مناف طلاس : لا أبحث عن سلطة ويدي لم تتلطخ بدم السوريين
26-07-2012 01:08 PM
اشتباكات في حلب لليوم السابع على التوالي
عمون - نفى العميد السوري المنشق مناف طلاس أن يكون طامعا في إدارة سورية ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد ، وأكد أن هدفه هو إعادة الأمن والاستقرار إلى بلاده.
وقال طلاس في حوار مطول مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الخميس: "أنا لا أبحث عن السلطة ، أنا أبحث عن الأمن والاستقرار لسورية ، وإذا أتيح لي أن أشارك كأي مواطن عادي في العودة لبناء سورية، فأنا جاهز".
وأضاف: "أعي أن هذه المرحلة صعبة ، ومن الصعب أن يتحمل شخص واحد المسؤولية في هذه المرحلة ، فالمفروض أن يتولى فريق من الداخل والخارج التعاون لإنجاز هذه المرحلة ، أما أنا فلم أخرج لأداء أي دور.. إنما خرجت لأنني كنت رافضا المشاركة في الحل الأمني".
العميد طلاس هو نجل العماد مصطفى طلاس ، الذي لازم الأسد الأب واستمر في رئاسة وزارة الدفاع طوال حكمه في الفترة 1972-2004. وكان مناف الصديق المقرب لباسل الأسد النجل الأكبر لحافظ الأسد والذي كان مرشحا لوراثة حكم سورية عن والده لولا أنه توفي عام 1994 ، لتذهب التركة إلى النجل الثاني بشار الأسد بما فيها صداقة مناف طلاس.
وتحدث مناف طلاس عن أنه وجه نصائح للأسد مفادها أن الحل الأمني غير ذي جدوى ، وقال :"قمت بطرح ذلك ، لكن في القضايا السياسية كان هناك صعوبات ، وكما تعلم ففي الصداقة يحدث أن تنصح صديقا لعدة مرات ثم تجد أنك غير قادر على التأثير ، فتقرر الابتعاد لعل أن يكون لبعدك نوع من التأثير .. حاولت جاهدا ، لكن كان هناك فريق آخر يعمل في اتجاه معاكس.. كنت أتمنى أنه أصغى لي".
ورأى أن فرص بقاء الأسد في السلطة باتت تصعب كثيرا ، وقال :"بقاؤه في السلطة بعد كل هذه الأعداد من القتلى يعني أن الاحتمالات باتت ضعيفة".
وأكد أن يديه لم تتلطخ يوما بدم السوريين ، وقال :"أنا من بداية الأزمة امتنعت عن المشاركة ، وتحديدا من لحظة أن تحولت المعالجة إلى معالجة عنيفة ، ويدي ليست ملطخة بالدم ، ولا أقبل أن يسجل التاريخ يوما أن تكون يدي ملطخة بالدماء ، فأنا أحاسب نفسي قبل أن يحاسبني التاريخ".
وقال: "منذ بداية الأزمة كنت مختلفا مع النظام على طريقة معالجة الأزمة ، ونأيت بنفسي لفترة زمنية ثم أصبح هناك أخطاء كثيرة في طريقة معالجة الأزمة ، ولم يكن لي رأي وقرار في هذا ، لذلك فقد فضلت الخروج".
وعما يثار بشأن مشاركة قيادات أمنية إيرانية في عملية إدارة الأزمة بسورية ، قال :"لم أر شيئا ، لكن سمعت من أشخاص".
وقال إنه يعتزم التواصل مع المجلس الوطني السوري والجيش الحر ، وقال: "سأتواصل مع كل شريف يريد بناء سورية ، سواء كان المجلس الوطني أو الجيش الحر أو إن كان في الداخل أو الشرفاء وإن كانوا في داخل النظام".
اشتباكات في حلب لليوم السابع على التوالي..
و تستمر الاشتباكات الخميس في بعض احياء مدينة حلب في شمال سوريا بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية، بينما افيد صباحا عن تجدد الاشتباكات في حي مخيم اليرموك في دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
وكانت اعمال العنف اوقعت الاربعاء في مناطق مختلفة من سوريا 143 قتيلا هم 75 مدنيا و41 عنصرا من قوات النظام و27 مقاتلا معارضا.
وقال المرصد في بيان صباح الخميس ان "اشتباكات وقعت في حي المحافظة في مدينة حلب، فيما سقطت قذائف على حيي المشهد والشيخ بكر اسفرت عن مقتل طفلة واصابة سبعة اشخاص بجروح".
وكان القصف تركز مساء الاربعاء على حي صلاح الدين، فيما وقعت اشتباكات في حي طريق الباب.
وذكر المرصد ان مواطنا قتل مساء داخل منزله في مدينة حلب برصاص الامن. ونقل عن ناشطين انه تم العثور على ادوية داخل المنزل، مضيفا ان "الامن اعتبر انه ينظم مشفى ميدانيا".
ورغم التوتر الامني واستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة من الطرفين الى المدينة، خرجت مساء "تظاهرات حاشدة في احياء الفرقان والاشرفية وحلب الجديدة تنادي بإسقاط النظام ورحيل رئيسه بشار الاسد"، بحسب المرصد.
وقتل 15 مواطنا بينهم امرأة وطفل جراء القصف على حلب الاربعاء، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى مقتل ثلاثة مقاتلين معارضين في اشتباكات قرب مخفر الكلاسة في المدينة "الذي سيطر عليه الثوار واحرقوه".
كما تعرضت مدن وبلدات الباب والابزمو وحيان وبيانون في ريف حلب لقصف مدفعي مصدره القوات النظامية، بحسب المرصد.
في دمشق التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها بشكل شبه كامل، تسجل اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجا اليها المقاتلون المعارضون.
وذكرت لجان التنسيق المحلية صباح الخميس ان "اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر وجيش النظام في حي مخيم اليرموك".
واكد المرصد سماع "اصوات انفجارات في شارع 30 في المخيم يعتقد انه تفجير عبوات ناسفة باليات للقوات النظامية".
وقال احد سكان المخيم لوكالة فرانس برس ان "الاشتباكات اندلعت الساعة السابعة صباحا (4,00 ت غ) بعد ليلة هادئة"، مشيرا الى استخدام "قذائف الار بي جي والرشاشات الثقيلة فيها".
من جهة ثانية، افاد المرصد عن العثور على 14 جثة مجهولة الهوية في حي القابون الذي دخلت اليه القوات السورية اخيرا "قتلوا قبل ايام خلال العمليات العسكرية في الحي".
في محافظة دير الزور (شرق)، قتل مواطنان بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس، احدهم برصاص قناص عند دوار التموين في مدينة دير الزور، وآخر في مدينة الميادين برصاص حاجز امني.
في مدينة حماة (وسط)، قتل مواطنان اثر اطلاق رصاص على سيارتهما في حي القصور بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس. وقتل شاب اثر اصابته برصاص قناص فجرا في حي طريق حلب.
ووقعت الاربعاء اشتباكات استمرت ساعات في حي العسالي في جنوب العاصمة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، في وقت تعرض حي الحجر الاسود (جنوب) لقصف عنيف استخدمت فيه المروحيات طوال اليوم، بحسب المرصد وناشطين.
وافادت لجان التنسيق المحلية مساء عن سقوط قذائف هاون على حي التضامن (جنوب).
وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" الاربعاء عن تأجيل الامتحانات في عدد من الجامعات في سوريا، خصوصا في دمشق وحلب، الى اجل غير مسمى.
وطالبت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته الاربعاء الجيش السوري النظامي والمقاتلين المعارضين في سوريا بوقف "الاعدامات التعسفية"، مؤكدة ان وتيرة هذه الاعدامات تتصاعد.
وفي ظل استمرار تصاعد وتيرة العنف، غادر نصف اعضاء بعثة المراقبة الدولية دمشق بسبب عجزهم عن القيام بمهام مراقبة وقف اطلاق نار لم يدخل بتاتا حيز التنفيذ منذ اعلانه في نيسان/ابريل.
واعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات السلام هيرفيه لادسو الموجود في دمشق ان تخفيض عدد افراد بعثة المراقبة يعني تقليصا في المهام الموكلة اليها.
ووصل الى دمشق القائد الجديد لبعثة المراقبين الجنرال باباكار غاي الذي عبر عن امله في ان "تتغلب الحكمة، وان يظهر الضوء في آخر النفق".
من البوسنة، وجه بان كي مون نداء "الى العالم اجمع: لا تتأخروا، اتحدوا، تحركوا. تحركوا الان لوقف المجزرة في سوريا".
وراى ان ان المعلومات التي تصل من سوريا تؤكد ان البلد ينزلق "الى الحرب الاهلية بوتيرة متسارعة".
واكد مصدر قريب من السلطات السورية الاربعاء خبر انشقاق القائمة باعمال السفارة السورية في قبرص لمياء الحريري عن النظام السوري، رافضا تأكيد انشقاق زوجها السفير السوري في الامارات العربية عبد اللطيف الدباغ الذي اعلنته قناة "الجزيرة" التلفزيونية الفضائية.
دبلوماسيا، اعتبر البيت الابيض الاربعاء ان استخدام النظام السوري للمروحيات القتالية يظهر "مدى انحطاطه"، منددا بالهجوم المستمر على مدينة حلب في شمال سوريا.
وقال المتحدث الرئاسي الاميركي جاي كارني "هناك هجوم على حلب في سوريا. تقول المعلومات ان حكومة (الرئيس بشار) الاسد تستخدم مروحيات وطائرات ودبابات لشن هجمات بغيضة على السوريين وعلى مدنيين عزل. اننا ندين ذلك".
وقال ان ايام النظام السوري باتت "معدودة"، معلقا على انشقاق القائمة باعمال السفارة السورية في قبرص والسفير السوري في الامارات.
وكان البيت الابيض اعلن الاربعاء ان احد مستشاري الرئيس باراك اوباما اجرى في بداية الاسبوع محادثات "بناءة" مع مسؤولين صينين كبار في بكين، تناولت خصوصا سوريا وايران وكوريا الشمالية.
ووصل الاربعاء الى طهران وفد اقتصادي سوري كبير يتراسه نائب رئيس الوزراء عمر غلاونجي ويضم خمسة وزراء، وسيجري محادثات لتعزيز التعاون بين البلدين، وفق ما افادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
في موسكو، دانت وزارة الخارجية العقوبات الاخيرة التي اقرها الاتحاد الاوروبي على سوريا وتنص على تعزيز اجراءات حظر الاسلحة التي تنقلها السفن والطائرات، معتبرة انها تشكل "حصارا".
وفي نيويورك، اعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان بلاده مستعدة لتنظيم اتصالات في موسكو بين النظام السوري والمعارضة بهدف تسهيل اجراء "حوار بين الاطراف السوريين".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دان موقف الولايات المتحدة من المعارضة السورية معتبرا انه "تبرير للارهاب"، متهما واشنطن بعدم ادانة الاعتداء الذي اودى بحياة اربعة مسؤولين امنيين في دمشق في 18 تموز/يوليو.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الاربعاء ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد قدم "ضمانات اكيدة" لروسيا بان الاسلحة الكيميائية مخزنة في امان تام، محذرا دمشق من خطر وقوع هذه الاسلحة "في ايدي المعارضة المسلحة".
وكان النظام السوري اقر الاثنين للمرة الاولى بامتلاك اسلحة كيميائية مؤكدا انه لن يستخدمها الا في حال تعرضه اعتداء خارجي.
وحذرت دول غربية واسرائيل النظام من مغبة اللجوء الى هذه الاسلحة.
والاربعاء اعلن السفير السعودي لدى الامم المتحدة ان بلاده تعد مشروع قرار دولي جديد لعرضه على الجمعية العامة للامم المتحدة يتناول تهديدات الحكومة السورية باستخدام اسلحتها الكيميائية.
وتاتي هذه المبادرة السعودية الجديدة بعد فشل محاولة غربية الاسبوع الماضي في استصدار قرار في مجلس الامن الدولي يهدد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بفرض عقوبات بعد استخدام روسيا والصين حقهما في النقض (الفيتو).
وقال السفير السعودي عبد الله المعلمي للصحافيين ان مشروع القرار سيرسل خلال الايام المقبلة معربا عن امله في التصويت عليه "مطلع الاسبوع المقبل على الارجح".
من جهته اعرب وزير الخارجية الكندي عن قلقه لناحية الاسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري وبشان الناشطين "المتطرفين" الاجانب الذين يصلون الى هذا البلد، معربا عن استعداد بلاده لزيادة مساعدتها الانسانية لسوريا.
وجاء كلام الوزير جون بيرد بعد لقاء في اوتاوا مع ممثلين عن المجلس الوطني السوري المعارض والمجلس الكندي السوري والمرسل اليسوعي باولو دال اوغليو الذي طردته الحكومة السورية بعد توجيهه انتقادات اليها.
واعرب الوزير الكندي عن قلقه لامتلاك دمشق اسلحة كيميائية، ولناحية امن هذه الاسلحة قبل وبعد السقوط المحتمل للنظام.
وبعد ايام من سيطرة مقاتلين معارضين على بعض المعابر الحدودية مع تركيا، اغلقت تركيا معابرها مع سوريا اعتبارا من الاربعاء "لاسباب امنية"، بحسب ما اكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية.
الا ان المسؤول اوضح ان القرار لن يؤثر على دخول اللاجئين السوريين.
ووصل الثلاثاء ضابطان سوريان برتبة لواء الى تركيا بعد انشقاقهما عن الجيش السوري، ليرتفع الى 27 عدد الضباط السوريين المنشقين في تركيا.
في برلين، تعكف مجموعة من خمسين معارضا سوريا على اعداد دستور جديد لسوريا استعدادا لمرحلة ما بعد نظام الرئيس بشار الاسد، وفق ما اعلنت الاربعاء مؤسسة علوم وسياسة التي تقدم اليهم المساعدة.
وتضم المجموعة ضباطا سابقين وخبراء اقتصاديين وقانونيين وممثلين لمختلف المكونات الدينية في سوريا.وكالات.