facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




د. محمد المجالي : عسر اليسار أو انحسار اليسار


31-07-2012 02:28 PM

عمون - لقد تهافت اليسار وانكشف أمره، فهم في عسرة من أمرهم وحرج، هذا إن كان فيهم عرق ينبض بالحياء، فقوى اليسار أنى كانت وجهتها وقبلتها ومرجعياتها ومفاهيمها وأولوياتها وأدبياتها، قد انكشف أمرها وبان، واندحر شأنها وزال.

إي والله لقد صدق ربنا وهو يقول: "فعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم"، وحين نعلم أنه رب ضارة نافعة، فقد كشفت أحداث سوريا على وجه التحديد وجه اليسار القبيح المتلوّن حسب المصلحة، وعن هوية أشخاص لطالما كنا نظنهم منتمين لقومهم ولو بالمفهوم الجاهلي، في رفع الظلم ونصرة المظلوم، ولكن قومنا هؤلاء لا هم من الإسلام الذي يجعل المسلمين جسداً واحداً، بل يجعل الناس عموماً إخوة في الإنسانية يتبادلون مشاعر الحق الإنساني العام، ولا هم من الجاهلية ذات الأخلاق الحميدة في بعض شأنها، فلمن تنتمون أيها اليساريون؟
كيف يستقيم في العقل أن تخرجوا –على سبيل المثال- لتطالبوا بالإصلاح في الأردن، ويشتد بأسكم وتعلوا أصواتكم، وهذا حق لا أعترض عليه، ولكنكم تتلكؤون وتعمى أبصاركم عن الحقيقة في سوريا، فمن خرج لنفس خروجكم للإصلاح، بل إن مسوغات خروجهم أولى وأهم، حيث سحق الحق الإنساني، والكرامة الإنسانية، وتلك الهجمة على أصل الدين، فأولئك في نظركم تدفعهم قوى إمبريالية وتحركهم جهات خارجية!!

يا للعار والصَّغار، كيف تسوغون حراككم هنا وتنتقدونه هناك وهو أوْلى!؟ كيف تهون لكم رؤية تلك المجازر البشعة بحق الأبرياء؟ تمسحون عن فم الذئب الدماء، لتصوروه حملاً وديعاً، كيف خفي عليكم تاريخ ملطخ بالعار في وجه العروبة الحقيقية، يلين جانبه مع "يهود"، ويشتد بأسه مع العرب في لبنان، سواء كانوا فلسطينيين أم لبنانيين، وحين تقصفهم طائرات "إسرائيلية" فردة الفعل ضبط النفس، وحين يحتج مسالمون يقصفون بالدبابات والطائرات، وتستباح كل المحرمات!!

أنتم في عسرة من أمركم أيها اليساريون إذ انكشف أمركم وبانت حقيقتكم، فمن يلهث وراء دراهم معدودة لا يبالي بوطنه، ومن يسوّغ للظالم قتله الأبرياء وتدمير مدن على رؤوس أصحابها فلا يؤتمن على بلده وحرمة الإنسان فيه، كنت أظن القوميين والبعثيين أصحاب رسالة الحرية والارتقاء، وإذا بهم أصحاب مبادئ في العبودية والذل، حين تتعاطفون مع قتلة دجالين أسهموا طيلة قرن مضى في إذلال الشعوب واحتقار كرامتها، نحكم بذلك من خلال البلدان التي حكمت باسم البعث والقومية واليسار عموماً، حاضرتا الدولة الإسلامية الأموية والعباسية (سوريا والعراق)، وليبيا واليمن ومصر والجزائر، وثوّار فلسطين الذين باعوا القضية واشتروا الماركسية، كلهم أسهموا في تراجع الأمة وتذليل أهداف الاستعمار الثقافي والأخلاقي فيها، كم عانت الأمة منكم وتعاني.

ولكنها الصحوة العامة للأمة، حين ترى بصائرُها -لا أبصارها- حقيقة الموقف، فقد انتفضت الأمة وعرفت طريق حريتها وكرامتها، وشتان بين منهج السماء ومنهج الأرض! انكشفت آخرة ورقة توت لتظهر عورتكم للعامة، كما هي عورة الشيعة الذين أمدوا النظام الأرنبي بالشبيحة، ولقد سفك فرعون الدماء فقتل الأبناء واستحيى النساء، أما نظامكم الذي تعشقون وتدعمون وتساندون ومن معكم من شبيحة الشيعة، فيقتلون الأبناء ولا يستحيون النساء! فاق ظلمكم فرعون والصهاينة أنفسهم.
لا بد من وقفة للمراجعة والإنابة والتفكير، نعظكم بواحدة: أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا: ما بشعوب المسلمين من جنة، وما بصحوة الأمة من مصلحة إلا الحرية والكرامة الإنسانية، وكشف حقيقة طغاة هذا العصر، حين استعبدوا شعوبهم وأذلوهم وكانوا أداة رخيصة للاستعمار في تنفيذ أهدافه، فالزمان قد استدار، والمستقبل لعزة الشعوب العربية والإسلامية، ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريباً.


الدكتور محمد المجالي
عميد كلية الدراسات العليا- الجامعة الأردنية





  • 1 محاسن 31-07-2012 | 07:07 PM

    فشيت غلي الله يجزيك الخير، لكن للأمانة ليس كل القوميين هيك

  • 2 الكرك 01-08-2012 | 03:49 AM

    معك حق يا دكتور، القوميين فضحونا

  • 3 ليلى علي 01-08-2012 | 03:50 AM

    بعرف كثير قوميين وضعت اسماؤهم من ضمن ال 600 شخص اللي عزوا بشار وحقيقة امرهم انهم ما استشيروا، يعني في ناس منهم وفيهم بسيؤوا لبعض

  • 4 سياسي 01-08-2012 | 04:40 AM

    من يناصر القاتل فاشل لا محالة ، فالاخلاق قبل الفكر ، وهذا ما يقوله ماركس نفسه !

  • 5 ابو اصيل 01-08-2012 | 05:17 AM

    الله يعطيك الصحه والعافيه ويجازيك كل خير

  • 6 احمد 01-08-2012 | 09:36 AM

    دكتور قرات مقالك لكن انت اتهمت الجميع بدون مسوغ انا يساري ولكن لست مع بشار وكثير من اصدقائي يساريين وليسو مع بشار وافعاله ومع ثورة شعبه ضده ارجو منك عدم التعميم ونسبة كبيرة من اليساريين في الاردن مع الثورة السورية وضد بشار الاسد وهذا اتهام لا نقبله منك مع كل احترامي لشخصك

  • 7 غيث محانه 01-08-2012 | 09:58 AM

    نعتذر

  • 8 مع محاسن فشيت غلي 01-08-2012 | 10:08 AM

    نعم مع الكاتب ولكن ان تكون قوميا بحق اوان تحمل رسالة وفكر عروبي وقومي امر مختلف ولا يعب على الانسان ان يكون عروبيا" قوميا" وليس بالضرورة ان يكون مثل الاخرين من هم ينصرون اسيادهم ظالما ومظلوما" (بالمعنى السلبي)اعني ان الفكر القومي جميل ولكن الافراد منتفعون وباعوا انفسهم للشيطان
    كما ان اخرين يحسبون على الدين وهم يعرفون بالتقوى حتى تاتي هذه المواقف الحاسمة والحزامة من التاريخ ليختاروا فيختاروا وبئس ما اختاروا وهذا لا يعيب الدين والفكر الاسلامي وانما يعيبهم انفسهم

  • 9 مشاقبة 01-08-2012 | 11:03 AM

    وسيكشف الجميع عندنا وسيدفع الكل أخطاء أجدادنا إن لم نستدركها

    انا واثق من ذلك

  • 10 د احمد ملكاوي 01-08-2012 | 11:33 AM

    بورك الفكر والقلم أستاذي د محمد .... وضعت النقاط على الحروف وأجدت ... يلم قلمك ولسانك

  • 11 المحامي عمر العبيسات 02-08-2012 | 04:50 AM

    دكتور محمد
    لايقبل التعميم من شخص متعلم وواصل لدرجه علميه متقدمه ...........
    وكذلك لا يخفى على أي عاقل ما قدمه البعث للأمه العربيه من مشروع نهضوي شامل وليس كلم من يدعي البعثيه هو بعثي اما الموقف من النظام السوري فهو واضح جدا من خلال بيان حزب البعث العربي الإشتراكي والذي أعتقد بانك لم تكلف نفسك عناء الاطلاع عليه فنحن في حزب البعث كنا وسنبقى مع الشعوب في تحقيق أهدافها بالتحرر والإستقلال ولسنا معنيون بالدفاع عن أي نظام عربي وبذات الوقت نحن لسنا مع التدخل الأجنبي بالشان العربي ............

  • 12 تاجر 02-08-2012 | 04:22 PM

    لا أعرف هل هذه خطبة من اعتصام للسلفيين أو مقال؟؟!!


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :