فات أوان التدخل لحماية الكيمياوي السوري
24-07-2012 03:53 PM
عمون - يرى الخبير العسكري اللواء المتقاعد الطيار مأمون أبو نوار أنه فات الأوان من اجل التدخل لحماية الكيمياوي السوري.
وكتب الخبير أبو نوار وجهة نظره في مقالة خص بها "عمون" تاليا نصها :
هنالك قلق كبير متزايد من قبل امريكا واسرائيل والدول الغربية حول الترسانة الكيماوية السورية الأكبر في الشرق الأوسط, وخاصه في حالة انهيار النظام بشكل مفاجئ. سوريا واحدة من الدول القليلة التي لم توقع على اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية 1992. عدد كبير من هذه الأسلحة الكيميائية السارين القاتل ومركبات غاز الخردل، وكذلك غاز الأعصاب ، موجود في مناطق النزاع الحالية، مثل حمص وحماة واللاذقية وحلب وشمال غرب دمشق قاعدة السفير ، كما يمتلك مستودعين اثنين للتخزين في مدينتي خان أبو الشامات والفرقلس. بعض المصادر افادت بانه تم نقل بعض هذه الترسانة الى 39 موقعا جديدا وتستطيع سوريا استخدام هذه الذخائر بواسطة القنابل الجوية وقذائف المدفعية والهاون والصواريخ الباليستيه المجهزة برؤوس كيماوية.
قوات النخبة العلوية الأكثر ولاء للأسد تقوم في مهام حراسة تلك المنشآت، وتزداد مخاوف أمريكا وحلفائها بشأن أمن تلك الترسانة من الاستيلاء عليها من قبل حزب الله وتنظيم القاعدة والثوار وخاصة مع تقلص المساحات التي يسيطر عليها النظام السوري الان . فقدان السيطرة على هذه الترسانة تكون ايضا معرضه لعمليات النهب والسرقة او ارسالها إلى حلفاء سوريا مثل حزب الله. في مواجهة مثل هذه المخاوف قامت امريكا وحلفاؤها إلى وضع خطط لتأمين هذه الترسانة في حالة انهيار النظام او نقلها الى حزب الله واصدار تحذيرات شديدة اللهجة ان تتحمل سوريا مسؤوليتها بعدم استخدامها.
لم يسبق ان واجهه العالم مثل هذا الوضع الذى ليس له مثيل أبدا بأن يمتلك بلد أسلحة الدمار الشامل وهو في حرب شرسة داخليه وحسب تقرير من البنتاغون تحتاج مهمة تامين وحماية هذه الترسانة الى 75 الف من القوات البريه في ظروف شديدة التقلب ومواجهة مقاومة مسلحة ستكون الاخطر وشاقة للغاية.
السيناريوهات العسكرية الحالية لا تتضمن نشر جنود في أي من سوريا أو الأردن، وأن المساعدات الأمريكية تقتصر على تقديم دعم جوي لنقل القوات الأردنية للحدود، وتقديم معلومات استخباراتية عما يحدث في الجانب السوري من الحدود، وكيفية التعامل مع تدفق أفواج من اللاجئين والتصدي لتهريب الأسلحة وهذا كله مطلوب للمحافظة على امننا الوطني .
لكن ما يقلق هو تبنى سيناريو متطرف يتضمن نقل قوة أردنية صغيرة إلى داخل سوريا لحماية بعض منشآت ومواقع هذه الاسلحة . مثل هذه القوة يجب ان تكون قادره عن الدفاع عن نفسها ضد اى هجوم ويجب ان تكون ايضا قادرة على العمل في بيئة ملوثه وفى ضوء حرب اهليه طائفيه وعمليات تطهير وانتقام لا نعرف مصدرها ولن تستطيع اية جهة استخباريه مهما كانت مصادرها توقع ما الذى سوف يحدث في هذه البيئة الخطيرة. عمل التقادير العسكرية اللازمة سيكون حاسما" في قرار ارسال هذه القوة ولا اتوقع ان يقوم الاردن بأرسال هذه القوة الى دولة تمزقها الحرب وصراع داخلى مستعر ومن المحتمل استمرارها خلال هذا النظام وما بعده لفترة طويله من الزمن.
اتوقع ان الوقت متأخرا" الان للتدخل سوريا اصبحت دوله تمتلك اسلحة الدمار الشامل وسوف يتم التعامل معها على هذا الاساس وبغض النظر من في الحكم فهي تمتلك مئات الاطنان وموزعة بشكل مدروس بناء على أسوء الاحتمالات بحيث لن يتم القضاء عليها بسهوله وقسم من هذه الاسلحة كما افادت بعض التقارير جاءت من العراق قبل حرب الخليج حيث تم نقلها بمئات القوافل البريه ورحلات طيران تعدت 80 رحلة اشرف على ذلك جنرال روسي لمحو اى اثر روسي في بناء هذه المنظومة .
هناك مخاطر متعددة وسيناريوهات محتملة كثيره لكن لا أرى حاليا ان النظام سيقوم باستخدام الأسلحة الكيماوية بل سوف يزيد من استخدامه للمدفعية الثقيلة والطائرات العامودية والدبابات بشكل كثيف مع عمليات تطهير واسعه قبل ان يلجا الى استخدام الاسلحه كيماويه ومن الصعب التكهن ماذا سوف يكون القرار لكن لنأخذ الخيار الاسوأ اذا شعر النظام انه قارب على الهاوية هل من الممكن ان يقوم بهذا العمل ضد المعارضة المسلحة في محاوله لترويعهم ولحملهم على الخضوع .
احتمال اخر ان تقع هذه الاسلحه في الأيدي الخطأ، سواء كانوا من الميليشيات العديمة الخبرة، أو من المتطرفين الاسلاميين، أو حزب الله والمنظمات الارهابية . هل سيقوم هؤلاء باستخدام هذه الاسلحة ولو بشكل محدود لتأجيج الموقف وبالتالي زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها، عندها ربما ان يؤدى هذا العمل الى استضافة تدخل عسكري . السؤال هنا هل سيقوم النظام باستخدام رؤوس حربية كيماوية على أعدائه المجاورين، تركيا واسرائيل واستبعد هنا ان يتم استخدامها نحو الاردن . مثل هكذا سيناريو محتمل ايضا لكنه سيؤدى الى حرب اقليميه .
سيناريو نقل النظام لأسلحته الكيميائية إلى حزب الله في لبنان اذا لم تكن تمتلكها الان سيناريو محتمل ستفقد اسرائيل عقلها باعتبارها تتعارض مع قوة اسرائيل النووية وقدراتها كوسيلة الردع الأخيرة لها. اعتقد ان اسرائيل ستقوم بضرب هذه القوافل بالطائرات ومن ثم سوف تقوم بضربات جوية مدمرة على مداخل المستودعات والملاجئ مخابئ الاسلحة الكيماوية ومن ثم اسقاط قنابل عنقوديه عليها لتصبح كحقل الغام وهذا سوف يقلل من فرص وتهريب هذه الاسلحة بدفنها داخل مستودعاتها وهذا جنون هنالك مخاطرة من تعريض المدنيين للخطر بان تنطلق بعض لعوامل الكيماوية في الهواء وتسرب بعضها سيقتل الاف اضافة ان مثل هذه العمليات تحتاج لتدمير الدفاعات الجوية السورية والاشتباكات معها لفترة ليست بسيطة نظرا لتحسين المنظومة الدفاعية السورية. اتوقع ان يقوم حزب الله وسوريا بالرد على اسرائيل وسيؤدى هذا السيناريو الى التصعيد وجر المنطقة لحرب اقليميه مع ذلك فانه احتمال ضعيف.
يبدو انه ليس امام الغرب من خيار الا الاحتواء والردع في الوقت الحالي ومن خلال روسيا والصين لإفهام سوريا والضغط عليها بعدم استخدام هذه الاسلحة في اى صراع مستقبلي واخذ الضمانات منها على ذلك وان يتم الاتصال بالجيش الحر لحماية هذه الترسانة وهو امر ضروري. حيث يتواجد بعض الضباط المنشقين الذين كانوا مشرفين على هذه الترسانة ومنهم رتب عسكريه عالية وهذا امر ضروري للتعامل مع هذا المخزون وكأولويه للمحافظة عليها وحمايتها. الكل يدرك تماما سواء النظام أو الجيش الحر قيمة هذا السلاح كورقة مساومة مع اسرائيل وخاصة حول مرتفعات الجولان وكسلاح ردع حيث يعتبر من اسلحة الدمار الشامل وفي هذا السياق هل سنشهد تدمير هذه الترسانه في وقت لاحق من قبل مفتشى هئية الامم وكما حدث في ليبا والعراق.
مأمون أبونوار
لواء طيار متقاعد