في الوقت الذي اظهر فيه الملك والامير علي تعاطفهما واسفهما على ما حصل للايتام المعتصمين على الدوار الرابع فندت وزارة التنمية الاجتماعية مطالب هؤلاء الايتام وقالت ان هؤلاء عبارة عن فئة تريد ابتزاز الحكومة بمبالغ نقدية واشارت في تفنيدها ان هؤلاء حصلوا على معونات من الوزارة رغم انهم ليسوا بحاجة لها حسب بيان الوزارة.
وعلى هذا الاساس قامت الوزارة بفضحهم بالاسم بالمساعدات التي حصلوا عليها وما حصل عليه الايتام من مساعدات لا يتجاوز الخمسين الف دينار وفق للارقام التي نشرت من خلال البيان.
قامت وزارة التنمية من خلال بيانها بتقزيم مطالب الايتام ومعها حق لاننا في الاردن دائما نكون ضد الطرف الضعيف ونحرمه من حقوقه ونصر على حرمانه لنظهر الجبروت ه والقوة عليه واعتقد ان زمن التجبر على الناس قد ولى يا وزير التنمية الاجتماعية وان لم تكن عانيت من هذا فان غالبية ابناء الشعب عانوا من تجبر الغير عليهم وما نعانيه من فساد مستشري ما هو الا نوع صارخ ممن اكلوا اموال الشعب.
مطالب الايتام اساسها البحث عن الهوية في وطن يتنعم فيه الكل بالهوية وهنا نعني الرقم الوطني .. يا وزير التنمية ان هؤلاء بلا هوية ومن هو بلا هوية يتم التعامل معه على انه ليس مواطن ولا يوجد له وطن ايضا فهم يبحثون عن ذاتهم من خلال وطنهم وعندما يتحقق لهم ذلك يحق لك يا وزير التنمية ان تقول انهم ليسوا ايتاما فعدم وجود الهوية "يتم" بما تعنيه الكلمة من معنى وانتم في الحكومة تساهمون بان يكون اليتيم يتيما مرتين عندما وجد نفسه بلا اهل وعندما يجد نفسه بلا وطن وهو يعيش في وطن.
هؤلاء الايتام يريدون ان يكونوا مثلهم مثل اي مواطن او مسؤول اردنيون بالهوية لا اردنيون بفتات ترميه لهم وزارة التنمية الاجتماعية وتعيرهم بهم "عيب" كل العيب ان تقدم مساعدة لانسان وتقوم "بتعييره" فمن يساعد عليه ان لا تعرف يده اليسرى ما قدمت يده اليمنى هكذا هو ديننا الحنيف.
يريدون ان يجدوا الوظائف والاعمال يريدون ان يدرسوا في الجامعات يريدون ان يكون لهم تأمين صحي فهم يطالبون بهذه الحقوق وبالهوية التي هي اهم لهم ولا يريدون السفر بجواز السفر كما يحلو لوزارة التنمية التعقيب على ذلك بل يريدون هوية ليشاركوا في انتخابات نزيهة ان وجدت.
نعم ان من يبلغ الثامنة عشرة من عمره ليس يتيما صحيح يا وزير التنمية الاجتماعية لكن عندما يكون مواطنا مكتمل المواطنة وليس منقوصا منها وعندما تتكفل حكومته بتوفير كافة مستلزمات الحياة له فاليتيم يا وزير التنمية لا يوجد له ارث كما هم الكثيرين من ابناء الشعب واعتقد ان من حقه ان يكون له بيت يؤويه لانه يمثل حالة صارخة من القهر والحرمان.
عيب عليكم ان تعيروهم بحقوق يجب ان تمنح لهم وباكثر منها فهم احق الناس في وطن وجد الفاسدون فيه مراتع لهم ونموا ثرواتهم على حساب جميع فئات الشعب الاردني والايتام ومجهولي النسب جزء من هذا الشعب المنهوب فابحثوا عن عيوب فسادكم قبل ان تنشروا عيوبا هي حقوق مهظومة والهوية اساسها.
لهم الحق ان يطالبوا بحق اللجوء طالما هم فاقدون هويتهم.
لايزال الايتام يطالبون وهم يفترشون الارض ويلتحفون السماءوياملون ان تبقى ارضهم وسماءهم اردنية.