ما قصة الحياد السويسري .. ؟ بقلم: فهد عامر الأحمدي
25-07-2012 11:41 PM
قامت في أوروبا عشرات الحروب الطاحنة، وغزا (نابليون) و(هتلر) معظم بلدان القارة، وأحرقت الحربان العالميتان معظم الدول... ومع ذلك لم يعتدِ أحد على سويسرا وظلّت لخمسمائة عام واحة سلام وسط جحيم ملتهب... وهذه الأيام يتكتل العالم في أحلاف اقتصادية وسياسية وعسكرية ومع هذا ترفض سويسرا الانضمام لأي حلف أو منظمة عالمية بما في ذلك الإتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة..!!؟؟
هذه العُزلـة والحياديـة الصارمـة تُذكرنا مباشـرة بـ "بروتوكولات حكماء صهيون" التي تتحدث عن "مكان آمن" يحمي ثرواتهم من الحروب التي يُشـعلونها بأنفسـهم... "مكان آمن" ويعمل في نفـس الوقت على اسـتقطاب ثروات العالم بحيث يصبح لقمـة سـائغـة في فم اليهود متى ما قامت ثورتهم العالميـة!!
في كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" يتحدث (وليام جاي) عن دور اليهود في ظهور (نابليون) و(هتلر)... وفي نفس الوقت سعيهم لعدم الاعتداء على سويسرا، وفي كتاب "حكومة العالم الخفية" يشرح (شيريب فيتش) كيف أن يهود العالم استثنوا سويسرا من مخططهم لإثارة الفوضى والحروب لحماية أموالهم داخلها
وإكسابها سمعة "الملاذ الآمن" لاستقطاب أموال (الجوييم) ـ وهو الاسم الذي يُطلق على كل من هو غير يهودي..!!
ورغم اعترافي بأن الفرضيـة تبدو خياليـة إلا أن الواقع يتوافق معها على الدوام؛ فسـويسـرا كانت ومازالت الوجهـة المفضلـة للثروات المهربـة منذ القرن السـادس عشـر... ومنذ 400 عام والثروات تتراكم فيها ـ ما بين أرصدة مجهولـة ـ وأموال مسـروقـة ـ وثروات لم يعد يُطالب بها أحد...!!
وعامل الجذب الأسـاسـي في سـويسـرا هو الحياد والسـريـة؛ فالسـويسـريون اتخذوا مبدأ الحياد منذ عام 1515 بعد هزيمتهم النكراء من الجيـش الفرنسـي، وحينها وضعوا دسـتوراً للحياد يرفض الميل مع هذا الجانب أو ذاك ولا حتى بإبداء الرأي أو التعاطف مع أحد...!!! هل سـمعت مثلاً عن رأي سـويسـرا بخصوص احتلال العراق.. أو حصار غزة.. أو حتى تفجيرات نيويورك..!!؟؟
وحتى اليوم ماتزال سويسرا ترفض الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)... أضف لهذا فسويسرا لم توقع أي معاهدة لتسليم المجرمين أو تبادل المعلومات الأمنية مع أي دولة... وهو ما يجعلها بمثابة "جنة" لطُغاة العالم الثالث..!!
أما الأغرب من هذا كله فهو أن سويسرا لا تملك حتى جيشاً من شأنه استفزاز الآخرين، بل تملك فقط قوة دفاع مدنية وعدداً هائلاً من إتفاقيات عدم الاعتداء... أما عامل الجذب الاقتصادي الذي ساهم بالفعل في بناء سمعة سويسرا "كملاذٍ آمنٍ" فهو قانون السرية المصرفية الذي يصعب اختراقه؛ فالقانون السويسري يمنع الإطلاع أو إفشاء أي معلومات مصرفية لأي سبب وحجة... أضف لهذا أن البنوك هناك تتعامل بنظام مشفر يزيد عمره الآن عن مئتي عام لا يُتيح حتى للموظفين معرفة أصحاب الحسابات التي يتعاملون معها... وفوق هذا كله يملك العميل حرية إيداع ثرواته بأسماء مستعارة او استبدال الاسماء بارقام سرية لا يعرفها غيره...!!!
وإذا أضفنا لكل هذا خمسمائة عام من المصداقية والحرفية المصرفية نفهم كيف أصبحت سويسرا "ملاذاً آمناً" للأثرياء والطُغاة واللصوص من شتى أنحاء العالم..!!
والآن حاولوا أن تحسـبوا معي نتائج كل هذا على مدى خمسـة قرون: فرغم أن الحياد والسـريـة هما ما يُميزان النظام السـويسـري إلا أنهما أيضاً قد يعملان على حجز الثروات في سـويسـرا إلى الأبد..؛ فحين يموت أحد العُملاء ـ مثل صدام حسـين أو شـاه إيران مثلاً ـ قد تمنع السـريـة المصرفيـة والحياديـة الصارمـة من عودة الأرصدة إلى مصادرها الأصليـة...!!!
فبعد هزيمة ألمانيا مثلاً بقيت فيها الى اليوم ثروات منسية لقادة المان قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية حتى يومنا هذا...! كما تُعيق الميزة السويسرية في الحياد والسرية إعادة الملايين التي نهبها (ماركوس) من الفيليبين و(سيسيسيكو) من زائير و(أباشا) من نيجيريا وزعماء الإنقلابات العسكرية في العالم العربي وأمريكا اللاتينية، وفي المحصلـة.. تُشـكل اليوم الثروات المجهولـة والمنسـيـة جزءً كبيراً من رصيد سـويسـرا العام، الأمر الذي انعكـس على المواطن السـويسـري الذي يتمتع بأعلى مسـتوى من الرفاهيـة ورغد العيـش على حسـاب الآخرين..!!
ولا بد من الإشـارة هنا إلى حادثـة إسـتثنائيـة وحيدة قد تُفسـر علاقـة المنظمات الصهيونيـة بالجهاز المصرفي في سـويسـرا؛ فبضغطٍ من اللوبي اليهودي الأمريكي اعترفت سـويسـرا ولأول مرة بوجود أرصدة مجهولـة تخص يهود قُتلوا في الحرب العالميـة الثانيـة، وقبل عشـرة أعوام وافقت، ليـس فقط على إعادة تلك الأموال، بل والفوائد المتراكمـة عليها منذ 1940...!!!
السؤال الموازي هو:
كم يبلغ حالياً حجم الثروات المنسية لغير اليهود في البنوك السويسرية.. وكم وصلت فوائدها حتى اليوم..!!؟؟
الجواب تجدونه في (البروتوكول) السادس والخامس عشر لحكماء صهيون..!!