facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معركة مؤتة الثانية وبداية الفتوحات الجديدة * عبدالكريم العزام

21-07-2012 06:23 PM

ما أجمل حَمْحَمَة الخيول وهي تنطلق يعلو صهواتها بعض شباب جامعة مؤتة؛ يحملون بأيديهم المسدسات بدل السيوف والقنابل الحارقة بدل الرماح، والبنزين والنار بدل الدرع والترس؛ ينطلقون نحو عدوّهم بجرأة وشجاعة منقطعة النظير ينطبق عليهم قول الشاعر:

مِكـــر مِفـر مُقبل مُدبـرٍ مَعا...كَجُلمود صَخر حطّـه السَّيـل من علِ

نَعــم:
لقد كانت معركتهم معركة الفصل، لم يخرجوا منها فُـرّاراً بل كُرَّاراً لأنَّ مَعركتهم هذه هي بداية الطريق نحو الإجهاز على عدوّهم والتوسع في الفتوحات إن استطاعوا استجابةً لرِسالتهم.
لقد بعثوا في الرّؤوس الحَمِيّة ونحن نرى بدايات الانتصار فقد كانت صليات الرصاص كزخات المطر وكانت الأشجار تعلوها النيران بالأمتار تتهاوى كأعجاز نخلٍ مُنـقَعر.

وكانت المقاعد والكراسي كرؤوس كسرى وهرقل وجنود الروم في اليرموك. كانت البنات من أخواتهم الطالبات يبكين من شدة الفـرح وخرست أفواههن عن الزغاريد و زملاؤهم كانوا ( متقشمرين ) جاهزين لمعركة بالسلاح الأبيض لا يخافون لأنَّ أجسادهم ما فيها شِبر إلا وفيه ضَربة بسيف أو طعنة برمح ولا يريدون أن يموتوا ميتة الجبناء.
بُوركت أيديكم يا من شاركتم بهذه المعركة التي أعادت لمؤتة مجدها وسيكتب عنكم وعنها التاريخ كما سيكتب عن الصيد الأواخر من أبناء الأمة الوساوس.
بعد أن أخذني القلم بعيداً لأنه ذكرني بما قرأت من تاريخ الآباء والأجداد، صحوت على نفسي عندما أراني ولدي مشهد المعركة على شاشة الحاسوب، فأعادني إلى الواقع وإلى الفكر البعيد عن العاطفة.

نعم: أخي القاريء :
أمام هذا المشهد لمعركتهم الخالدة لا بُدّ من طرح الأسئلة التالية:

1- إن اسم مؤتة اسم مقدَّس كـبـدر وأحد واليرموك وحطين، أرض لم تطأها إلا أقدام العظماء ممن آمنوا بقوله تعالى " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه "، فتحها الصّحابة من أمثال من بقيت أجسادهم على أرضها: زيد وجعفر وعبدالله بن رواحة، فهل يمكن لنا أن نعرف أسماء قادة معركة الأمس ( معركة مؤتة الثانية ) لِنُسَطـر أسماءهم على أكياس ....... وجدران.......

2- إنّ من شاركوا في معركة مؤتة كانوا في أغلبهم مخضرمين مِمَّن عاشوا في الجاهلية والإسلام، كانوا في الجاهلية يتحاربون على أتفه الأسباب فَنَقَلَهم الدّين ورسالته وبسرعه فائِقة إلى جيوشٍ مؤمنة تُحارب على قلب رجلٍ واحد، هجرت الجاهلية الأولى لتصبح جند الرسالة؛ يُقاتلون لتصبح كلمة الله هي العليا لا كلمة القبيلة وعصبيتها.

أسأل الآن: إنَّ من شاركوا في معركةِ مؤتة بالأمس هل هم أبناء جاهلية ما زالت مستمرَّة لم تصلها رسالة ولم يسمعوا صوت أذان وتكبير جمعة. هل ما زالوا لا يقرأون إلا الجانب الأسود من شِعر الجاهليةِ ولا أقول كُلّه لأن فيه من القِيَـم والأخلاق الكثير ممَّا افتقدناه. يقرأون ويفعلون ما قاله الشاعر:

وهل أنا إلا من غزية إن غوت...................غويت وإن تَرْشُد غزيَّة أرشــد

3- ما دور رسالة التَّربية والتَّعليم ودور المؤسسات المختلفة التي أشرفت على تربيتهم والتي غرست فيهم مثل هذه السلوكات.
4- ما هي استجابات المسؤولين عنهم ابتداءً من الأسرة ومروراً بالمدرسة وانتهاءً بالجَّامعة وما تقييمهم لأنفُسهم ودورهم في هذه النتاجات الرائدة التي استبدلت البناء بالهدم والإصلاح بالحرق والحفاظ على المال العام بتدميره وبيعه في سوق النخاسة.
5- السؤال الأهم والذي أطرحه على كُلّ صاحب قرار ويشتمل على جُزئيتين:

أ‌. هل نحن أحكم من الله وأعرف منه بخلقه؟، قد يقول البعض أن مثل هذا السؤال البديهي الإجابة لا يجوز أن يُطرح، ولكنني أقول له: إن ايماني بالله راسخ وموجود في كل خلية من جسدي وأؤمن بأن الخالق يعرف الإنسان وما توسوس به نفسه ولهذا وضع له من الضوابط والقوانين حتى تستقيم حياة الفرد ومن ثم حياة الجماعة والبشرية جمعاء.
ب‌. ما دُمنا نؤمن جميعاً بأن الله هو البصير بعباده وقد وضع من العقوبات المتدرجة ما يغطي المخالفات المتدرجة. هذه العقوبات التي جاءت لضبط حياة البشر من رَبِّ البشـر؛ لِمَ لا تُطبّـق لِتَضبِط السلوكات كُلٌّ في الحد الذي وصل إليه من الجُنوح.

أعتقد أنّ تعطيل القوانين السّماوية والقوانين الوضعية الضابطة للسلوكات البشرية هي التي أوصلت هؤلاء و
أمثالهم إلى ما وصلوا إليه وأرَّقتنا جميعاً حتَّى أصبحت معاركهم وفتوحاتهم مصدر قلق وطني تخطى كل الحدود.

وأخيراً أسأل المُنَظّرين مِمَّن عطَّلوا بعض القوانين الضابطة للسلوكات المنحرفة بمختلف مستوياتها، هل أصبح الشعب الأردني كلّه أبو ذر الغفاري و عمر بن عبدالعزيز وغيرهم من الصحابة والتابعين الذين كان يؤلمهم تحطيم نملة أو حزن طائر بِفَـقْـدِ فِراخه.
هل تنظيرهم هذا الذي جاءوا به بعد أن أنعم الله عليهم بزيارات سويسرا والنرويج والدول التي لا تحتاج إلى شُرطة لِيَنقُلُـوه إلينا، ويُطَبِّـقوه دُفعة واحدة طالبين من الأعشى أن يهجُر الخمرة ومن أبي جهل أن يَترك سفهه و من عنترة أن يهجُر سيفه قبل أن يَجِفَّ حِـبـر قراراتهم.

أخي القاريء:
أعتذر إليك لأنني سأقطع عليك انسياب فكرك في القراءة فالموضوع لا يتَّسع له الورق إذا أطْلَقْتُ لِقلمي العنان، ولكنني أقول:
الهمُّ كبير وما في القلب أكبر

أدعو الله أن يُصلِح الحال ويَحفَظ الوطن الذّي جُبِل تُرابه بِدَم وعَرَق المُخلصين مِن أبنائِـه وأن يحفظ للأردن قيادته الهاشميَّـة التي هي صَمَّام أمْن هذا البلـد واستقراره، إنَّهُ سَميـع مُجيـب.





  • 1 Abdel Rahman Batayneh- UK 21-07-2012 | 07:48 PM

    اوجزت فابلغت واشهد انك وضعت النقاط على الحروف. بالفعل اصبحت جامعاتنا حلبه للصراعات وتصفية الحسابات. اتمنى على ادارات الجامعات ان لا يتهاونوا في انزال العقوبات على من تسبب في هذه الفضيحه لتكون رادعا لمن تسول له نفسه العبث في مقدرات الوطن.

  • 2 manar alazzam 22-07-2012 | 02:12 PM

    ليتها معارك حقيقيه ضد من يستحق

  • 3 مريم الناصرية 22-07-2012 | 05:46 PM

    ولسه ما شفتش اشي ، نوعية الطلاب المقبولين على اساس الكارم والاقل حظا والأقل عقلا واغتصابهم لمقاعد جامعية من المفروض ان تكون لمن يستحق ان يدرس . هذه النوعية من الطلاب كيف لها ان تؤمن بحرمة الجامعة وهي دخلت الى الجامعة مقابل ظلم المستحقين .
    اسمع مني هذا:
    كما تدين تدان (*)
    ========



    هذا عدل الله فيمن ظلم كلبا فكيف بمن يظلم بني آدم !!
    *للدكتور /محمد راتب النابلسي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :