مواطنون ينتجون من داخل السجون
25-07-2012 03:37 PM
عمون - انطلاقا من مأثور القول "أن تضيء شمعة خير من ان تلعن الظلام" استطاعت ادارة الامن العام ممثلة بإدارة مراكز الاصلاح والتأهيل ترجمة الخطط الى نجاح عملي ملموس باستغلال طاقات وإمكانات النزلاء داخل اسوار السجون.
يؤكد مدير ادارة مراكز الاصلاح العميد هاني المجالي في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن نجاح ادارة مراكز الاصلاح تحقق بجهود ذاتية وبإرادة وتصميم كثير من نزلاء مراكز الاصلاح ورغبة منهم لإثبات وجودهم وهم داخل اسوار "السجون"، فجاء تنظيم الإدارة بازارا خاصا لعرض منتجات ومشغولات نزلاء مراكز الاصلاح كفعالية رئيسة من فعاليات مهرجان جرش.
وبين أن بداية النجاح كانت فكرة تحولت فيما بعد الى استراتيجية قلبت موازين المفهوم العقابي الى مفاهيم تأهيلية واندماج بالمجتمع تبدأ داخل مركز الاصلاح وتنتهي ببرامج لاحقة تساعد النزيل على البدء بحياة صالحة داخل المجتمع.
وقال المجالي ان هذا البازار ليس خطوة جديدة وانما سبقتها تجارب عدة سابقا حققت نجاحا ملموسا دفعت بإدارة مراكز الاصلاح بالتوسع فيها تنفيذا لخطة الامن العام بتطبيق برامج التأهيل ومن ثم التشغيل للنزيل اثناء فترة محكوميته.
واوضح أن فكرة البازار تدور حول قيام ادارة مراكز الاصلاح بتوفير المواد الخام والمشاغل اللازمة وفقا لرغبة اي نزيل اصبح قادرا على الانتاج بعد تدريبه على المهنة التي يرغب، ومن ثم تقوم الادارة بعرض تلك المنتجات امام الجمهور وضمن بازار يتم تنظيمه بمختلف الفعليات الوطنية ليتم بيعها باسم منتجيها النزلاء.
وأشار المجالي الى ان الارباح تعود مباشرة الى النزيل منتج السلعة، ما يمنح النزيل الثقة بالنفس بأنه عنصر فاعل ومنتج داخل المركز لتنعكس على حياته ايجابيا بعد خروجه.
ونوه الى ان عرض مقدرات النزلاء امام المجتمع الخارجي هي بداية لخطة متكاملة لإدماج النزيل اجتماعيا ، وتقبله بالتالي كعنصر فاعل يستطيع البدء بحياة جديدة منتجة وفاعلة، مبينا ان ذلك يؤكد بان النزيل هو انسان ارتكب خطأ ولا يمكن الحكم عليه بالسلبية طوال حياته بسبب هذا الخطأ.
واكد ان هم ادارة مراكز الاصلاح حاليا هو تحقيق الشق الثاني من البرامج التأهيلية والتشغيلية وهو الانتقال الى برامج الرعاية اللاحقة،معتبرا انه الاهم حساسية بالنسبة للأمن العام اذ يعتمد عليه تحقيق فكرة التقبل الاجتماعي للنزيل كعنصر فاعل ومنتج، مشددا على اهمية تكامل الادوار مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية بتحقيق هذا البرنامج.
وكشف عن مشروع طموح للأمن العام سينفذ بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي لتعميم وتوسيع دائرة التحول من المفاهيم العقابية الى مفاهيم تأهيلية وتشغيلية وتحقيق برامج الرعاية اللاحقة بشكل عام وادماج النزلاء بالمجتمع وهم داخل المراكز الاصلاحية ليتمكنوا من البدء بحياة طبيعية آمنة حال خروجهم.
وبين أن المشغولات والمنتجات المعروضة في البازار الذي افتتح مساء الاثنين الماضي في المركز الثقافي الملكي هي من اشغال نزلاء عدة مراكز اصلاحية.
ويشتمل البازار الذي يستمر بفتح ابوابه بعد الافطار حتى الاحد المقبل على مشغولات مختلفة من الاعمال اليدوية والتقليدية والخزفية والمنحوتات الخشبية والنجارة والحياكة واعمال الخرز، بأسعار رمزية تباع مباشرة للجمهور.