ثورة تنتصر .. ومعارضة تتآمر ..
سمير حجاوي
28-07-2012 04:25 PM
في الوقت الذي يقول فيه الجنرال روبرت مود الرئيس السابق لبعثة المراقبة الدولية في سوريا "إن سقوط حكومة بشار الأسد مسألة وقت"، وتشهد الثورة السورية بداية انشقاق الدبلوماسيين والسفراء عن النظام البعثي الإرهابي، وتحاصر كتائب الأسد الاجرامية المدن السورية وترتكب المجازر والمذابح، يخرج علينا مجموعة ممن يسمون انفسهم "معارضة " بنداء من اجل انقاذ نظام الأسد من السقوط تحت اسم "نداء روما من اجل سوريا"، لا يتطرق لسقوط الأسد أو تسليم السلطة، ولا يطالب بحكومة انتقالية، أو سحب جيش بشار الأسد، وإعادته إلى ثكناته وإخراجه من المدن، ويطالب بان تكون الامم المتحدة هي الطرف الدولي الوحيد المسؤول عن جهود تنسيق اغاثة السوريين، مما يعني استبعاد جامعة الدولة العربية ويطالب الجيش السوري الحر بوقف "العنف" والقاء السلاح، ويرفض المساعدات المالية والعسكرية التي تقدمها قطر والسعودية للشعب السوري، ويدعو إلى "عملية سياسية تؤدي إلى سوريا سلمية آمنة وديمقراطية، ومفاوضات لا تستثني أحداً تستكمل بمصالحة وطنية أصيلة تستند إلى قواعد العدالة والإنصاف"،
هذا البيان الذي وقعه هيثم مناع، وميشيل كيلو، وفاير سارة، وسمير عيطة، ورجاء الناصر، وعبد العزيز الخير، وحسين العودات، وفائق حويجة، وعقاب أبو سويد، وأمل نصر، وعبد السلام أحمد، ورياض درار، وصدى حمزة، وأنس جودة، وأيهم حداد، وعلي رحمون، وريم تركماني، هو بمثابة اطلاق الرصاص على الثورة السورية من الظهر.
مشكلة الشعب والسوري وثورته، انها منكوبة بنظام الأسد المجرم، والمعارضة التي تمارس "الخسة السياسية" وتتآمر عليه وعلى تطلعاته ومستقبله ومطالبة بالحرية والعدالة والكرامة، ويعرف السوريون حق المعرف ان " مقاولي المعارضة" لا يستطيعون تعبئة "حمولة باص"، ولا وجود لهم في الشارع، ولا قدرة لهم على التأثير الميداني، وأنهم يلعبون على اوتار "التوازنات الدولية والإقليمية"، وكظواهر صوتية على بعض الفضائيات هنا وهناك، وكجزء من ادوات "الاستثمار السياسي" لبعض الرعاة، روسيا وإيران والأقليات التي لا تريد "ديمقراطية حقيقة" في سوريا تعيد الحكم للشعب السوري وأغلبيته المسلمة.. اذن ماذا يروج هؤلاء "المعارضون"؟
معارضة الحل العسكري لأنه "يحتجز الشعب السوري رهينة دون حل سياسي"، والدعوة إلى "وقف العنف ودعم النضال السياسي السلمي والمقاومة المدنية وعقد اللقاءات والحوارات والمؤتمرات داخل سوريا"، والدعوة إلى "مفاوضات شاملة تستكمل بمصالحة وطنية تستند إلى قواعد العدالة والانصاف".
لم يقل هؤلاء "المعارضون" لماذا لم يستطيعوا اقناع نظام الأسد الارهابي بوقف جرائمه وقتله للمدنيين الأبرياء ولماذا لم يقنعوه بوقف حصار المدن واستباحتها وارتكاب اكثر من 350 مجزرة، ولماذا لم يردعوه عن قصف المدن بالطائرات المقاتلة والدبابات والمدفعية وحرق المزارع وتدمير البنية الاقتصادية للشعب السوري؟
هؤلاء "المعارضون" إلا يمثلون شيئا في الشارع لكنهم يتآمرون على الشعب السوري وثورته ولاحباط مساعيه لنيل الحرية والانعتاق من ربقة الاستبداد والطغيان وحكم الطائفة والحزب الواحد والعائلة والعصابة المافياوية، وقد انكشف امرهم وسقط القناع عن وجوههم.
القاء السلاح.. وقف العنف .. مصالحة تقود الى انقاذ الأسد .. حجز مكان للنظام البعثي .. استبعاد العرب .. تدويل الحل .. وضع كل الاوراق السورية في يد روسيا وإيران .. وقف الثورة السورية .. هذه هي العناصر الاساسية لخطة " مقاولي المعارضة " و"ادوات الاستثمار السياسي الروسي والايراني في سوريا"، وهي عناصر تعني بقاء نظام الأسد في المشهد السوري بعد كل ما ارتكبه من مجازر، وضمان عدم قيام اي نظام حكم يعطي السلطة للاغلبية المسلمة في سوريا، وضمان استمرار حكم الاقليات.
هذه المعادلة لن يكتب لها النجاح، فالجيش السوري الحر، وهو ليس مليشيا مسلحة، بل جنود نظاميين انشقوا عن النظام ومؤسسته العسكرية، يرسم الحل بقوة السلاح على الارض، والقوى السياسية الفاعلة على الارض وعلى راسها "الاخوان المسلمين" اختاروا الرد على نظام الأسد الارهابي بالطريقة التي يفهمها، وهم الذين يملكون القواعد الحقيقية الفاعلة على الأرض، اما الظواهر الصوتية "لمقاولي المعارضة" فستذهب هباء كالزبد.
الثورة السورية تتعرض إلى هجوم كاسح من نظام الأسد المجرم، وتتعرض للطعن من الخلف من "مقاولي وسماسرة المعارضة"، ورغم ذلك فان الشعب السوري ينتصر بإذن الله، مهما اشتد الخطب وتكالب الاعداء والمنافقين من معارضي "الطابور الخامس".
hijjawis@yahoo.com