عمون – محمد الخوالدة - يرى كثيرون هنا في محافظة الكرك أن موسم رمضان الحالي هو أكثر المواسم الرمضانية التي مرت على المحافظة تراجعا في حركة الاسوق وتباطؤا في القوة الشرائية فيها .

يقول محمد محمود (ابو احمد): "لاتغركم حركة السيارات التي تملأ الاسواق فهم شباب متفرجون او باصات كيا تبحث عن ركاب لالتقاطهم في غفلة من رجال السير والمرور .

واضاف ابو احمد: اتجول يومياً في اسواق وسط مدينة الكرك باعتبارها مركز التسوق الرئيسي لعموم محافظة الكرك فلا ارى تلك الحركة المعهودة في اسواق المدينة في المواسم الرمضانية السابقة " مضيفا "اعتدنا في مواسم رمضان السابقة أن يكون دوار صلاح الدين الايوبي وسط مدينة الكرك بؤرة نشاط مابين بائعين ومشترين ومارة يتفحصون الاشياء بحثا عن هذه السلعة او تلك او لربما بحثا عن الجودة او رخص الاسعار ، اضافة إلى مئات السيارات ، اما في رمضان الحالي فقال ابو احمد لقد غاب هذا المشهد رغم اننا في الاسبوع الأول من الشهر الكريم ، وفيما استلم الموظفون والعاملون في القطاعين العام والخاص رواتبهم واجورهم فان ذلك لم يغير من الواقع شيئا ذا بال"، ولم يربط احمد الرواشدة كما هو المعتاد بين هذا الوضع وبين ماكان يقال عن تاكل مداخيل المواطنين ومحدوديتها وثباتها في مقابل الارتفاع الحاد والمتفاوت في اسعار السلع والخدمات ، مشيرا إلى أن هذا بات مرتبطا بتعاظم النمط الاستهلاكي في اوساط المواطنين وحتى من الشرائح الاقل دخلا الذين قد يستدينون ثمن لقمة عيشهم ، مقابل التوفير لشراء سيارة حتى لو كانت متهالكة والهدف هنا كما قال الرواشدة هو التباهي والاخذ بالمظاهر الاجتماعية ، " وتابع" لايفكر صاحبنا المتلهف على السيارة بمدى صلاحيتها حتى لاتتسبب له كما هو حاصل بمتاعب مالية لحاجتها لصيانة شبه دائمة ناهيك عن مصروفها من المحروقات وغيرها فالتجوال فيها كما قال احمد بدون حاجة في أكثر الاحيان ، مذكرا في هذا المقام بالهواتف الخلوية وقال "باتت أكثر اسرنا تتباهى بكمية حيازتها من الاجهزة الخلوية فحتى الاطفال في مرحلة الدراسة الاساسية الأولى يحملون هواتف خلوية " و"تابع" مع ذلك نشكور الطفر.."، ويضيف محمد الضمور" ليس السيارات فقط ، فقد بتنا نتباهى في كل شيء حتى في الماكل والملبس والاثاث وتجهيزات المنازل ، كل ذلك قال الضمور يكون على حساب لقمة العيش ، لان ناسنا متمسكون بالمثل الشعبي القائل "لاقي صاحبك جيعانه ولاتلاقيه عريان" ، أي بمعنى أن المظهر هو مايحسه الناس اما الجوع فلا احد يعلم انك جائع أن لاقيته ، ويعتبر الضمور هذا المثل يرسخ في مجتمعنا ثقافة الاستهلاك على حساب العطاء والانتاج عندما نربط ذلك بارتفاع ظاهرة البطالة المرتبطة في الكثير من جوانبها بقضية "ثقافة العيب " التي لازال شبابنا مصرا على تبنيها حتى لو ادت به إلى الهاوية ".
ويبدو أن تراجع اداء الاسواق التجارية في محافظة الكرك في شهر رمضان طال كافة المهن التجارية من بائع الخضار لتاجر البقالة للقصاب لبائع الدواجن والحلويات والاجبان والالبان ، يقول هاني طبازه صاحب معمل حلويات "حتى القطايف الماكول الاكثر شهرة في مواسم رمضان لم تعد بذات الوضع في رمضان الحالي ، واضاف رغم رخص اسعار القطايف وغيرها من الحلويات فان الاقبال عليها في حدوده الدنيا "، اما احمد عيسى تاجر خضار فقال "حركة ميته وغالبا ماتبقى اكوام اخضار متراكمه لدينا" ، اما القصاب عادل فقال " هناك حركة لكنها لم ترق إلى الحد المامول ، خاصة وان سعر كيلو اللحوم هو اثنا عشر دينارا "، واعتبر ذلك سببا في تراجع القوى الشرائية، حماده المصري قال "أن سعر كيلوغرام لحوم الدواجن زاد عن 180 قرشا وهذا بالنسبة للمواطنين سعر مرتفع ، ولاقبل لاكثر الناس به"، تاجر البان محمد الطراونه قال " استبشرنا خيرا بحركة السوق في رمضان فقمنا بتزويد محالنا باصناف الاجبان والالبان والمخللات وغير ذلك من لزوميات وجبات السحور ، لكن قال الطراونه الحركة الشرائية ضعيفة ، بل انها كانت افضل وفق قوله في ايام قبل رمضان ، والمخابز تشكو ، قال صاحب المخبز احمد " لم نعد نشهد تلك اللمة وذلك العراك على ابواب المخابز خاصة في الساعات القليلة التي تسبق الافطار ، واضاف الحركة عادية وكاننا لسنا في شهر رمضان ".