قتال شرس يهز العاصمة السورية دمشق وحلب
22-07-2012 02:47 PM
عمون - (رويترز) - قال شهود إن قوات من المعارضة السورية اشتبكت مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد قرب قاعدة المخابرات الرئيسية في مدينة حلب بشمال سوريا اليوم الأحد في الوقت الذي قصفت فيه طائرات هليكوبتر عسكرية عددا من الأحياء في دمشق في محاولة لطرد المعارضين.
وذكر سكان ونشطاء من المعارضة أن قتالا اندلع في أجزاء أخرى في حلب في حين تستعيد قوات الأسد فيما يبدو أجزاء في العاصمة دمشق وأخرجت مقاتلي المعارضة من حي المزة.
وأضافوا أن الفرقة الرابعة تحاصر حي برزة في شمال دمشق.
النظام السوري يخسر امنيا واقتصاديا بفقدانه معبر البوكمال (زاوية)
تاريخ الإنشاء: الاحد 22 يوليو 2012 12:15
مزود الخدمة: Wires AFP-Arabic-Text
الكلمات: 669
العراق/سوريا/امن/اقتصاد/عنف،متوقع
بقلم محمد علي حريصي
معبر القائم الحدودي (العراق) 22-7-2012 (ا ف ب) -
تلقى النظام السوري ضربة موجعة بخسارته السيطرة على معبر البوكمال الحدودي مع العراق نظرا لاهمية هذا المنفذ على الصعيدين الامني والاقتصادي.
وسيطرت المعارضة السورية المسلحة الجمعة على المعبر الذي يفصل مدينة القائم العراقية (340 كلم غرب بغداد) عن مدينة البوكمال السورية.
وحاولت القوات النظامية استعادة هذاالمعبر عبر قصف مكثف، لكن من دون جدوى.
ويقول استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل لوكالة فرانس برس ان "معبر البوكمال يعد معبرا حيويا بالنسبة لسوريا التي تحتاجه اكثر من العراق، ربما للحركة التجارية مع جارها".
ويرى ان "هذا الوضع سيؤدي الى تعزيز موقف المعارضة ويضعف في المقابل موقف الحكومة السورية التي كانت تسعى لمواصلة السيطرة على المعبر بهدف منع وصول اي تعزيزات للمعارضة".
وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 حركة احتجاجية تطالب باسقاط النظام. وقد واجهها النظام بقمع شرس وتحولت شيئا فشيئا الى نزاع مسلح شامل. وسقط منذ اندلاع الانتفاضة في سوريا اكثر من 19 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتشترك سوريا مع العراق بحدود تمتد بطول حوالى 600 كلم يقع اكثر من نصفها تقريبا في محافظة الانبار التي تسكنها اغلبية سنية وكانت تعتبر في السابق مقرا لتنظيم القاعدة في العراق.
ومعبر البوكمال الواقع في الانبار هو أحد المعابر الرئيسية الثلاث بين العراق وسوريا، الى جانب معبري الوليد (التنف) في الانبار ايضا، ومعبر اليعربية شمال غرب بغداد الذي سقط كذلك في ايدي المعارضة المسلحة السبت.
ويقول قائمقام مدينة القائم فرحان فرحان لفرانس برس ان "التجارة عند المعبر هنا توقفت منذ نحو شهر ونصف وكانت تشمل مرور 40 شاحنة من سوريا الى العراق يوميا يبلغ وزن حمولة الواحدة منها 27 طنا".
ويضيف ان "هذه الشاحنات كانت تحمل على متنها الخضار والمواد الغذائية والملابس والادوات الكهربائية، حيث ان سكان القائم البالغ عددهم 275 الف نسمة يعتمدون على البضائع السورية كونها ارخص من تلك الآتية من بغداد".
ويرى فاضل ان "سيطرة المعارضة على هذا المعبر تمثل ضربة موجعة للنظام في سوريا وقد تتسبب ببروز عوامل جديدة خصوصا وان المناطق العراقية الحدودية متعاطفة مع المعارضة".
ويوضح ان "وجود بيئة مناسبة للمعارضة عند الحدود مع سوريا (...) سيضعف النظام السوري الذي كان يسعى لقطع اي دعم للمعارضة".
وتفصل مدينة القائم منطقة صغيرة عن مدينة البوكمال السورية، حيث يمكن بالعين المجردة مشاهدة المزارعين السوريين وهم يعملون في اراضيهم.
وتسكن القائم عشائر تجمعها علاقات عمومة ومصاهرة مع عشائر اخرى في الجانب السوري، وبينها عشائر كبيرة مثل الراويين والعانيين والكرابله والبو محل وعشيرة السلمان.
ويشير شيوخ عشائر في القائم الى ان صلة القرابة مع السوريين تمتد الى مدن دير الزور وحمص وادلب في سوريا.
ويرى المحلل السياسي احسان الشمري ان "معبر البوكمال واضافة الى ما يمثله من نقطة رئيسية في العلاقات الامنية والاقتصادية بين بغداد ودمشق، فان اهميته تكمن ايضا على المستوى الاجتماعي".
ويعتبر ان "خسارة معبر البوكمال كبيرة ومؤثرة على النظام السوري (...) لانه قد يتحول الى ممر لتهريب الاسلحة"، مضيفا ان "المجاميع المسلحة في العراق تريد رد الجميل لمن ساعدها" في السابق.
وتعرضت القائم عام 2005 الى هجمات متلاحقة شنتها القوات الاميركية واستهدفت جماعات مسلحة فيها. ويؤكد اهالي المدينة ان السوريين في حينها "كانوا يقدمون كافة اشكال المساعدة، الغذائية والطبية وحتى السلاح".
وينشغل سكان مدينة القائم اليوم بالعمل على "رد الدين والجميل" لجيرانهم السوريين الا ان هؤلاء يشتكون من الاجراءات الامنية التي تتخذها السلطات العراقية منعا للتهريب والتسلل.
ويقول ابو يوسف (25 عاما) انه "لو لم يكن الجيش العراقي يمنعنا لكنا قدمنا كل ما نستطيع تقديمه لاهلنا في البوكمال، فنحن نشعر بالحزن لرؤيتهم يتعرضون للقصف وسط نقص في الغذاء والدواء فيما نحن نعجز عن مساعدتهم".
ويضيف "نريد ان نقف الى جانبهم كما وقفوا هم الى جانبنا".
ومنذ ان سيطر المسلحون السوريون على المعبر، انتشرت وحدات من الجيش والشرطة العراقيين على طول الحدود بين منطقتي البوكمال والقائم اللتين لا يفصل بينهما سوى سياج طويل تخرقه بعض البساتين الصغيرة.
ويقول خالد الذي يعرف عن اسمه بانه ملازم اول في الجيش السوري الحر المنتشر عند معبر البوكمال "ان الجيش العراقي يقوم بالتضييق على المنطقة كرمى لعيون الجيش السوري".
ويضيف لفرانس برس عبر الهاتف "جل ما نريده هو ان يسمحوا للعائلات بان تغادر، وللمصابين بان يعالجوا في الجانب الآخر، وبان نحصل على الغذاء والدواء، اما السلاح فلا نريده، لدينا ما يكفينا منه".