الحل .. الجميع على مائدة الملك
عمر كلاب
31-07-2012 03:49 PM
عمون - تصريحات السفير الامريكي الرمضانية حيال الاصلاح في الاردن وضرورة تدرّجه ونسبة الاسلاميين في الشارع، لم تخالف ما قاله نائب رئيس الوزراء الاسبق مروان المعشر، الذي قال في اخر زيارة له ان الادارة الامريكية ترى ان الواقع الاردني يريد اصلاحا تدريجيا، وان هذه المقولة الامريكية وجدت لدى الحكومة اذنا صاغية وقبولا طيبا.
بصرف النظر عن الامريكان الذين يرسمون عشرات السيناريوهات للحدث الواحد ويتعاملون مع الواقع لخدمة اهدافهم ونصرة مصالحهم، علينا معرفة مستوى التدريج المطلوب والبرنامج الزمني لهذا التدريج، وهل يمكن انتظار قاطرة الحكومة الاصلاحية كي تصل الى الشارع الاردني على مهلها، وهل سننهي الصوت الواحد على مراحل تبدأ بصوت وخُمس كما في القانون الحالي حسب الدلالة السياسية، في حين ان هناك 28 صوتا للناخب حسب الدلاة الرقمية؟ وهل يكفي رضى الادارة الامريكية ومباركتها للاصلاح ودرجاته كي تسترخي الحالة الداخلية، وهل نجحت حكومات عربية في الخروج من الازمة بعد تطبيق النصائح الامريكية؟ الاستماع الى النصائح الامريكية ومحاولة الاستكانة اليها رغم العلاقات الدافئة مع تيار الاسلام السياسي ليس كافيا ولا ضامنا، وموانة الادارة الامريكية على الحركة الاسلامية موانة قوية وقادرة على تعديل مواقفها او تليينها عبر اجراءات ومناورات سياسية، لكنها لن تمنح الراحة لباقي التكوينات السياسية -هذا على فرض صدق الامريكان- كما انها لن تكون مرضية لفعاليات شعبية لا علاقة لها بالسفارات والتوازنات الدولية ولا تنعكس هذه التوازنات على قرارها بمستوى الاصلاح المنشود.
نصائح الامريكان عادة ما تكون خادعة وخلال عقود من الاستماع لـ”نصائحهم” وصلت منظومة الامن العربي الى الحضيض وبات النظام العربي الرسمي خاويا وخاليا من دسمه وموانته، وتعودنا ان ينقلب الامريكان على نصائحهم وان يلحسوا وعودهم بأسهل ما يلحس صبي شقي قطعة “آيس كريم”، وما يجري الان في اوساط حكومية من راحة واستكانة لتصريحات السفير الامريكي تدعو للقلق، فنحن لا ننتظر شهادة حسن سلوك من السفير ولا يمكن ان ننسى ازدواجيته وبلاده في كل شؤوننا فلماذا ينضبط الان؟ ازمة الحكومة انها تتعلق باي بارقة، فإن قبلنا مثلا النسبة التي قالها السفير الامريكي عن الاسلاميين -35%- فهي حسمت الامر مع هذه الكتلة مؤكدة انها لن تستجدي الحوار من احد ولن ترضخ ولن تستسلم، ولكن في المقابل، ماذا فعلت الحكومة مع باقي الشعب -65%- هل خاطبتهم وتعاملت مع مطالبهم بليونة؟ فهؤلاء على الاقل الجمهور المستهدف للمشاركة في الخطوات الاصلاحية والبرامج الرسمية العامة، وهم من سيحاول جرّ الاخرين الى المشاركة، وما هي المشاريع السياسية المطروحة على النسبة المؤيدة وما هي طموحاتهم واين الحوار معهم ومع تكويناتهم؟ ثمة حالة رضى مقلقة في اوساط الحكومة بعد تصريحات السفير الامريكي في عمان، وثمة ما هو مقلق اكثر، غياب رؤية واضحة للحكومة لما بعد اعلان يوم الاقتراع من ردود فعل، فما تنقله الصورة عن الرئيس واسترخائه لا يبعث على الاطمئنان وانه قابل لحوار متكافئ، والامل معقود على التدخل الملكي مجددا، بأن يلتقي الملك على مائدة واحدة مع كل الاطراف، الاحزاب والحكومة والامن، ليجبرهم على حوار منتج وليحكم بنفسه على هواجس كل جهة ومدى احقيتها ومشروعيتها، لان الاستماع الى الاطراف على انفراد بات شكوى مشتركة يقدمها كل طرف ضد باقي الاطراف او تتبادلها فيما بينها، الحلول والرضى عنها من الداخل فقط ولا شهادة حسن سلوك خارجية يمكن ان تريح الحالة الداخلية.