عمون – محمد العكور - لم يتوقع المتهم الثلاثيني والذي يواجه عقوبة الوضع بالاشغال الشاقة المؤقتة لمدة عشرة سنوات ان ما تركه في مسرح جريمة السرقة التي ارتكبها في منزل شخص عراقي بمنطقة عبدون سيكشف امره بعد ان فرّ من الموقع عندما اطلق النار على صاحب المنزل قاصدا قتله.

المتهم كان يضع على وجهه ورأسه "جوارب" نسائية عند تنفيذ جريمته بهدف اخفاء معالم وجهه ولكنه خلعها والقاها في مسرح الجريمة عندما تعارك معه صاحب المنزل بعد ان كشف امره.

افراد ادارة المختبرات والادلة الجريمة في مديرية الامن العام اسفرت جهودهم عن كشف هوية المتهم بعد ان تم تحريز "الجوارب" النسائية التي كان يضعها على وجهه ورأسه لحظة تنفيذ جريمته وعلى الفور تم تحديد موقعه من قبل الشرطة والقبض عليه احالته للقضاء.

محكمة الجنايات الكبرى بدورها قضت اخيرا بوضع المتهم بالاشغال الشاقة المؤقتة عشرة سنوات بعد تجريمه بجناية الشروع التام بالقتل تنفيذاً لجناية وتسهيلا للفرار.

العقوبة تم تخفيضها من عشرين سنة اشغال شاقة نظراً لاسقاط الحق الشخصي والذي تعتبره المحكمة سبباً مخففا تقديرياً، إذ اضافت المحكمة عشرة سنوات بالاضافة الى العشرة سنوات الاصلية لتصبح العقوبة الوضع بالاشغال الشاقة عشرين سنة نظرا لان المتهم مكرر بالمعني القانوني وذلك لارتكابه لهذا الجرم قبل انقضاء مدة عشرة سنوات على ارتكابه لتلك الجناية الصادرة بحقه مؤخرا.

القضية تتلخص تفاصيلها وفق ما وجدتها المحكمة وقنعت بها بأن المشتكي (المجني عليه) عراقي الجنسية يقيم في مدينة عمان وتحديدا في منطقة عبدون الشمالي، والمتهم الثلاثيني هو من ارباب السوابق في قضايا السرقات وغيرها.

وفي السادس والعشرين من حزيران لعام 2010 غادر المجني عليه منزله في تمام السادسة مساءاً للقاء احد اصدقائه، ولدى عودته للمنزل بحدود الساعة الثامنة من ذات اليوم، وضع المفتاح في باب الشقة من اجل فتحها إذ تفاجأ بفتح الباب من الداخل وبالمتهم يخرج مسرعا الى الخارج وكان يغطي وجهه ورأسه "بجوارب" نسائية لاخفاء معالم وجهه وكان يحمل بيده اكياس ويخرج بها من الشقة.

المجني عليه الذي تفاجأ بالحادثة امسك بالمتهم وتعارك معه من اجل محاولة القبض عليه، إذ سقطت الاكياس التي كانت بحوزة المتهم وتكشفت المسروقات وهي عبارة عن مصوغات ذهبية، واثناء العراك تمكن المجني عليه من ازالة الغطاء عن وجه المتهم، والذي اخرج مسدسا كان بحوزته واطلق عيار ناري باتجاه المجني عليه من اجل قتله لتمكينه من الفرار من المكان بعد ارتكاب جريمة السرقة، الا انه لم يتمكن من اصابته بسبب عدم دقته في التصويب اذ اصابت الرصاصة باب شقة المجني عليه وترك المتهم المسروقات ولاذ بالفرار من مسرح الجريمة ولم يقم الجني عليه بمحاولة الامساك به خوفا من اطلاق عيار ناري آخر عليه، غير ان المجني عليه لم يستطع اللحاق بالمتهم خوفا على المسروقات التي سقطت على الارض.

علمت الشرطة بالواقعة وحضروا الى المكان وقاموا بإجراء اللازم وتم تحريز "الجوارب" من مسرح جريمة السرقة وبعد فحصها بادارة المختبرات والادلة الجريمة تبين بان الخلايا الطلائية المستخلصة عنها تعود للمتهم حيث قبض عليه وضبط بحوزته المسدس وتبين بانه من مكرر بالمعني القانوني وجرت الملاحقة القانونية.