حرية المرأة تحرير للرجل
هالني الهجوم "الفيسبوكي" المكثف الذي تعرض له منظمو سلسلة بشرية أقيمت قبل أسابيع ضد التمييز، وضد جرائم الشرف، وضد التحرش الجنسي، شارك فيها شباب وشابات.
وراعني تعمد البعض تحوير الشعارات المرفوعة، وإلصاق شتى التهم بالمشاركين، وسبهم وشتمهم، وشن هجوم شخصي عليهم، وصل إلى حد تهديد بعضهم وترويع آخرين.
أمر طبيعي أن يقف البعض ضد هذا النوع من التحرك، بسبب غياب الوعي الكلي الجمعي عندهم، ورفضهم تقبل الآخر، فكرا وحضورا وشعارات، فنحن حتى الآن لم نضع قدما باتجاه طريق دولتنا المدنية، الدولة التي تضمن للجميع حق التعبيرعن وجهة النظر والاختلاف مع الآخر بدون تهم وقذف وتحقير.
ولكن من غير الطبيعي أن يتحول هذا إلى هجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وتهديدات للقائمين على الفكرة، وتشويه صورة المشاركين، وتحوير الشعارات المرفوعة إلى شعارات بذيئة، تنم عن عقلية مسكونة برفض الآخر.
ماذا ارتكب أصحاب الفكرة، هل كفروا؟ من حقهم التعبير عن وجهة نظرهم، من حقهم قرع الجرس، من حقهم أن يقولوا إن المرأة نصف المجتمع قولا وفعلا، من حقهم أن يضعوا الدولة والحكومة أمام مسؤولياتها، من حقهم أن يقولوا للمجتمع كفى إهانة للمرأة، فهي إنسانة لها حقوق الذكر وعليها واجباته، فمن يطالب بالإنصاف لم يكفر، ومن يطالب بعدم تزويج الضحية من جلادها لم يكفر، من يقول أن لا شرف في الجريمة، لم يكفر، فلماذا كل هذا الهجوم عليهم وتحوير شعاراتهم لشعارات بذيئة تعبر عن طريقة تفكير بعض أولئك الرافضين للفكرة ولحق التعبير.
دعونا نعترف بوجود نصوص قانونية تكافئ المعتدين على الفتيات، ولذلك من حق البعض أن يعلي الصوت والعمل ضدها، مطالبا بالتعديل، بطرق سلمية حضارية توعوية.
ولماذا هذا التجييش ضد أولئك؟! لأنهم لامسوا وترا حساسا عند البعض؟ لأنهم قرعوا جرس إنذار بأهمية البحث عن دولتنا المدنية التي تسودها قيم القانون والعدالة، وتنتفي فيها قيم العشائرية والمناطقية، والجهوية والإقليمية؟ لأنهم وضعونا أمام الشمس فانكشفت بعض قوانينا البالية؟ لأنهم هزوا بعض أولئك المتلونين الذين يطالبون قولا بحقوق للمرأة، وهم في سواد أنفسهم يضمرون غير ذلك؟ لأنهم قرعوا الجرس فأشعرونا أننا لم نتقدم قيد أنملة حتى الآن في طريق الإصلاح؟ لأنهم قالوا لنا كفاكم عبارات إنشائية لا تسمن ولا تغني من جوع؟ نعم من أجل كل ذلك شن البعض هجوما لا يرحم على الفكرة.
أنا مع الفكرة، مع حقوق المرأة كاملة غير منقوصة، فلا إصلاح بدون دولة مدنية، ولا إصلاح بدون حرية تعبير، ولا إصلاح بدون قوانين عصرية، ولا إصلاح بدون تقبل الآخر والدفاع عن حقه في قول رأيه.
وأخيرا، فانه ليس من الممكن تغيير وضع المرأة تغييرا جذريا إلا إذا تم تغيير جميع الشروط الاجتماعية. وحرية الرجل تبدأ من خلال إيمانه بمنح المرأة حقوقها.
الألعاب الاولمبية.. كفانا مشاركة نريد إنجازا
منذ صغري وأنا أتابع الألعاب الأولمبية، واذكر أن أول العاب أولمبية تابعتها كانت أولمبياد موسكو، وكان سني وقتها 12 عاما، ومذاك وأنا أحرص على متابعة الاولمبياد، وأحيانا كنت أتمترس أمام شاشة التلفاز لأتابع مرور الوفود المشاركة، وخاصة الوفد الأردني.
منذ العاب موسكو، مرورا بألعاب لوس انجلوس، واتلانتا، وبرشلونة وسول، وسيدني، وأثينا، وبكين وأخيرا لندن، والكلمات التي يقولها المذيع لم تتغير، إن مشاركتنا في الألعاب الاوليمبية تأتي للمشاركة فقط. كفاك ترديد ذلك، وبالنسبة لي أريد مشاركة للإنجاز، وأريد أن أرى العلم الأردني مرفوعا في سارية الدول أصحاب الميداليات وليس على سارية الدول المشاركة فقط.
ماذا ينقصنا؟، الصومال واريتريا حققا ميداليات في الأولمبياد، لا أريد منافسة الصين وروسيا وأميركا في حجم الميداليات، ولكني أريد أن أزهو أمام أبنائي بميدالية واحدة فقط لا يفرق معدنها، فهل تحقق أولمبياد لندن الحلم، أم علينا الانتظار أربع سنوات مقبلة في البرازيل حيث الأولمبياد المقبل في ريو دي جانيرو.
jihad.mansi@alghad.jo
الغد