الحبيب والزبيب! (مقال منع من النشر)
حلمي الأسمر
12-02-2007 02:00 AM
اختصر الزميل الذي وضع العنوان الرئيس لصحيفة العرب اليوم يوم أمس كل القصة بكلمات قليلة: الفلسطينيون يتصدون للاحتلال والعرب يلجأون لمجلس الامن!وبين التصدي واللجوء لمجلس الأمن، يؤكد آفي ديشتر وزير الامن الداخلي الإسرائيلي: ليس من سبب للاذعان لحملة تشنها حفنة من المتطرفين في الحركة الاسلامية"، مبشرا بأن الاعمال "ستستمر لاكثر من عام لانه حتى الان نحن في مرحلة التنقيب عن الاثار في الموقع قبل بدء اعمال البناء"!!
ترى هل القصة مختصرة فقط في "حفنة متطرفين" في الحركة الإسلامية؟ ألم ير ديشتر احتجاجا حقيقيا ومواجهة فعلية إلا من أولئك النفر فحسب؟
إلى متى يستمر مسلسل إفلاس النظام العربي الرسمي؟ والأقصى أليس له إلا صدور أهله العارية، والمتعاطفين معه خارج فلسطين، عبر مظاهرة أو صراخ أو شعار؟
قبل أيام سمعنا من مسؤول كبير في الحكومة الأردنية أنها وضعت برنامجا للتصدي للإعتداءات الإسرائيلية يتناسب مع حجم الأذى المتحقق وانتظرنا! وطال الانتظار، هل هناك تقصير إعلامي في تسويق الاجراءات الحكومية في التصدي؟ أم أنه لا يوجد شيء غير الرفض اللفظي وتسجيل الاحتجاجات، والرسائل الغاضبة أو اللائمة؟ لا ندري على وجه التحديد، إلا أننا نشعر أن هناك تقصيرا كبيرا جدا، لا يتناسب مع حجم الشراسة اليهودية، فالمقدسات الإسلامية والمسيحية وفق معاهدة وادي عربة (البند التاسع) تحت الرعاية الأردنية الرسمية، وموظفو الأوقاف يأخذون رواتبهم من خزينة الدولة الأردنية، ومع ذلك لا نلمس أن موقفنا في الأردن مما يجري على مستوى الحدث!
المتصدون الوحيدون بشكل فعلي وعملي للاعتداء الاسرائيلي هم المواطنون الفلسطينيون، سواء كانوا من أهالي القدس أو الأراضي المحتلة عام 1948 أو الضقة الغربية!
ليس صحيحا أن خيارات الأردن في مواجهة الاعتداء الاسرائيلي على الأقصى محصورة ضمن الاحتجاج واللجوء لكونداليسا رايس، وإرسال مذكرات الغضب إلى الخارجية الإسرائيلية، هناك علاقة دافئة رسمية بين عمان وتل أبيب، وعلى الأخيرة أن تشعر أن هذه العلاقة لا يمكن أن تبقى بهذا الدفء رغم كل شيء، فالحبيب فقط ضربه زبيب، أما العدو فضربه مؤذ ومدمر، وإسرائيل لم تزل عدوا ليس للأردن الشعبي فقط، بل للرسمي أيضا، و"الحرج" الذي تسببه للأردن الرسمي من الواضح أنها لا تراعي فيه لا مشاعر ولا مصالح، ولا معنى لمعاهدة وادي عربة ولا لغيرها إن لم يتم تفعيلها في مثل هذه الظروف تحديدا!
لا أحد يطلب أن نشن حربا على إسرائيل، ولكن لدى الأردن من أدوات التأثير ما يكفي لوقف العدوان على الأقصى، إلا إذا كانت الحكومة تنتظر هدم المسجد كي تستعمل أدوات التصعيد الاحتياطية المدخرة، ولكن بعد فوات الأوان!
al-asmar@maktoob.com