عمون - بعثت قناة جوسات الفضائية رسالة إلى الملك عبد الله الثاني الاربعاء تاليا نصها :

صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله

لقد تناهى إلى علمكم ما حل بقناة جوسات وما تعرضنا له من وقف للبث على خلفية برنامج حواري سياسي تطرق فيه أحد المعارضين إلى موضوعات حساسة واستخدم عبارات خرجت عن المألوف السياسي في الأردن، مسيئا بذلك الى ثوابتنا الأردنية وإلى المكانة التي تحتلها جلالتكم في قلوب كل الأردنيين.

إن القناة لم تكن تتنبأ بما سيقوله هذا السياسي، ولم تكن تعرف أنه سيتجاوز الخطوط الحمراء المتعارف عليها في عرف العمل الإعلامي والسياسي في الأردن، وهي بالتالي ليست مسؤولة عما تفوه به من عبارات، ولا تتبناها مطلقا، بل إن له تصريحا صحفيا نشرته وسائل الإعلام الالكترونية يعترف فيه بأنه يتحمل مسؤولية كل كلمة قالها وأن لا ذنب للقناة في ما قاله.

لقد تم التنبيه عليه، كما على كل الضيوف في البرامج الحوارية قبل دخول الاستوديو، بان الحرية سقفها السماء ولكن دون إساءات أو تجريح، ودون تطرق إلى شخصكم الكريم أو شخص الأسرة الهاشمية التي نفخر بأنها تقود سفينة الأردن إلى بر الأمان.

لقد تعرضنا لوقف بثنا، وظلمنا ثانية، بعد أن ظلمنا حين أجبرنا على بيع أسهمنا في صحيفة العرب اليوم وشيحان في مطلع عهد جلالتكم بالقيادة، رغم أننا لا نحمل لجلالتكم وللأسرة الهاشمية إلا كل المحبة والاحترام، وتعتز بدوركم في بناء الأردن الحديث، ولكننا في كل مؤسساتنا الصحفية، وقناة جوسات واحدة منها، اخترنا لأنفسنا خطا منفتحا ليبراليا ونهجا يتبنى الحريات ويدافع عن حقوق المواطنين، ويؤيد مساعي الإصلاح التي يطالب بها الشارع الأردني والتي تقودها جلالتكم، مستندين إلى ما ورد على لسانكم أكثر من مرة في هذا الصدد.

وأخيرا، فإننا كنا وسنبقى أبناء بارين للأردن، وجنودا أوفياء للوطن والقيادة، وإن كنا قد تسببنا في أي إساءة غير مقصودة لمن نحب ونحترم، فإننا نعتذر عنها، مؤكدين أن لا دور لنا في ما يعبر عنه ضيوف برامجنا من آراء، وأننا لا نهدف إلا إلى تمثيل الشارع الأردني بكل أطيافه وأصواته، دون أن نتبنى بالضرورة طروحات المتحدثين.

وصدق الله العظيم حين يقول: " وأن تعفوا وتغفروا هو أقرب للتقوى"، وحين يقول: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين."

رئيس مجلس إدارة جوسات الفضائية الأردنية
د. رياض الحروب