العرب يعرضون على الرئيس السوري مخرجا آمنا مقابل الاسراع في التنحي
23-07-2012 04:48 AM
عمون - توافق وزراء الخارجية العرب اثر اجتماعهم في الدوحة فجر الاثنين على عرض مخرج آمن على الرئيس السوري مقابل تنحيه بسرعة عن الحكم، وذلك على وقع تواصل العمليات العسكرية في مناطق سورية عدة وخصوصا في مدينتي دمشق وحلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين.
واعلنت الدول العربية ايضا انها ستطلب للمرة الاولى من المعارضة السورية والجيش الحر تشكيل حكومة انتقالية.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم للصحافيين على هامش اجتماع الدوحة "هناك توافق على تنحي الرئيس السوري (بشار الاسد) مقابل خروج آمن ... ما طلب اليوم هو التنحي السريع مقابل الخروج الآمن من السلطة".
واضاف ان المجتمعين اتفقوا على "دعوة المعارضة والجيش الحر لعمل حكومة وحدة وطنية" مشيرا الى انها "اول مرة نتحدث عن هذا في الجامعة العربية".
الى ذلك، اشار الشيخ حمد الى ان الاجتماع الوزاري اقر مبلغ مئة مليون دولار للاجئين السوريين، من خلال الجامعة العربية.
وكرر دعوة الرئيس السوري لاتخاذ "خطوة شجاعة" بحيث "ينقذ بلده وشعبه ويوقف هذا الدم بشكل منظم".
واعتبر ان الرئيس السوري "يستطيع ان يوقف التدمير والقتل بخطوة شجاعة، هي خطوة شجاعة وليست هروبا".
ولفت المسؤول القطري الى ان دولة عربية واحدة لم يسمها تعترض على هذا الطرح العربي للاسد.
واستضافت الدوحة مساء الاحد اجتماعا للجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية برئاسة الشيخ حمد تلاه اجتماع موسع لمجلس وزراء الخارجية العرب.
الى ذلك، كرر المسؤول القطري الدعوة الى تطوير مهمة المبعوث الدولي العربي كوفي انان للازمة السورية لتصبح متمحورة حول ادارة عملية انتقال السلطة.
وقال في هذا السياق ان "مبادرة كوفي انان لم تطبق ويجب ان نطور مهمة كوفي انان التي يجب ان تكون الان في ترتيب الانتقال السلمي للسلطة".
من جانبه، شدد البيت الابيض الاحد على ان النظام السوري مسؤول عن امن الاسلحة الكيميائية التي يملكها، معتبرا ان عدم حماية هذه الاسلحة يستدعي محاسبة الافراد داخل نظام بشار الاسد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان "الولايات المتحدة تراقب من كثب المعدات الحساسة في سوريا وبينها الاسلحة الكيميائية (...) ونعتقد ان الحكومة السورية لا تزال تسيطر على الاسلحة الكيميائية السورية".
لكنه تدارك "انطلاقا من تصاعد العنف في سوريا واتساع نطاق الهجمات التي يشنها النظام على شعبه، نظل قلقين جدا على مصير تلك الاسلحة".
وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك حذر في وقت سابق من ان اسرائيل لن تسمح بانتقال اسلحة كيميائية سورية الى حزب الله اللبناني، حليف نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال باراك "لا يمكن ان تقبل دولة اسرائيل نقل اسلحة متطورة من سوريا الى لبنان".
وفي حصيلة شملت اسبوعا من المعارك النادرة العنف قتل 1261 شخصا في سوريا منذ مساء الاحد الماضي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "منذ بدء معارك دمشق الاحد الماضي، سقط 1261 قتيلا في كل انحاء البلاد هم 931 مدنيا و299 من عناصر الجيش والامن السوريين و31 جنديا منشقا"، موضحا ان عدد المدنيين يشمل المواطنين العاديين الذين حملوا السلاح ضد النظام".
واكد المجلس الوطني السوري المعارض الاحد ان المعارك التي بدأت قبل اسبوع في دمشق وحلب "خطوة حاسمة" تؤسس لمرحلة "مضي النظام الى نهايته المحتومة"، مؤكدا دعمه للجيش السوري الحر، ومحذرا من "جولة من العنف الدموي" و"مخاطر المرحلة الاخيرة".
في المقابل، اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر هاشمي الاحد ان الوضع "هادىء" في سوريا حيث يحاول الجيش استعادة السيطرة على بعض الاحياء في دمشق وحلب.
ومع تزايد اعداد اللاجئين السوريين باتجاه الدول المجاورة وخصوصا الاردن اعلنت الحكومة الاردنية اثر اجتماع الاحد انها ستتخذ كل الاجراءات اللازمة على حدودها مع سوريا من اجل "الحفاظ على الامن الوطني من اي اختراقات".
وعززت تركيا الاحد قواتها المنتشرة على الحدود مع سوريا عبر ارسال بطاريات صواريخ ارض-جو وناقلات جند الى ماردين في جنوب شرق البلاد، بحسب ما نقلت وكالة الاناضول التركية للانباء.
وقال المصدر نفسه ان قطارا يجر عربات محملة ببطاريات الصواريخ المضادة للطائرات وناقلات الجند وصل الى محطة ماردين للقطارات التي احيطت باجراءات امنية مشددة.
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان حصيلة اعمال العنف في سوريا الاحد ارتفعت الى 123 قتيلا في مناطق مختلفة هم 59 مدنيا و27 مقاتلا معارضا وثلاثة منشقين و34 جنديا نظاميا على الاقل.
وكان الاعلام الرسمي السوري اعلن ان قوات النظام سيطرت على حي القابون في دمشق وقامت ب"تطهيره من فلول الارهابيين".
وذكرت وكالة الانباء الرسمية السورية "سانا" ان "الاجهزة المختصة لاحقت فلول الارهابيين في برزة البلد في دمشق والبساتين المحيطة بها وأوقعت خسائر فادحة في صفوفهم بين قتيل وجريح والقت القبض على عدد من الارهابيين، واستسلم منهم العشرات".
وبث التلفزيون السوري صورا عن اقتحام بساتين الرازي في المزة، واصفا العملية ب"النوعية والسريعة". وظهر عدد كبير من الجنود في الصور يطلقون النار وهم يدخلون بساتين. وقال احدهم للتلفزيون "جئنا الى منطقة المزة تلبية لنداء المواطنين لمكافحة الارهابيين الذين تم القضاء عليهم".
واظهر التلفزيون صور بطاقات لمن سماهم "ارهابيين" تشير الى انهم اردنيون ومصريون.
واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان القوات النظامية "تسيطر في الواقع على الشوارع الرئيسية في الاحياء التي دخلت اليها، بينما لا تزال هناك مواجهات في عدد من حارات الاحياء".
واشار المرصد في بيان الى استمرار "الحملة العسكرية والامنية في منطقة السيدة زينب (ضاحية دمشق) التي نزح الكثير من اهلها بينما لا تزال منطقة الذيابية المجاورة لها تتعرض للقصف منذ خمسة ايام.
في هذا الوقت، تدور اشتباكات في احياء الصاخور وصلاح الدين والميريديان في مدينة حلب التي اندلعت فيها المعارك قبل ثلاثة ايام، وفي محيط مقر قيادة الشرطة وحي هنانو وطريق الباب وارض الحمرا وجبل بدرو وطريق المطار والشيخ خضر، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر ناشطون ان الجيش السوري الحر سيطر على اجزاء من هذه الاحياء.
واعلن الجيش الحر الاحد بدء معركة "تحرير حلب"، طالبا من جميع عناصر الجيش الحر في كل المحافظة "الزحف الى المدينة".
من جانبهم، افاد ناشطون عن عمليات عسكرية تخللتها اقتحامات وحملات قصف مدفعي ومن المروحيات واعتقالات واشتباكات في مناطق عدة في ريف حلب (شمال) وريف حماة (وسط) ومدينة حمص وريفها وخصوصا تلبيسة والرستن والقصير (وسط) وريف دمشق وريف درعا (جنوب) وريف ادلب (شمال غرب) وريف اللاذقية (غرب) حيث افادت الهيئة العامة للثورة عن "قصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ على جبل الاكراد".
ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات ميدانيا، بسبب تردي الوضع الامني وصعوبة وصول الصحافيين الى اماكن القتال.
واعلن المرصد الاحد ان 19 الفا و106 اشخاص غالبيتهم من المدنيين قتلوا في اعمال عنف في سوريا منذ بدء الاضطرابات في البلاد في منتصف آذار/مارس 2011.وكالات.(ا ف ب).