره لم يكن صائبا على الإطلاق لأن الحجاب ليس مستحبا في الشركات المحلية فكيف إذن بشركة أجنبية!!
هذا الاتجاه المعادي للحجاب دفع بعضا من المحجبات للجوء الى الحيلة من اجل الحصول على وظائف وقد سمعنا عن الكثيرات ممن خلعهن حجابهن لفترة زمنية بسيطة حتى يتم تثبيتهن ومن ثم تعود الى ارتداء حجابها لتضع العمل وأصحاب القرار في العمل تحت الأمر الواقع...فهل أضحت الحيلة هي الوسيلة الوحيدة أمام المحجبة؟
سيداتي...سادتي
منذ يومنا هذا ليكن شعار المحجبات جميعا
"حجابي من الحرير وساعدي من الفولاذ "....
Dana_najdawi@yahoo.com