يبدو أن الحكومة لديها مشاكل في السمع .. فالحراك الشعبي يطالب بإصلاح ( النظام ) ، بالمقابل تقوم هي بإصلاح ( الدوار ) !
لغاية الآن تم " تشييك " دوارين في العاصمة عمان مما يدل على أن الحكومة انتقلت من مرحلة ( التشكيك ) إلى مرحلة ( التشييك ) في تعاملها مع الاحتجاجات الشعبية .
وتهدف الحكومة من وراء ذلك إلى منع المحتجين من الاعتداء على الشارع العام، وعدم إعاقة حركة المرور عليه ..
إذا : " أجت والله جابها " .. فالحكومة تعيش الآن نشوة ( التشييك )، ومثلما استطاعت منع (المحتجين ) من الاعتداء على الشارع العام .. تستطيع إذا منع ( المتنفذين ) من الاعتداء على أراضي الخزينة !
وأصبحت الحكومة مطالبة بالاستمرار في نهج ( التشييك )، وعدم التوقف إلا بعد استعادة الأراضي المنهوبة كافة و( تشييكها ) للصالح العام ..
ولا مانع من إجراء تعديل حكومي بصورة عاجلة ، فالمرحلة المقبلة تستوجب وجود وزراء يحملون أدوات ( لحام ) لا حقائب كلها ( أوهام ) !
عندما تستشعر الدول بوجود أزمات طارئة تكاد تعصف بها تلجأ إلى تشكيل إما حكومة ( إنقاذ ) ،أو حكومة ( طوارئ )، أو حكومة ( انتقالية ) للخروج من الأزمة .
وبما أننا في الأردن لا نعاني إلا من ( أزمة نهب ) فإننا لسنا بحاجة إلى تلك الحكومات .. فقط يكفينا وجود حكومة ( تشييك ) تتوفر لديها إرادة وطنية حرة في استعادة و( تشييك ) ما تم " نهبه " لتعبر بنا إلى بر الأمان .
يرى كثير من المحللين أن حكومة ( التشييك ) إذا ما قطعت شوطا كبيرا في " تشييك " الآلاف الدونمات المنهوبة .. فإنها بالمقابل ستكون أيضا قادرة على ( تشييك ) المعارضة وإجبارها على المشاركة في الانتخابات القادمة ..
ففي عالم السياسة لا يدع ( التشييك ) أي مجال للمعارضة ( للتشكيك ) !
إذا توقفت الحكومة في " التشييك " عند ( الدوار ) فهي إذا سلامة تسلمك .. فالأصل أن يكون لدى الحكومة عقل تستخدمه في( الحوار ) لا أن تضع عقلها بعقل
( دوار ) ؟!
salehabuarab@yahoo.com
العرب اليوم